- المحامي علي ابوحبله
كثرت التصريحات والتحليلات بشأن تشكيل حلف ناتو شرق أوسط جديد ، ويلعب الإعلام الإسرائيلي دور كبير للإيحاء بأن إسرائيل ستكون ضمن المنظومة الامنيه في هذا الحلف الذي ترأسه أمريكا وتديره إسرائيل وترافقت تلك التصريحات والتحليلات في اللحظة التي أصدرت فيها إدارة بايدن تقريرها الإستراتيجي الأوّل، الذي يخفض من أولوية منطقة الشرق الأوسط في السياسة الخارجية، بات واضحاً أننا بتنا أمام خطوات تدريجية ومتسلسلة تهدف إلى التخفف الأميركي من أعباء المنطقة، من دون خسارة فادحة للأهداف الإستراتيجية المتبقية لها فيها.
تحقق هذه الصيغة للولايات المتحدة مزيداً من الاعتمادية الذاتية لحلفائها في المنطقة، ما ينعكس على تخفّفها من الأعباء الأساسية، على الأقل، ويتيح لها فسحة وقت معقولة للانهماك في بحر الصين وعلى حدود روسيا، وربما للتطورات المتسارعة في القارة اللاتينية. واللغط الكبير الذي وقع فيه الكثير من المحللين السياسيين والمتابعين للتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط هو التفسير الخاطئ لتصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني وخروج تلك التحليلات عن السياق في فهم تلك التصريحات
الأردن في مواقفه السياسية يقف على مسافة معقولة من الصين وروسيا مع الحفاظ على مستوى العلاقة بالولايات المتحدة ومع انطلاق العملية العسكرية الروسية لمواجهة الناتو في أوكرانيا، باتت هذه الصيغة منتهية الصلاحية، فدعم موقف قومي عربي مشترك يحافظ على الكينونة العربية ويحفظ مصالحها هو ضمن التطلعات الاردنيه التي تنطلق بالأساس من فكر قومي عربي قوامه تحقيق أسس لعمل العربي المشترك ،
إن "الانفتاح الاقتصادي بين الأردن و العراق ومصر والدول العربية أمر مهم، وهو توجه أردني ضمن مسعى يقود لعملية التكامل الاقتصادي العربي المشترك ، وما مسعى الانفتاح على سوريا ولبنان وتزويد لبنان بالكهرباء والمحروقات عبر سوريا وفتح المعابر مع سوريا الا ضمن التطلعات الاردنيه نحو تكامل عربي
وقبيل قمة النقب التي تغيب عنها الأردن قام جلالة الملك عبد الله الثاني بزيارته الى رام الله وجاءت خطوة العاهل الأردني بعد نحو 6 سنوات من آخر زيارة له إلى رام الله، واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، أن "زيارة الملك عبد الله الثاني مهمة للغاية"، إذ توفر للقيادة الفلسطينية دعماً في توقيت حرج يشعرون فيه بتجاهل قضيتهم عالمياً وإقليمياً".
وأكد الملك عبد الله أن الأردن سيبقى على الدوام مع الفلسطينيين ويقف إلى جانبهم أمام التحديات، داعماً لحقوقهم. وقال العاهل الأردني "نحن والفلسطينيون الأقرب إلى بعض وفي نفس الخندق". وشدد العاهل الأردني، خلال المباحثات، على أهمية أن تحظى القضية الفلسطينية بالزخم المطلوب دولياً وألا تقلل أية أزمات مستجدة من حضورها على الساحة العالمية.
أن زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى فلسطين التي ترافقت مع قمة النقب حملت معها رسائل عديدة؛ أولها رسالة عنوانها التوأمة القومية الكاملة وهي للتأكيد على الموقف الأردني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني على الرغم من التطورات الإقليمية والدولية التي عصفت بالمكانة المركزية والعالمية للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى عربيا ودوليا.، أما الرسالة الثانية من زيارة الملك عبد الله هي رسالة دبلوماسية ودولية تعني أن الشعب الفلسطيني ليس وحده في مواجهة الانحياز الأمريكي لإسرائيل، وأن لا سلام ولا استقرار إقليمي إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأرضي الفلسطينية المحتلة.
الرسالة الثالثة التي حملتها الزيارة ذات دلالات عربية وقومية وتؤكد أن أي تطورات إقليمية جديدة لن تكون على حساب الصراع العربي الإسرائيلي وبالدرجة الأولى قضية فلسطين، مؤكدًا أن هناك بعدًا دينيًا باعتبار أن القدس والمقدسات الإسلامية تحت وصاية الأسرة الهاشمية.وهذا تأكيد أن هناك تنسيقًا وتشاورًا فلسطينيًا مع الأردن على كافة المستويات القيادية سواء بين الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس أو على مستوى وزارتي الخارجية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية للبلدين.
هذه المواقف القومية للأردن أكدها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رد على الأنباء التي تتردد عن محاولات تشكيل تحالف عسكري في المنطقة، نافيًا وجود أي طرح لتشكيل تحالف عربي مع إسرائيل. وفي مقابله مع قناة "الجزيرة"، خلال زيارته إلى قطر، عن تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حول تشكيل تحالف عسكري عربي، إن "ما طرح هو سؤال في مقابلة صحفية لجلالة الملك حول ناتو في المنطقة، ليس بمعنى امتداد للحلف الأطلسي، ولكن كطرح لآلية دفاعية عربية لمواجهة التحديات المشتركة".
وأضاف: "الأردن دائما يؤيد كل طرح يدفع باتجاه عمل عربي مؤسساتي مشترك لمواجهة التحديات المشتركة، نتعامل في إطار دفاعي، ننطلق من رؤية واضحة... نتحدث عن الأمن بمفهومه الشامل: الأمن العسكري لمواجهة أي تحديات لأي من دولنا العربية، ومواجهة الإرهاب، والأمن الاقتصادي، والأمن الغذائي. بمعنى كل طرح يدفع باتجاه عمل عربي مؤسساتي مشترك فهو طرح يدعمه الأردن وطرح تحتاجه المنطقة".
وتابع وزير الخارجية الأردني بالقول: "الولايات المتحدة حليف أساسي لنا وصديق وشريك، لكن لا يوجد أي حديث حول أي تحالف عسكري تكون إسرائيل جزءا منه في هذه الزيارة، ولم يطرح علينا أي شيء بهذا المعنى في هذه المرحلة". وهذا دحض لكل الادعاءات ومحاولات تحريف تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني عن سياقها الصحيح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت