السادس من أغسطس لم يكن يوما عاديا على إسماعيل الملاحي(36عاماً) الذي فجع بإرتقاء شريكة عمره آلاء الطهراوي (26 عاماً) خلال استهداف منزلهما في حي الشعوت بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
دقائق معدودة كانت فارق لتحويل منزلاً مليئاً بالحب والحياة والأحلام التي رسمها إسماعيل وآلاء لبناء مستقبل طفلهما الوحيد أحمد، إلى كومة من الذكريات المؤلمة,فكان القدر أكبر منهما، حيث استشهدت آلاء في غارة إسرائيلية على منزلهما ثاني أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويجلس إسماعيل وابنه أحمد البالغ من العمر ثلاثة أعوام، في بيت والده في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال منزله، وعيناه مليئتان بالدموع، والحسرة تملىء قلبه على فقدان زوجته.
ويقول إسماعيل "بعد صلاة العشاء طلبت آلاء مني شراء عصير لأحمد وبعض الأغراض للمنزل، اصطحبت أحمد معي للبقالة من البيت، مرت دقائق معدودة وإذ الطائرات تستهدف منزل في المنطقة، من قوة الاستهداف حاولت أن أحمي نفسي وابني من الاستهداف في أحد أزقة الشارع".
وأضاف "فور انتهاء القصف الإسرائيلي، علمت أن الاستهداف بجوار منزلي، هرعت إلى المنزل للاطمئنان على آلاء، ولكن ذهلت من صدمة المشهد حيث انهار المنزل،و بدأت أبحث مع طواقم الإنقاذ عن آلاء لمدة أربعة ساعات على أمل أن تخرج آلاء من تحت الركام وبها نفس".
وأشار إلى أن طواقم الإنقاذ أخرجت جثة آلاء أشلاء.
وذكر إسماعيل" قبل استشهاد آلاء كانت قد جهزت هدية له بمناسبة عيد ميلاده الذي يصادف يوم استشهادها و ابقتها في بيت أهلها لتفاجئه بها ، حيث أخبره بذلك شقيقها بعد استشهادها وقدم له كيس الهدية التي كانت ستفأجئه بها.
وقال إسماعيل" منذ استشهاد زوجتي لا أقوى على الذهاب لمكان قصف البيت، أحاول أن أذهب لكن آلاء لا تغيب من ذهني فاضعف واجلس واتحسر على فقدانها، كانت آلاء روح المنزل الزوجة والأخت و الحبيبة، لكن الآن استشهدت وذهبت روحها الى بارئها ".
وتابع " ما ذنب أحمد أن يحرم من حضن أمه ، فمنذ استشهادها يبحث عنها داخل المنزل وينادي ماما..ماما، ويسألني عنها لا أعرف ماذا سأجيب أتهرب من سؤله عنها".
وختم إسماعيل حديثه" أحمد دائمًا في حضن أمه فجأة تغيرت الحياة عليه، والخوف والحزن ملازمين له طوال الوقت، أحول أن اخرجه من هذه الحالة بشراء الالعاب له".