محلل يتوقع أن تحرك حكومة لابيد "الانتقالية" ملف التبادل

حسام الدجني:  نشر القسام فيديو لأحد الجنود الأسرى لديه تحريك للمياه الراكدة

أكد المحلل السياسي حسام الدجني، أن الفيديو الذي عرضته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) يوم الثلاثاء والذي تضمن مشاهد لأحد جنود الاحتلال الأسرى لديها،" يدفع باتجاه تحريك ملف الأسرى لدى المقاومة بغزة في ظل الازمة السياسية التي تعيشها حكومة الاحتلال وحل الكنيست وتبكير الانتخابات."

وشدد الدجني في مكالمة هاتفية لوكالة (APA) على أن "المقاومة تريد إيصال رسالة للاحتلال أن "الفيديو الذي تم عرضته جديد، وارتباط موعد بث المشاهد مع عرض جديد لقناة الجزيرة يؤكد ذلك"، مشيراً إلى "أن المقاومة من خلال ذلك تحاول أن تضغط على الاحتلال وبشكل خاص الجمهور الإسرائيلي، من أجل ابرام صفقة تبادل جديدة."

وتوقع أن تقدم حكومة يائير لابيد الإسرائيلية وخلال مرحلتها الانتقالية على الذهاب باتجاه تحريك ملف تبادل الأسرى مع المقاومة.

المحلل السياسي حسام الدجني.jpg


 

ونبه إلى أن "وضع الأسير الصحي صعب جداً"، لافتاً إلى أن هناك رسالة إنسانية من عرض المشاهد مفادها أن "المقاومة توفر للجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها أشكال العلاج كافة، وتوفر لهم بيئة مناسبة كما ينص القانون الدولي في ظل ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين من اهمال طبي متعمد."

وشدد الدجني على أن "الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير هشام السيد في حال لم يتم التعامل بجدية مع المشاهد والتقدم باتجاه ابرام صفقة تبادل مع المقاومة في قطاع غزة."

وكانت المقاومة أمس الاثنين أعلنت عن تدهور طرأ على صحة أحد الجنود الأسرى لديها.

وعرضت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، مساء الثلاثاء، فيديو يظهر أحد أسرى الاحتلال الإسرائيلي لديها.

 وظهر في مقطع الفيديو هشام السيد، أحد الأسرى  لدى حماس، وهو بدوي من سكان النقب، وتمكنت كتائب القسام  من اعتقاله بعد تسلله من السياج الفاصل باتجاه قطاع غزة.

 وبدى هشام السيد ، أحد الأسرى الإسرائيليين الأربعة، وهو يرقد بالسرير ويرتبط بالأكسجين، كما يمكن رؤية هويته في الفيديو.

وفي أول تعقيب رسمي، قال نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن "حماس تحتجز مدنيين مصابين بمرض عقلي، في انتهاك لجميع القوانين والقانون الدولي .. إن نشر فيديو لمريض عمل شنيع ويائس"، محملًا حماس المسؤولية عن صحة الإسرائيليين لديها.

وأضاف: "تحتجز حماس جثتي جنديين إسرائيليين في انتهاك للقانون الدولي أيضًا .. حماس تؤجل أي فرصة للتوصل إلى اتفاق .. إن تصرفات حماس دليل على أن هذه منظمة إرهابية ساخرة وإجرامية .. ستواصل دولة إسرائيل جهودها لإعادة الأسرى والمفقودين في جميع الأوقات بمسؤولية وتصميم". وفق قوله.

من ناحيته  قال يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي، إن "إسرائيل تعتبر حماس مسؤولة عن أوضاع المدنيين لديها وأن استمرار احتجازهم يمثل انتهاكًا للقانون الدولي".

وأضاف: "هؤلاء هم مريضان عقليًا احتجازهما في الأسر لسنوات يعد فعلًا من أعمال القسوة التي لا يمكن تصورها .. كما تحتجز حماس جثتي جنديين إسرائيليين .. وهي بذلك تتخطى كل الحدود الأخلاقية". وفق تعبيره.

وتابع : "إن تصرفات حماس دليل على أن هذه منظمة إرهابية شائنة تحتجز مواطني غزة رهائن .. أدعو المجتمع الدولي إلى إدانة حماس ومطالبتها بالتصرف وفق القانون الدولي .. ستستمر دولة إسرائيل بذل كل جهد ممكن لإعادة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي والمواطنين الإسرائيليين". وفق تعبيره.

وأطلق وزراء الحكومة الاسرائيلية تصريحات هجومية ضد حماس واتهموها بانتهاك القانون الدولي بزعمهم أن المحتجزين أبراهام منغستوا وهشام السيد هما مريضان نفسيا .. وفي ذات السياق يحاولون التهرب من صفقة أسرى بإدعاء أن نشر الفيديو عمل مشين وفق وصفهم

وقال مسؤول إسرائيلي للقناة 13 العبرية معقبا على الفيديو :"اننا نحاول ممارسة ضغوطات عليهم، إسرائيل حددت معادلة بموضوع الأسرى والمفقودين ولن تحيد عنها". يأتي هذا على خلفية الادعاءات الإسرائيلية خلال اليوم الماضي بأنه لا يوجد اي تغيير بالوضع الصحي للأسرى الإسرائيليين.

وذكرت "13" أن في إسرائيل يقولون ايضا ردا على شريط الفيديو بأن الحديث عن "مصاب نفسي ، حماس تتحمل المسؤولية عن سلامته الصحية، الموقف بأنه يمكن حل قضية المختطفين على الصعيد الإنساني لم تتغير".

وذكر موقع هيئة البث الإسرائيلي باللغة العربية بأنه " بعد يوم واحد من إعلان حماس عن تدهور حالة أحد الأسرى الإسرائيليين لديها، نشرت الحركة شريط فيديو قصيرا لهشام السيد الذي تحتجزه منذ نحو سبع سنوات، ويظهر فيه وهو يستخدم اسطوانة اكسيجين. "

وقال حسن ابو زايد مراسل هيئة البث "ان الشريط صُور قبل ثمانية ايام كما يبدو، وقد تم تصوير الفيديو وفي الخلفية تظهر على قناة التلفزيون التابعة للجزيرة، مراسم أقيمت في قطر في الأيام الأخيرة."

وقال صالح السيد قريب الأسير هشام، تعقيبا على شريط الفيديو: "حماس تلعب في مشاعر العائلة، هذا تعذيب للناس. يظهرونه على أنه جندي في الجيش وكأنهم نجحوا بأسره وإبراز القضية على أنها انجاز كبير. هشام لم يخدم في الجيش وكان يعاني من مشاكل نفسية. بحسب المقطع لا يمكن معرفة اذا كان ما زال حيا".

وقال شعبان السيد والد هشام لقناة 12:" هذه أول مرة أرى صورته منذ 7 سنوات .. يبدو أنه بخير وعلى ما يرام".

وفي وقت سابق اليوم قالت مصادر فلسطينية لصحيفة "القدس" الفلسطينية أنه اجريت أمس مباحثات بين مسؤولين إسرائيليين، يعملون على قضية الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ومسؤولين في الاستخبارات المصرية.

وبحسب المصادر، اسرائيل طلبت من مصر الحصول على توضيحات حقيقية من حماس بشأن مصير الأسرى خصوصا على ضوء بيان حماس، وأضافت المصادر بأن المسؤولين من مصر ابلغوا المسؤولين الاسرائيليين بأنه يمكنهم استغلال الوضع والتوصل الى اختراق جديد بقضية الأسرى، وافيد ايضا ان مصر تواصلت مع حماس بشأن الحصول على توضيحات عامة بشأن ما حدث وان كان الحديث عن فرصة حقيقية لاختراق، او حتى لانهاء هذه القضية.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة