هذا ما شاهدناه في حرب الجهاد الإسلامي..

بقلم: أشرف صالح

أشرف محمود صالح.jpg
  • أشرف محمود صالح

لقد شاهدنا على مدار ثلاثة أيام الكثير والكثير , شاهدنا كيف أبدعت حركة الجهاد الإسلامي في الميدان , وكيف حققت ما حققته كل الحروب السابقة من قلب للموازين وتغيير للمعادلات في ثلاث أيام فقط , حيث أخذت على عاتقها أن تسكر مطارات إسرائيل وشوارعها ومؤسساتها وكل مظاهر الحياة  فيها , فأثبتت الجهاد أن الصواريخ هي الصواريخ سواء كانت من فصيل واحد أو من عشرين فصيلاً , فالتأثير هنا يحسب بالكيف وليس بالكم , لقد أثبتت حركة الجهاد الإسلامي أنها قادرة على خوض المعركة وحدها , ولكن هذه المرة حصلت على حقها كاملاً سواء على المستوى الإعلامي أو على المستوى الشعبي , ففي الحروب السابقة وخاصة  الحروب الطويلة , لم تحصل حركة الجهاد الإسلامي على حقها  إعلامياً , فكانت كل الأنظار تتجه نحو حماس كونها تحكم غزة (...) ولكن الحروب التي تستفرد بها حركة الجهاد سواء كانت يومين أو ثلاث أيام ثبتت حقها على المستوى الإعلامي والشعبي , ولفتت كل الأنظار حولها سواء في الداخل أو في الخارج .

لقد لفت نظري السؤال الذي يخرج من لسان الرأي العام الفلسطيني بعد كل حرب , وخاصة من ما يسمى برواد التواصل الإجتماعي , والسؤال هو , ماذا حققت لنا الحرب ومن هو المنتصر نحن أم إسرائيل ؟ وللأسف كان يرافق السؤال على صفحات  ما يسمى بالتواصل الإجتماعي , جمل ومصطلحات مكتوبة بأحرف العنصرية , العنصرية التي لا تعرف فلسطين بقدر ما تعرف غزة , العنصرية التي تهاجم الضفة الغربية وتعظم غزة , العنصرية التى تعلق أخطئنا كشعب فلسطيني على شماعة الدول العربية , العنصرية التي تجعلنا نقدم أنفسنا للعالم كملائكة , ونلقي باللوم على الآخرين ونتهمهم بأنهم يتآمرون علينا , تلك العنصرية التي تخفي الإجابات الحقيقية وراءها , فإبن حماس ليس مستعداً أن يمدح معركة الجهاد والعكس صحيح , وهذا ينطوي على كل الأحزاب السياسية بأكملها , ولكن الأهم هو الإجابة على السؤال الذي يدور في فلك كل حرب في غزة , وهو , من الذي إنتصر , نحن أم إسرائيل , والجواب هو أنه في كل معاركنا مع إسرائيل سواء التي قادتها حركة الجهاد أو حماس أو فتح أو الجبهة أو أي فصيل , أو حتى كل الفصائل مجتمعة لا يوجد فيها إنتصاراً حقيقياً , إنما يوجد فيها تغيير للمعادلات وقلب للموازين وتحقيق بعض المطالب الخفيفة والتي أحياناً إسرائيل تتنصل منها بعد إنتهاء الحرب , ومن هنا فالمشكلة في السؤال وليس في الجواب , لأن السؤال الأصح يجب أن يكون بهذه الصيغة , وهي "كم حققنا خسائر مادية وبشرية لإسرائل خلال المعركة التي تعتبر جزء من معارك لم ولن تنتهي حتى تحرير فلسطين" فهذا هو السؤال الصحيح التي تسهل إجابته .

من أبرز ما شاهدناه خلال وبعد حرب الجهاد الإسلامي هو التعلقيات الغير لازمة على ما يسمى بمواقع التواصل الإجتماعي , وأستطيع أن أضع لها عنواناً مناسباً , وهو الشعب الذي يعشق جلادة , بمعنى أنه وللأسف الشديد أن كل اللذين كانوا يقللون من قدرة وتأثير حرب الجهاد الإسلامي , هم نفسهم اللذين كانوا خائفين من التعليق أو التقييم على الحروب التي كانت تخص حماس , لدرجة أنهم كانو يمدحون هذه الحروب نتيجة الخوف , ومن هنا فالنفاق والخوف يظهران في آن واحد أثناء التعلقيات على صفحات ما يسمى بالتواصل الإجتماعي , ناهيك عن العنصرية التي ملأت هذه المواقع والصفحات , وحتى الفصائل الصغيرة التي شاركت حركة الجهاد الإسلامي لم تذكر لا من قريب ولا من بعيد على المستوى الشعبي , وأستطيع أن أقول أن  حركة الجهاد الإسلامي نجحت على المستوى الإعلامي والشعبي هذه المرة لأنها خاضة المعركة على مسؤوليتها الخاصة , وبالطبع فإسرائيل هي التي أجبرتها على خوض هذه المعركة , وكلنا نعرف ما هو السبب , وأخيراً لا ننسى جهود وإنجازات الفصائل الصغيرة التي شاركت مع حركة الجهاد الإسلامي بالمعركة , وكانت مؤثرة في الميدان .

أشرف محمود صالح – فلسطين – غـزة

كاتب وإعلامي ومختص بالشأن السياسي

 

 

 

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت