حماس تحاول فرض قيود على الإعلام الفلسطيني بسبب أخطاء المقاومة

بقلم: أشرف صالح

أشرف محمود صالح.jpg
  • أشرف محمود صالح

كلنا نعلم حجم الأخطاء التي يدفع ثمنها المواطن الفلسطيني سواء في الضفة أو في غزة أو في أي مكان آخر حيث يتواجد فيه الشعب الفلسطيني , وذلك بسبب عدم قدرة المقاومة على الحفاظ على المكان والزمان والكيفية التي من المفترض أن تراعي أمن وسلامة المواطن الفلسطيني , وعندما أتحدث عن المقاومة الفلسطينية  والتي حركة حماس هي جزء منها , فأنا أكن لها كل الإحترام والتقدير ولكن ليس لدرجة عدم إنتقادها وعدم محاسبتها , فالكل معرض للخطأ  فنحن ليس ملائكة والمقاومة هي جزء من الكل , وبغض النظر عن ما تم نشره من قبل الإعلام العبري عن وجود أنفاق ومواقع عسكرية ومخازن سلاح تابعة لحماس في مناطق مأهولة بالسكان في قطاع غزة , فإن أخطاء المقاومة مرصودة من المواطنين أنفسهم بسبب أن فصائل المقاومة وخاصة حماس باتت تتحرك بحرية كاملة بين المواطنين في غزة , وأيضاً نجد أنها تعمل في مجالات كثيرة مغايرة ومخالفة لتخصصها كمقاومة , وبدون الدخول في حقائق موثقة وتفاصيل كثيرة سأكتفي ككاتب ومتابع ببعض الأدلة على وجود المقاومة وخاصة حماس بين المواطنين , فهناك حواجز عسكرية تابعة للقسام في وسط شوارع مدينة غزة تقوم بتفتيش المواطنين مثلها مثل الشرطة , وهناك تدريبات عسكرية وسط شوارع غزة وفي قلب المدارس ليلاً , وهناك أنفاق يتم حفرها أمام أعين المواطنين وفي مناطق مأهولة بالسكان , وهناك الكثير من التجاوزات لو دخلنا بتفاصيلها فسنحتاج عشر مقالات على الأقل , ولكن في هذا المقال أردت أن أوثق حقائق ليس بعيدة عن أعين المواطنين , فهي موجودة حقاً بين المواطنين , وخاصة المواقع العسكرية التابعة لحماس والمقامة في الميادين وعلى الطرقات .

 

الإعلام بشكل عام هو السلطة الرابعة , والإعلام الفلسطيني بشكل خاص هو السلطة الأولى  من وجهة نظري , وذلك بسبب غياب الشرعيات والنزاهة والشفافية , وبسبب قمع المواطن الفلسطيني من قبل أدوات الإنقسام أولاً , والإحتلال ثانياً , ولذلك فيجب أن يكون الإعلام الفلسطيني هو السلطة الأولى فعلياً , كي يدافع عن حق المواطن الفلسطيني المقموع , وكي يتحدث بلسان المواطن الفلسطيني الذي لا يستطيع الحديث ولا التعبير عن رأيه , ولذلك فيجب على الإعلام الفلسطيني أن يتحدث عن أخطاء المقاومة بكل حرية كما غيرها من الأخطاء , فالمقاومة الفلسطيني ليس منزهة وليس معصومة من الخطأ , فكما أن الإعلام الفلسطيني يخدم ويشجع  المقاومة في تغطياته الإخبارية , فمن واجبه أيضاً أن ينتقد المقاومة ويحمي المواطن الفلسطيني من أخطائها , وكما ذكرت أعلاه فإن أخطاء وتجاوزات المقاومة والتي حماس هي جزء منها كثرية ومتعددة ومتنوعة , فمنها ما تمس المواطن الفلسطيني بشكل مباشر , ومنها ما  تمس رجال المقاومة أنفسهم , ومنها ما تمس سيادة القانون , فهي باتت مكشوفة للجميع فهي لا تحتاج توثيق من الإعلام العبري , ولكن تدخل الإعلام العبري في توثيق أماكن المقاومة بين المواطنين هو الذي شجع حماس أن تصدر قراراً بتحجيم دور وسائل الإعلام الفلسطينية في نقل الأخبار , وهذا قرار باطل بإمتياز .

هناك قاعدة إعلامية تقول "الخبر مقدس والتعليق حر" بمعنى أن من واجب وسائل الإعلام أن تنقل الأخبار من مصدرها الحقيقي  وكما هي بدون تبديل ولا تغيير , وليس من حق أي جهة مهماً كانت أن تحجم دور وسائل الإعلام في تغطية الأخبار , بإستثناء قرار من النيابة العامة  وذلك بموجب مخالفة قانونية واضحة الأركان والمعالم , فالقاعدة تقول أنه بعد نشر الخبر يجوز للطرف المتضرر من الخبر أن ينفي الخبر بالأدلة والوثائق أو أن يعلق أو يعدل على الخبر , أما أن يتم التعميم على وسائل الإعلام وتقليص دورهم , سواء من قبل السلطة التنفيذية أو من قبل رجال السياسة أو رجال المقاومة , فهذا أمر مرفوض شكلاً وموضوعاً , فستبقى وسائل الإعلام هي سيدة نفسها في إيطار القانون , وستبقى هي صوت المواطن الفلسطيني المقموع  , ولذلك يجب على حركة حماس أن تحترم وتقدر وسائل الإعلام الفلسطينية والتي هي جزء أصيل من مشروع المقاومة , ويجب على حركة حماس أن لا تستغل التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام العبرية بخصوص وجود مواقع عسكرية بين المواطنين , في تحجيم دور وسائل الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وتجاه حماية وأمن المواطنين .

أشرف محمود صالح – فلسـطين – غزة

كاتب وإعلامي ومختص بالشأن السياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت