نصر الله يكشف عن وجود نوع من المسيّرات "يمكنه أن يذهب إلى إسرائيل ويعود منها"

حسن نصر الله.jpg

كشف  الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، عن وجود نوع من المسيّرات في حوزة الحزب، "يمكنه أن يذهب إلى إسرائيل ويعود (منها) من دون أن يُسقطه الجانب الإسرائيلي ."

وقال نصر الله في مقابلة مع قناة "الميادين" "لطالما دخلت مسيّراتنا فلسطين المحتلة، وعادت (منها) عشرات المرات، خلال الأعوام الماضية، من دون أن يُسقطها العدوّ الإسرائيلي".

وتطرّق نصر الله إلى إعلان حزب الله مؤخراً إطلاقَ 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه حقل "كاريش" ضمن مهمّات استطلاعية، وأشار إلى "أننا، في حزب الله، اتفقنا على إرسال النوع الثاني من المسيّرات، الذي يمكن أن يُسقطه العدو، بهدف إحداث الأثر المطلوب".

وأضاف: "في حزب الله، أجبرنا الإسرائيلي على إطلاق نار من الجو والبحر، رداً على المسيّرات، وأوقعناه في الفخّ".

وكشف نصر الله تفاصيل جديدة عن العملية الأخيرة في كاريش، موضحاً أنّ "الجيش الإسرائيلي فشل في إسقاط مسيّرة ثالثة، لم يأتِ على ذكرها، لأنها سقطت في البحر".

كما أعلن نصر الله أنّ حزب الله "قادر على ردع إسرائيل، وضرب الأهداف التي يريد ضربها في أيّ مكان في بحر فلسطين المحتلة، وفي البر".

وأعلنت حزب الله، في 2 تموز/يوليو، "إطلاق 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه المنطقة المتنازع عليها" عند حقل "كاريش"، وذلك في مهمّات استطلاعية، مؤكدةً أنّ "المسيّرات أنجزت المهمة المطلوبة، وأوصلت الرسالة".

 

إلىى ذلك، قال نصر الله، إنّ" بدايات الردع بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي بدأت عام 1985، عندما اضطر العدو الإسرائيلي، مبكراً، إلى الانسحاب من كثير من المناطق التي احتلها."

وأشار نصر الله إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي تعاطى مع الشريط الحدودي كحزام أمني؛ لمنع المقاومين من دخول فلسطين، وحينها بدأ الردع".

وأضاف في حديثه مع "الميادين" أنّ "هذا الردع، يومها، كان إنجاز كل حركات المقاومة التي نفذت عمليات وليس حزب الله فقط"، لافتاً أيضاً إلى أنّ "المرحلة الثانية من الردع بدأت من خلال فعل المقاومة في القرى الأمامية، وصولاً إلى عام 1993 حين بدأت المرحلة الثالثة".

وأوضح نصر الله أنّ "من عام 1993 حتى عام 1996، تم تحقيق مستوى عال من الردع".

وتابع نصر الله: "تفاهم نيسان/أبريل 1996 أسس لانتصار عام 2000، حيث باتت للردع عناوين عدة، بينها منع الاحتلال من قصف أهداف مدنية من دون رد".

وأكّد نصر الله أنّ الجانب الإسرائيلي أدرك، نتيجة حرب تموز/يوليو، أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وكبيرة، وأن قدرات المقاومة باتت تتجاوز المواجهة عند الحدود.

ووفق  نصر الله، فإن "منذ حرب تموز/يوليو حتى اليوم، بات العدو الإسرائيلي ينتبه إلى أن أي عمل تجاه لبنان سيقابل برد".

كما قال نصر الله إنّ العدو يلجأ، اليوم، إلى عمليات لا تترك أي بصمة. ومنذ عام 2006 إلى اليوم، لا يجرؤ على أي عمل ضد لبنان".

 نصر الله : صواريخنا الدقيقة تطال كل الأهداف الإسرائيلية براً وبحراً

أما عن معادلة "كاريش"، التي أعلن عنها هذا الشهر في خطابٍ متلفز حول آخر التطورات السياسية، فقال  الأمين العام لحزب الله، ، إنّ "لبنان، الآن، أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل للنفط والغاز الروسيين".

وأشار نصر الله إلى أنّ "الرئيس الأميركي، جو بايدن، جاء إلى المنطقة من أجل الغاز والنفط، والإضافة التي يمكن أن تقدمها السعودية والإمارات لن تحل حاجة أوروبا".

ووفق نصر الله، فإن "الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بحاجة إلى النفط والغاز، وإسرائيل ترى فرصة في ذلك"، لافتاً إلى أنّ "بايدن لا يريد حرباً في المنطقة، وهذا الأمر فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا".

وتابع نصر الله: "الموضوع ليس كاريش وقانا، وإنما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من قبل "إسرائيل"، في مياه فلسطين، مقابل حقوق لبنان".

كما قال نصر الله إنّ "الأميركيين أدخلوا لبنان في دوامة المفاوضات، فيما إسرائيل حفرت الآبار، ونقبت عن الغاز، وتستعد لاستخراجه"، مشدداً على أنّ "الولايات المتحدة ضغطت على الدولة اللبنانية من أجل القبول بخط "هوف"، أو بالطرح الإسرائيلي للحدود البحرية".

كذلك أكّد نصر الله أن "ما تريده الدولة اللبنانية يمكنها أن تحصل عليه الآن، وليس غداً"، مضيفاً أنّه "لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة".

وقال نصر الله إنّ "هذا العمل(استهداف ) كاريش أو ما بعدها متوقف على قرار الاحتلال الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة الأميركية".

وأوضح نصر الله أنّ "الدولة اللبنانية قدمت تنازلاً كبيراً من خلال ما طلبته من الوسيط الأميركي عندما تحدثت عن الخط  الـ23+"، مشيراً إلى أنّ "الكرة، الآن، ليست في ملعب لبنان؛ لأنه هو الممنوع من استخراج النفط والغاز في المنطقة غير المتنازع عليها".

وأضاف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أنَ "المطلوب الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية، ورفع الفيتو عن الشركات التي تستخرج النفط".

وتابع نصر الله: "إذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول/ سبتمبر، قبل أن يأخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل". وأوضح السيد نصر الله: "وضعنا هدفاً وذاهبون إليه من دون أي تردد، وكل ما يحقق هذا الهدف سنلجأ إليه".

ورأى نصر الله أنّ "الدولة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته، ولذلك فإن المقاومة مضطرة إلى اتخاذ القرار".

وفي سياق حديثه، شدد نصر الله على أن "الهدف هو أن يستخرج لبنان النفط والغاز؛ لأن هذا هو الطريق الوحيد لنجاته".

كذلك، أعلن أنّ" لدى المقاومة في لبنان قدرات بحرية دفاعية وهجومية كافية لتحقيق الردع المطلوب والأهداف المنشودة".

وشدد نصر الله على أنّ "حزب الله قادر على ردع العدو، وضرب أهداف في أي مكان في بحر فلسطين المحتلة".

وتابع نصر الله: "حجم الاستباحة الجوية من قبل المسيرات الإسرائيلية دفعنا إلى اتخاذ قرار بأن نستخدم بعض القدرة المتاحة لدينا"، مشيراً إلى أنّ "المسيرات الإسرائيلية كانت تستبيح البقاع والجنوب بشكل كبير، لكن الوتيرة خفت كثيراً بعد رد المقاومة".

نصر الله: إذا ذهبت الأمور إلى الحرب فيجب أن يثق اللبنانيون بالمقاومة

وشدد نصر الله على "ضرورة أن يثق الشعب اللبناني بأن لدى المقاومة ما يكفي من القدرات البشرية والعسكرية والمادية كي تخضع إسرائيل لإرادة لبنان".

كما قال "إذا ذهبت الأمور إلى الحرب، فيجب أن يثق اللبنانيون بالمقاومة، التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو".

وفي ما يخص لجوء حزب الله إلى شركات صديقة للمساعدة، قال نصر الله "لم ننسق خطواتنا مع الإخوة السوريين أو الإيرانيين أو أي من حلفائنا في الداخل".

كما أعلن نصر الله جهوزيته لـ"جلب الفيول الإيراني لمعامل الكهرباء اللبنانية مجاناً، على أن توافق الحكومة اللبنانية على ذلك".

وتابع نصر الله: "للأسف الشديد، ليس هناك جرأة سياسية في لبنان لاتخاذ هذه الخطوة، نتيجة الخوف من العقوبات الأميركية على الأشخاص وعائلاتهم".

وقال الأمين العام لحزب الله إنّ "تصنيف الوطنية لا يخضع للمعايير، بل للمزاج والاستهداف الشخصي لحزب الله، وبعضهم يذهب في ذلك نحو الشيعة عموماً".

كما أضاف نصر الله "عمرنا في البلد وامتدادنا التاريخي يعودان، في الحدّ الأدنى، إلى 1400 سنة".

كذلك أوضح نصر الله أنّ "من يتحدثون عن الثقافة المستوردة إما يفعلون ذلك عمداً أو أنهم جهلة".

وتابع نصر الله: "هذه الثقافة هي ثقافتنا، ونحن من صدّرها إلى أماكن كثيرة في العالم، وكتب علمائنا تدرس في أهم الحوزات الدينية". كما قال "نحن لا نقبل أصلاً أن يشكك أحد في وطنيتنا ولبنانيتنا، فثقافتنا أصيلة".

أما عن الحملة الأخيرة التي شنت على  نشيد "سلام يا مهدي"، فرأى نصر الله أنّها "مرتبطة باستهداف بيئة المقاومة المباشرة"، مضيفاً أنّ للنشيد والحضور "رسالة بالغة الأهمية من بيئة المقاومة كما كانت رسالة الانتخابات."

وشدد نصر الله على أنّ "الجيل الجديد الذي شارك في سلام يا مهدي يخيف إسرائيل ويقلقها".

وسأل نصر الله "من قال إن من يتحدث بمنطق لا يشبهوننا في حملته على بيئة المقاومة يعبّر عن صورة لبنان؟"، مضيفاً أنّ "هناك ثقافتين في المنطقة: إما ثقافة التطبيع أو ثقافة المقاومة".

الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال في حديثه إنّ "افتراض البعض أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل تحت إمرة حزب الله كذب وافتراء وظلم للأجهزة الأمنية، ولحزب الله".

نصر الله : أنا وكل حزب الله أخذنا علماً بقضية المطران موسى الحاج مثل اللبنانيين الآخرين

كما تطرق نصر الله إلى قضية النائب البطريركي العام على أبرشية حيفا والأراضي المقدسة والمملكة الهاشمية، المطران اللبناني موسى الحاج، والذي أوقفه جهاز الأمن العام اللبناني في  18 تموز/يوليو الحالي، عند عودته عبر معبر رأس الناقورة الحدودي من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال نصر الله بهذا الخصوص "أنا وكل حزب الله أخذنا علماً بقضية المطران موسى الحاج مثل اللبنانيين الآخرين".

وتوجّه إلى الشعب اللبناني، وخصوصاً المسيحيين، بالقول "ليس لحزب الله أي علاقة بقضية المطران موسى الحاج، ولن نتدخل فيها".

ووفق نصر الله، فإنّ "ما حصل في اليومين الماضيين على خلفية قضية المطران الحاج لن يبقي دولة ولا مؤسسات ولا قضاء، وهو مسار خطير"، مشيراً إلى أنّ "نقل أموال من فلسطين المحتلة إلى لبنان هو عمل خارج القانون، بغض النظر عن أسبابه".

كما لفت إلى أنّ "البعض في لبنان يقول، نفاقاً، إن إسرائيل عدو، فيما هي، بالنسبة إليه، الحليف والصديق والمستقبل".

أما فيما يخص الملف الحكومي والرئاسي قال نصر الله إنّ "مقاربة مسألة رئاسة الجمهورية من خلال تحديد مواصفات الرئيس المقبل هي تضييع للوقت ولا فائدة من الحديث عنها".

ولفت نصر الله أن حزب الله لم يبدأ النقاش في الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية بعد، نافياً في الوقت نفسه لما ينقل عن مصادر حزب الله بخصوص مسألة رئاسة الجمهورية.

كما أشار نصر الله إلى أنّ "حزب الله لن يكون لديه مرشح لرئاسة الجمهورية بل هو سيقرر من يدعم من بين المرشحين الطبيعيين".

وأضاف نصر الله أنّ "العدل في الحديث عن عهد الرئيس ميشال عون يجب أن يستند إلى الأخذ بعين الاعتبار صلاحيات رئيس الجمهورية".

وتابع: "الرئيس عون كان خلال عهده شخصاً قوياً، ولم يضعف، وهناك قرارات ما كان لأحد غيره أن يتخذها، كحسم معركة الجرود".

وعن الحكومة اللبنانية، قال نصر الله إنّ "المطلوب حكومة حمل أثقال، وتحمل مسؤولية، لذلك لا يريد البعض المشاركة فيها"، مشيراً إلى أنّ "كل ما أمكننا القيام به تجاه عهد الرئيس ميشال عون قمنا به".

 نصر الله: لا نحتاج لأربعين ربيعاً أخرى لنشهد نهاية إسرائيل

وقال نصر الله "أرى نهاية الكيان الإسرائيلي قريبة جداً".

وأضاف نصر الله "المشهد عندي بخصوص نهاية إسرائيل أناس ذاهبون باتجاه المطارات والموانئ والمعابر الحدودية"، مشيراً إلى أنه "لا نحتاج لأربعين ربيعاً أخرى لنشهد نهاية إسرائيل".

وشدد نصر الله على أن "كل عناصر بقاء إسرائيل تتراجع وتخمد فيما عناصر ذهابها تقوى".

 نصر الله: حرس الثورة كان مشاركاً في غرفة العمليات المشتركة خلال معركة سيف القدس

كما لفت نصر الله في حديثه إلى أنّ "في معركة سيف القدس كل ما كان يتوفر لدينا من معلومات كنا نقدمه للفلسطينيين من خلال غرفة العمليات المشتركة".

كذلك كشف أنّ "التواصل بين قوى محور المقاومة قائم وحرس الثورة كان مشاركاً في غرفة العمليات المشتركة خلال معركة سيف القدس".

وتابع: "غرفة العمليات المشتركة في سيف القدس كانت موجودة.. كان هناك تنسيق مباشر مع حماس والجهاد الإسلامي. كانت هناك مواكبة على مدار الساعة في كل أيام الحرب والأمر يعتمد على ما يتصل بالمعلومات.. وكان هناك فخ معيّن قدم حزب الله معلومات حوله".

نصر الله: تسوية العلاقة بين "حماس" وسوريا أنا شخصياً مهتم بها

أما عن عودة حركة "حماس" إلى سوريا، قال نصر الله إنّ "الإخوة في حماس وصلوا إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن إدارة الظهر لسوريا لأنها جزء من محور المقاومة".

ولفت خلال حديثه إلى اهتمامه بشكل شخصي في تسوية العلاقة بين "حماس" وسوريا، مضيفاً أنّ "من الواضح لنا إلى أين يذهب الصراع".

كما أشار نصر الله إلى أنّ "سوريا منفتحة فيما يتعلق بالعلاقة مع حماس وقابلية الأمور جيدة والمسار إيجابي".

نصر الله: حزب الله مع الشعب اليمني وحركة أنصار الله

وتطرق الأمين العام لحزب الله لموضوع الحرب السعودية على اليمن، وقال "في الحرب على اليمن حزب الله ليس مؤهلاً للعب دور الوساطة لأننا طرف مع الشعب اليمني وحركة أنصار الله".

كما أشار نصر الله إلى أنّ "الوسيط عادة يجب أن يطلب تنازلات من قبل الطرفين ولكن أي تنازل يمكن أن يطلب من قبل أنصار الله؟".

وتابع: "الإيرانيون أعطوا جواباً واضحاً بخصوص الوساطة في حرب اليمن وأنه لا شيء يمكن لليمنيين التنازل عنه"، لافتاً  إلى أنّ "علاقة حزب الله مع السعودية والإمارات لا تستند إلى مسائل عقائدية بل أمور سياسية".

وأوضح نصر الله أنّ "الخصومة مع السعودية تقف عند حدود الموقف لا أكثر من ذلك"، وأنّ "الاعتقالات في الإمارات هي من أجل الضغط على حزب الله ويجب معالجتها".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بيروت