قال الشيخ الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية ان "استمرار الاحتلال باقتحام المدن والبلدات الفلسطينية وارتكاب جرائم اغتيال الشبان الفلسطينيين وعمليات الاعتقال ومداهمة المنازل سوف يقود إلى إنهاء الاتفاقات مع إسرائيل وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال"، مضيفاً أن "هذه ليست تهديدات، بل قرارات اتخذت لحماية المصلحة الوطنية الفلسطينية".
وحذر الهباش في تصريحات لصحفية "إسرائيل اليوم" العبرية من أن إذا استمر هذا الوضع وشهدنا تصعيدا على الأرض، وإذا استمرت إسرائيل في إدارة ظهرها للعملية السياسية وتصرفت كدولة فوق القانون، فسوف نعرف ماذا نفعل. "وإذا وجدنا أن المصلحة الفلسطينية في تنفيذ أي قرار أو كل القرارات التي اتخذها المجلس المركزي، فسوف نفعل ذلك دون تردد، ولن نظل أسرى المزاج الإسرائيلي، وعلى إسرائيل أن تفهم أنه لا يمكننا قبول واقع الاحتلال الذي تحاول فرضه على شعبنا."
وفيما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي والحصار المفروض على الحرم القدسي الشريف ، قال قاضي القضاة: "ان المسجد الأقصى بكافة مساحته وساحاته وباحاته كلها مملوكة للمسلمين فقط ، ولا يحق لغير المسلمين امتلاك حتى شبر واحد منها. والصلاة والإدارة والملكية حق حصري للمسلمين" ، مضيفاً أن "ساحة وحائط البراق أيضًا جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك ويجب ان يخضع لسيطرة كاملة من الأوقاف الإسلامية في القدس، مؤكداً أنه لا يوجد مسلم في العالم يمكن أن يقبل بملكية اليهود أو السيادة على شبرٍ واحد من الحرم القدسي الشريف ."
وبخصوص العلاقة الفلسطينية الأمريكية ونتائج زيارة الرئيس بايدن واستقباله من قبل الرئيس محمود عباس في بيت لحم: قال الهباش إن" إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس لا يزال على جدول الأعمال، ويوجد حوار مفتوح مع الجانب الأمريكي، مضيفاً : أن الزيارة وإن لم تحقق كل ما أردناه ، لكنها على الأقل أكدت الأسس التي تقوم عليها العملية السياسية ، بما في ذلك حل الدولتين وضرورة إنهاء الاحتلال."
وعقب قاضي القضاة على الانتخابات المقبلة في دولة الاحتلال قائلاً: "نحن لا نهتم بمن سيكون في السلطة في إسرائيل، لكن المهم ما هي الخطط والمواقف التي سيحملونها، سنعمل مع أي شخص يصبح رئيسًا للوزراء ويكون على استعداد للتعامل مع المشكلة الفلسطينية بشكل ايجابي"، وعن لقاء محتمل بين رئيس الوزراء يئير لبيد والرئيس عباس ، قال الهباش إن "الرئيس محمود عباس "يريد دائما لقاءات مع القيادة في دولة الاحتلال لدفع عملية السلام ، ولا يضع عقبات أمام أي لقاء لكن إن كانت اللقاءات فقط من أجل اللقاء ، ومن أجل الصور فلا قيمة لها ولا داعي لها ."
وردا على سؤال حول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية تدعم انضمام الأحزاب العربية إلى أي إئتلاف قادم لحكم دولة الاحتلال ، أكد الهباش أن" الفلسطينيين في إسرائيل يعرفون ما هي احتياجاتهم، نحن لا نتدخل ولا نعطيهم التعليمات ، ولكن نتمنى لهم قوة سياسية مؤثرة فهم إخواننا وأهلنا وهم جزء من الشعب الفلسطيني."
وردا على سؤال حول الخلافات الداخلية الفلسطينية خاصة حالة الإنقسام قال الهباش: "هناك خلافات بيننا وبين حماس ولكننا سنبحثها في داخل البيت الفلسطيني وليس في وسائل الإعلام الإسرائيلية".