فى أعقاب استشهاد الأسيرة سعدية فرج الله " مطر "

الأسرى للدراسات : جرائم ترتكب بحق الأسرى والأسيرات فى السجون الاسرائيلية

الشهيدة.jpg

أكد مركز الأسرى للدراسات فى أعقاب استشهاد الأسيرة سعدية فرج الله " مطر " فى سجن الدامون والمعتقلة  فى ديسمبر 2021 ، أن سلطات الاحتلال ترتكب جرائم تستوجب الملاحقة القانونية بحق الأسرى والأسيرات فى السجون والمعتقلات الاسرائيلية ، وطالب مدير المركز الدكتور رأفت حمدونة المؤسسات الحقوقية والانسانية بالضغط على الاحتلال للسماح بادخال طاقم طبى من وزارة الصحة الفلسطينية لمتابعة أوضاع الأسرى المرضى ، لانقاذهم من العبث والاستهتار المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية .

وأكد د. حمدونة  أن السكوت على جريمة استشهاد الأسيرة سعدية فرج الله " مطر "، سيضاعف قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة، وحذر من سياسة الاستهتار الطبي فى السجون، وطالب بأهمية زيارة الأسرى والاطلاع على مجريات حياتهم وحصر مرضاهم والسماح للطواقم الطبية لإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك.

وقال د. حمدونة أن سلطات الاحتلال أن عدد شهداء الحركة الأسيرة بلغ منذ العام 1967 ( 230 شهيداً ) ، منهم ( 73 )  نتيجة الإهمال الطبي ، و( 77 ) نتيجة القتل العمد ، ( 73 ) نتيجة التعذيب، و( 7 ) معتقلين استشهدوا داخل السجون والمعتقلات نتيجة اطلاق النار عليهم مباشرة ) .

وأضاف حمدونة أن هنالك خطورة على الأسرى المرضى  "بمستشفى سجن مراج بالرملة "، كونهم بحالة صحية متردية وهنالك خطر حقيقي على حياتهم نتيجة الاستهتار الطبي وعدم توفير الرعاية والعناية الصحية والأدوية اللازمة والفحوصات الطبية الدورية للأسرى، الأمر الذي يخلف المزيد من الضحايا في حال استمرار الاحتلال في سياسته دون ضغوطات دولية جدية من أجل أنقاذ حياة المرضى منهم قبل فوات الأوان .

وقال د. حمدونة أن عدد الأسرى المرضى فى السجون الاسرائيلية يبلغ قرابة الـ 500 أسير ، من بينهم (70) حالة مرضية مستعصية بحاجة للعلاج الدائم والمتابعة والرعاية الصحية، لا سيما الأسرى المصابين بمرض السرطان والأورام وعددهم (22) أسيراً.

وأشار د. حمدونة إلى انتشار فيروس كورونا فى أوساط الأسرى ، الأمر الذى يشكل خطورة على حياتهم ، مع تجاوز الاحتلال وعدم التجاوب مع مطالبة منظمة العفو الدولية للحكومات فى العالم منذ بدء جائحة كورونا للافراج عن آلاف المعتقلين بسبب مخاوف موثقة من اكتظاظ السجون وسوء العناية والرعاية الصحية ، إلا أن سلطات الاحتلال لم تفرج عن أسير واحد  رغم اصابة ما يزيد عن 600 أسير بالفيروس منذ بدء الجائحة بظروف صعبة بلا أدنى اهتمام أو تقديم علاج خاصة في ظل وجود معتقلين مرضى وأسيرات حوامل  وكبار في السن ولو بعمر الثمانين كالأسير فؤاد الشوبكي الذى أرهقت جسده سنين السجن والمرض، والذى " يعاني من قائمة طويلة من الأمراض كسرطان البروستاتا والسكر والضغط

وبيَّن د. حمدونة أن  سلطات الاحتلال تقوم بتجريب الأدوية الجديدة المنتجة في مختبرات وزارة الصحة الإسرائيلية وقياس تأثيراتها على الأسرى الفلسطينيين ، الأمر الذى يتنافى مع أخلاقيات مهنة الطب .

قضية كشفتها عضو الكنيست الاسرائيلى السابق  داليا إيتسك، والتى أكدت إجراء السلطات الإسرائيلية المختصة ألف تجربة لأدوية خطيرة، تحت الاختبار الطبي، على أجساد الأسرى الفلسطينيين والعرب، مؤكدة أن بين يديها وفي حيازة مكتبها ألف تصريح منفصل من وزارة الصحة الإسرائيلية لشركات الأدوية الإسرائيلية الكبرى لإجراء تلك التجارب.

وأكدت ذلك صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، فى العام 1997، من خلال تصريحات رئيس لجنة العلوم البرلمانية، ومفادها أنّ وزارة الصحة الإسرائيليّة أقرّت بمنحها شركات الأدوية الخاصة تصاريح لعمل تجارب على الأسرى، وكذلك صحيفة (برافدا) الروسية التى أجرت تحقيقًا موسعًا فى هذه القضية وأكدت قضية تجريب الأدوية

في محاضرة بجامعة «كولومبيا» الأمريكية، أقّرت الباحثة نادرة شلهوب أستاذة علوم الجريمة والعمل الاجتماعيّ في الجامعة العبرية، بسماح الحكومة الإسرائيلية لكبرى شركات الأدوية الإسرائيلية بإجراء تجارب طبية للأدوية على السجناء الفلسطينيين والعرب ، وحاولت الجامعة العبرية التنصل من نتائج أستاذتها والتقليل من شأنها، باعتبارها «رأيًا شخصيًا لا يمثل نهج الجامعة».

وحذر  من الخطر البيئى والبيولوجى للغبار الذري المنبعث من مفاعل ديمونا والذى يطال 2690 أسير فلسطينى في كل من معتقل النقب الذى يضم 1200 أسير و سجن نفحة الذى يضم 550 أسير ، و سجن ريمون وفيه650 أسير وسجن ايشل والذى يضم  290 أسير .

وأشار الجميع إلى مرحلة الخطر الاستراتيجى لفاعل ديمونا بسبب انتهاء عمره الافتراضي ، والمهدد بكارثة إنسانية ، وطالبوا بنقل الأسرى من تلك المناطق المجاورة للمفاعل وأخطاره نتيجة للاشعاعات والخطر البيئى.

وأشار لقضية سرقة الأعضاء التى سلط  عليها الضوء الصحافي السويدي دونالد بوستروم في العام، 2001  من خلال قيام إسرائيل بسرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين والمتاجرة بها، من خلال قتل الجنود الإسرائيليين لشبان فلسطينيين ثم القيام بسرقة أعضائهم والمتاجرة بها الامر الذى أكدته د. مئيرا فايس الطبيبة الإسرائيلية والخبيرة في علم الإنسان  في كتابها الشهير"على جثثهم الميتة"، وبنفسها رأت ووثقت كيف تتم سرقة الأعضاء في معهد أبو كبير للطب الشرعي من خلال إجراء التشريح للشهداء ومن ثم استئصال أعضاء من أجسادهم ، وفي العام 2008، قامت شبكة (CNN) الأمريكية بنشر تقرير كشفت فيه النقاب عن تورط سلطات الاحتلال بجرائم قتل فلسطينيين بهدف سرقة أعضائهم والاستفادة منها بشكل غير شرعي.

وطالب مدير المركز د. رأفت حمدونة  المؤسسات الحقوقية والانسانية والراعية للقانون الدولى الانسانى واتفاقيات جنيف ومنظمة الصليب الأحمر ومجموعات الضغط الدولية عامة بالتعامل مع معطيات التقرير والتعامل معها بجدية ومسئولية لانقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين والعرب وخاصة المرضى فى السجون والمعتقلات الاسرائيلية والضغط على الاحتلال للالتزام بتلك الحقوق الأساسية والانسانية .

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة