عائلة شهيد لقمة العيش "البرعي" تروي تفاصيل استشهاده في مخيم جباليا شمال القطاع

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي 8.jpg

اعتادت الفلسطينية مها البرعي، على استقبال الصباح بسلام مع عائلتها، حيث يخرج أبنائها يومياً لتجهيز بسطة الخضار والفاكهة أمام منزلهم المتواضع في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ليكسبوا لقمة عيشهم.

لم تكن تتوقع البرعي أن صباح الأحد الماضي كان آخر صباح يخرج به نجلها ضياء (32 عاماً) لتجهيز البسطة على باب منزلهم، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

تقول البرعي في حديث مع وكالة (APA) أن ضياء خرج الساعة التاسعة صباحاً ليباشر عمله، وبعدها بدقائق معدودة تم استهداف منزل مجاور لهم، لكن منزلهم وقع عليهم، وبدأت تسمع الصرخات الأخيرة لنجلها.

وأضافت "دقائق بسيطة، بدأت أسمع بها صوت سيارة الإسعاف، وأصوات تتعالى من كل الجهات، وضياء يصرخ أنقذوا أمي بالداخل، أمي بالداخل".

بالرغم من مرور عدة أيام على حادثة استشهاد البرعي، إلا أن المكان لازال مليء بالشظايا المتناثرة في كل مكان، وثمار البطيخ المتفتت الشاهد على شراسة الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت البرعي آخر حوار دار بينها وبين فقيدها "سألني ماذا سأطبخ اليوم، أخبرته أنني سأعد طبخة البازيلاء، وابتسم قائلاً والله نفسي فيها يما".

وبنبرة حزينة قالت، أن بالعادة لا يخرج ضياء لوحده للوقوف عند البسطة، لكن هذا اليوم تحديداً خرج وحده، وكان متحمساً لطبيخ البازلاء الذي كانت بصدد تحضيره للغذاء.

وعبرت البرعي عن حزنها الشديد "كان نفسي أفرح فيه، بس الوضع الاقتصادي صعب، ما قدر يتجوز ويكون عيلة مثل أصدقائه".

وناشدت المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والاستهتار بحياة المدنيين.

وتطرقت البرعي إلى أن أبنائها تخرجوا من الجامعات بتخصصات مختلفة، لكن واقع البطالة حاصرهم من جميع الاتجاهات.

ومن جانبه يقول شقيق الشهيد ضياء، يوسف البرعي (25 عاماً) أنه أنهى دراسته الجامعية في تخصص التمريض، وبدأ العمل مع شقيقه ببيع الخضار والفاكهة أمام منزلهم.

وعبر عن شعوره بالقهر والظلم بعد استشهاد شقيقه ضياء، بالرغم من أنه مريض ومصاب سابقاً بمسيرات العودة، وكان قد خضع لعدة عمليات في وقت سابق.

وذكر أن الشباب اللاجئين في مخيمات قطاع غزة يعانون من ظروف اقتصادية صعبة للغاية، ويقضون أعمارهم في البحث عن فرصة للعمل، بالرغم من ارتفاع نسبة التعليم في الجامعات.

وبنبرة حزينة أضاف "أخي ضياء كان أكثر شخص مقرب إلي، يعجز لساني عن وصف ما أشعر به الآن من وجع وقهر وألم".

وختم البرعي حديثه "لا أعتقد أنني سأستطيع التكملة في ذات العمل الذي كنت أشاركه مع ضياء، أصبحت المنطقة بمثابة كابوس بعد استشهاده".

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي.jpg

 

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي 8.jpg

 

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي 7.jpg

 

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي 6.jpg

 

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي 5.jpg

 

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي 3.jpg

 

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي 3(1).jpg

 

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي 2.jpg

 

عائلة شهيد لقمة العيش ضياء البرعي 1.jpg


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة