تحت رعاية رئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ، أطلقت جامعة القدس المفتوحة، الاثنين 01/08/2022م، احتفالات تخريج الفوج الـ (25) فوج "علَمنا عزّنا"، باحتفال مركزي في مدينة البيرة، تخلله تخريج طلبة الدراسات العليا، وتكريم أوائل الخريجين على التخصصات من درجة البكالوريوس، وتكريم أوائل الخريجين من الأسرى ضمن برنامج "تعليم الأسرى داخل سجون الاحتلال".
وفي كلمة ممثل رئيس دولة فلسطين راعي الحفل، نقل وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس تحيّات ومباركة فخامة الرئيس محمود عباس، ودولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية، وأعضاء الحكومة، للخريجين وذويهم ولأسرة الجامعة قاطبة، وقال: "إنه نجاح نقدمه للشهداء والأسرى والجرحى"، مشيداً بجامعة القدس المفتوحة وبإنجازاتها التي تتحدّث عنها؛ بتميّزها الأكاديمي وغزارة إنتاجها العلمي والبحثي، وقصص النجاح فيها، وببعدها الإقليمي والدولي.
وأضاف أبو مويس: "ترتكز سياسة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على قاعدة أساسها طالب منتمٍ مثقف متعلم، وسقفها بحث علمي منتج وذو تأثير، وما بين ذلك مساران: تقني وأكاديمي، وتلفهما حوكمة رشيدة"، مفصلاً: "أما التعليم التقني فيوفر للخريج مهنة يستطيع من خلالها الانخراط في سوق العمل، وأما الأكاديمي فأغلقت الوزارة وجمّدت البرامج التقليدية، وحدّثت برامج أخرى قائمة بما يتناسب وحاجة سوق العمل. كما أنها استحدثت برامج جديدة تتماشى والثورة الصناعية الرابعة، كعلم البيانات، والذكاء الصناعي، وغير ذلك".
وأكد حرص الوزارة على تطوير برامج تعليمية للأسرى في سجون الاحتلال والأسرى المحررين، لتمكينهم من استكمال تعليمهم العالي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أهمية التركيز على البرامج التعليمية الثنائية التي تجمع بين التعليم النظري والتدريب العملي في القطاع الخاص خلال فترة الدراسة، وكذلك التركيز على الرقمية والريادة والإبداع والابتكار، داعياً الخريجين للسعي للمنافسة في سوق العمل وإنشاء مشاريع خاصة بهم، والاستفادة من المنح الخارجية التي توفرها الوزارة.
إلى ذلك، قالت محافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، إن "جامعة القدس المفتوحة أتاحت مجال التعلم للشابات والشباب"، مؤكدة أن "شعبنا متميز رغم كل التحديات؛ فالطالبة تالا صلاح تميزت رغم استشهاد أخويها، وسيبقى شعبنا ينهل من منابع العلم والتعلم حتى التغلب على الاحتلال وصولاً إلى القدس محررة".
وأضافت "أن الطالب في جامعة القدس المفتوحة، توفيق غنام، استشهد قبل أيام في قرية جبع جنوبي جنين، وقد تخرج بشكل أسمى، وحصل على شهادة عند الله تعالى، وهذا هو قدر شعبنا، فتحية لكل أسر الشهداء والشهيدات والأسيرات والأسرى الأحبة في كل أرجاء الوطن".
إلى ذلك، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر: "الأسرى وأسرهم يثبتون كل يوم صدق انتمائهم لهذه القضية ولهذا الشعب الذي ما زال يضحي كل يوم بكل ما يملك؛ لدحر هذا الاحتلال الذي يستعين بكل مكوناته وإمكاناته لتشويه حياتنا وتدميرها"، مستدركاً: "لكننا نحطم أهدافهم الخبيثة بالفرح الذي يخلق من تحت الركام، ومن أمل يتسلل إلى أرواحنا في حضرة "القدس المفتوحة" التي شرعت أبوابها أمام أسرانا وأسيراتنا، فاحتضنت طموحاتهم وآمالهم بالتحاقهم بها، في مرحلة عبور مشرف تغلبوا فيها على الحرمان الممنهج من منظومة الاحتلال".
وأضاف: "انتزع الأسرى حقهم في التعليم، وخرجت الجامعة خلال السنوات الماضية (653) أسيراً وأسيرة، وستخرج هذا العام (136)، فيما لا يزال (400) أسير ملتحقين ببرامج البكالوريوس في الجامعة"، مقدماً شكره لجامعة القدس المفتوحة على توفيرها التعليم لأبناء شعبنا داخل سجون الاحتلال".
من جانبه، بارك رئيس مجلس الأمناء المهندس عدنان سمارة، للخريجين والخريجات تخرجهم ضمن فوج "علمنا عزنا"، خصوصاً الأوائل وطلبة الدراسات العليا، مؤكداً أن "القدس المفتوحة هي جامعة الوطن، تنتشر في ربوعه كافة، وهي جامعة الكل الفلسطيني، ولا يكاد بيت يخلو من موظف أو خريج إلا ويحتضن واحداً أو أكثر تلقى تعليمه فيها".
وأضاف: "شهدت القدس المفتوحة تغيرات جوهرية تمثلت برئيس جديد للجامعة وبمجلس أمناء جديد، وبنظام جديد. وهنا أشكر كل السابقين الذين عملوا على إنشاء هذا الصرح العلمي"، وتابع: "تسعى القدس المفتوحة لتصبح في مصاف الجامعات العالمية، حيث شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وفازت بجوائز عدة بتضافر الجهود بين مختلف الطواقم ومجلس الأمناء والطلبة، خصوصاً في فترة الجائحة، وكانت الرائدة في التعليم الإلكتروني والتحول الرقمي في جميع وظائفها وأعمالها، وشهدت استقراراً في المباني المملوكة، وحصلت على اعتمادات مختلفة، بينها برنامج الدكتوراه".
وقال إن "الجامعة تسعى لرفع تصنيفها دولياً من خلال برنامج التعليم الدولي، الذي يسعى لتعليم الجاليات الفلسطينية في عدد من الدول وتعزيز البحث العلمي".
من جانبه، رحب رئيس الجامعة أ. د. سمير النجدي بالحضور، وقال: "نطلق وإياكم قطار حفلات التخريج تحت لواء العلَم الفلسطيني في فوج "علَمنا عزنا" الفوج الخامس والعشرين لجامعة منظمة التحرير؛ لنضيء مصباحاً في كل بيت ونرسم البهجة في أرجاء وطننا العزيز من جنوبه حتى شماله، ونتفيأ تحت علم دولتا لنخرج فوجاً من المثابرين المتطلعين للمشاركة في بناء وطنهم، يحملون في يد كتاباً لأنهم يدركون أن المعرفة مفتاح التغيير، ويمسكون في اليد الأخرى عَلَماً وزيتونة، ويخطون بحروف الإرادة معاني الثبات".
وأضاف أن "سياسة الجامعة في المرحلة المقبلة تقوم على الوطنية والعدالة وحرية الرأي، والحق في التعليم للجميع، ونشر المعرفة والانفتاح على العالم لخدمة أبناء شعبنا ورسالته، والعمل في سياق سيادة القانون والحوكمة والنزاهة والمساءلة والالتزام المطلق بالأنظمة والقوانين".
وتابع أ. د. النجدي قائلاً: اتبعت الجامعة نهجاً تعليمياً وفق نظرة واقعية تستشرف متطلبات المستقبل وتأخذ بحاجاته؛ تجاوزت كل الصعاب وحققت مزيداً من النجاحات والازدهار؛ فمن درجة البكالوريوس إلى الماجستير ثم الدكتوراه، ومن التعليم المفتوح إلى التعليم المدمج"، وأضاف: "وها نحن نتطلع إلى برنامج تعليم دولي يسافر بالجامعة إلى أرحب الآفاق، وفق رؤية تعليمية ورسالة وطنية للعالم أجمع".
من جانبه، قال رئيس مجلس الطلبة القطري زياد الواوي: "نتوجه بتحية إجلال وإكبار للأسرى، خصوصاً الخريجين وعائلاتهم، ونحتفل اليوم بتكريم أوائل الخريجين، لذا حق علينا أن نفخر بجامعتنا التي أسستها منظمة التحرير الفلسطينية، حاملة فكرة العظماء ومسيرة الشهداء، ومقدمة سلاحاً هو الأقوى من ترسانة الاحتلال، هو سلاح العلم".
وأضاف: "كان للجامعة على امتداد الوطن الدور الأساسي في نشر العلم والمعرفة، وكانت رسالتها في بدايتها العلم والتعليم لكل من فاته قطار التعليم، واليوم أصبحت جامعة التعليم المدمج، وتطرح برنامج التعليم الدولي. ونحن على ثقة بإيجابية الوزارة تجاهنا"، ودعا زملاءه ليكونوا خير سفراء لجامعتهم ودولتهم.
من جانبه، قال الخريج خالد أحمد السوداني في كلمة الخريجين: "أقدم لعائلاتنا كل التحيات في يوم تخرج أبنائهم، وحق لنا أن نفخر بأنفسنا وما حققناه من إنجازات، معتزين بهذا الصرح الأكاديمي الشامخ الذي حملنا على نسج العلم والمعرفة في مختلف المجالات".
وشكر أسرة جامعة القدس المفتوحة الأكاديمية والإدارية على ما قدمته للطلبة، وصولاً لهذا التخرج، وشكر عائلات الطلاب ومنهم الأسرى مقدماً التهاني لكل الخريجين، خاتماً كلمته: "ستبقى جامعة القدس المفتوحة الشوكة المؤلمة في حلق الاحتلال، وضعت بصمتها في مسيرة البناء الوطني من خلال نشر العلم في ربوع الوطن".
كان الاحتفال بدأ بالسلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وتولى عرافته د. إياد اشتية رئيس وحدة شؤون الخريجين.
وفي النهاية، استكمل عميد القبول والتسجيل والامتحانات د. خليل عريقات، إجراءات التخريج بذكر أسماء الخريجين.