نفت حركة حماس صحة ما تتداوله بعض المواقع الإخبارية عن بيان وصفه بأ"مزعوم" و"مفبرك" باسم الحركة، يزعم تأييد تبادل السفراء بين تركيا وإسرائيل.
وقالت الحركة في تصريح صحفي "إذ نؤكد أن ذلك البيان مفبرك تماماً؛ فإننا نؤكد في الوقت ذاته موقفنا الثابت برفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني بما في ذلك خطوة تبادل السفراء."
وأضافت "ندعو المؤسسات الإعلامية إلى تحري الدقة والمصداقية، والتأكد من الموقع الرسمي للحركة في نشر البيانات والتصريحات الرسمية للحركة."
انسحاب الجهاد الإسلامي
إلى ذلك، أكدت مصادر فلسطينية لصحيفة "الشرق الأوسط" انسحاب حركة الجهاد الإسلامي من غرفة الفصائل المشتركة في قطاع غزة، بعد جولة القتال الأخيرة التي استفردت فيها إسرائيل بالحركة بدون أي تدخل من حركة حماس، وهو الموقف الذي اعتبرته الجهاد "طعنة في الظهر".حسب الصحيفة
وقالت المصادر، إن "التوتر بين الجهاد وحماس بلغ مداه بعد أن تفاجأت حركة الجهاد بتركها وحيدة في الميدان رغم أن إسرائيل هي التي بادرت بالهجوم على الحركة باغتيال مسؤولين في سرايا القدس التابعة للحركة، وزاد الطين بلة أن حماس اكتفت بالإدانات وراحت تمارس ضغوطا على الجهاد لوقف القتال."
وبحسب المصادر، "فإن الجهاد التي كانت قد أعلنت وحدة الفصائل في مواجهة العدوان، وأن التنسيق مع حماس على أعلى مستوى، لم تشأ الدخول في مواجهة علنية مع الحركة الحاكمة في قطاع غزة، لكنها أبلغتها بقرار الانسحاب من الغرفة المشتركة للفصائل المسلحة، لأنها تعرضت للغدر في المواجهة الأخيرة."وفق الصحيفة
وهذه ليست المرة الأولى التي تترك فيها حماس حركة الجهاد في مواجهة مع إسرائيل، وهو تكتيك نجحت إسرائيل في فرضه على قطاع غزة مرتين، الأولى عام 2019 والثانية في هذه الحرب المستمرة (حتى الآن). ففي عام 2019 عندما قتلت إسرائيل القائد في سرايا القدس بهاء أبو العطا، قالت بأنها تستهدف الجهاد فقط. وكانت هذه أول مرة تستخدم فيها إسرائيل هذا التكتيك وتنجح في تحييد حماس.حسب الصحيفة
آنذاك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لا يستهدف حماس وأن عليها أن تبقى خارج اللعبة وهو ما تم فعلا. وفي المواجهات اللاحقة التي كانت حماس جزءا منها، دخل الجهاد إلى المواجهة بدون تردد، وفي المواجهة الأخيرة مرة أخرى لم تشترك حماس.
وكان المصدر يؤكد المعلومات التي نشرها موقع i24NEWS، الإسرائيلي وقال فيها بأن سرايا القدس اتخذت قراراً بعد الجولة الأخيرة بالانسحاب من غرفة العمليات المشتركة على خلفية "خذلان حماس للجهاد". كما قال
وقال الموقع الإسرائيلي، إن حركة الجهاد الإسلامي أبلغت حماس بعد جولة القتال الأخيرة، فوراً، أنها خارج غرفة العمليات المشتركة ووصفتها أنها مجرد "مزهرية" لا قيمة لها، في وقت تفرض فيه حماس رأيها على المجموعات العسكرية الأخرى بداخلها، وهي مجموعات صغيرة، وتحدد مصير أي جولة كيفما تريد.كما قال
ومع تدهور العلاقات وانسحاب سرايا القدس من غرفة العمليات المشتركة، ورغم الحديث الهاتفي بين زياد النخالة قائد الجهاد الإسلامي، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، عن اجتماع مرتقب بين قيادتي الحركتين، إلا أن هناك قراراً يجري اتخاذه لمقاطعة أي اجتماعات للقيادة المشتركة بين الحركتين في غزة على هذه الخلفية.حسب الموقع
بعد ذلك، أوقفت مجموعات حماس المسلحة خلية تابعة للوحدة الصاروخية من الجهاد كانت في طريقها إلى مرابض الحركة، وبحسب المصادر الفلسطينية، فإن تلك المجموعة من حماس، أوقفت خلية الجهاد وصادرت منها الصواريخ، كما أنها صادرت بطاقات التنسيق المشترك التي تسمح لخلايا التنظيمات في القطاع بالتحرك بحرية.حسب الموقع الإسرائيلي
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإنه "بعد احتجاز أفراد الخلية لحوالي ساعه أفرج عنهم بعد تدخل قيادات عسكرية كبيرة من التنظيمين. وأجرت قيادتا حماس والجهاد جلسة مشتركة، وتقرر تشكيل لجنة تحقيق".
الهدوء في قطاع غزة يمكن أن يستمر لوقت طويل نسبيا لعدة أسباب
وأعلن وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، يوم الجمعة، عن زيادة عدد تصاريح العمل لعمال من قطاع غزة بـ1500 تصريح، وأن إجمالي عدد التصاريح لقطاع غزة بلغت 15,500 تصريح. وسيدخل القرار حيز التنفيذ بعد غد، الأحد، شريطة استمرار الهدوء في القطاع.
ويأتي إعلان غانتس بعد أسبوعين من قراره سوية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لابيد، على شن عدوان على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد عشرات المدنيين والأطفال الفلسطينيين، بادعاء تهديد حركة الجهاد الإسلامي الانتقام لاعتقال القيادي بسام السعدي في مخيم جنين. وأفادت تقارير عبرية لاحقا أن إسرائيل خططت واستعدت لهذا العدوان منذ أشهر.
وبحسب تقديرات إسرائيلية، فإن الهدوء في قطاع غزة يمكن أن يستمر لوقت طويل نسبيا، وذلك لعدة أسباب. أحد هذه الأسباب، بحسب تقديرات الاحتلال الإسرائيلي، هو أن حركة حماس "مرتدعة" منذ العدوان على غزة في العام الماضي. وسبب آخر يتعلق بما يصف الاحتلال بـ"الجزَر" الذي يقدمه إلى حماس على شكل "تسهيلات مدنية" للقطاع.
وسبب ثالث، حسب الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، هو أن العدوان على غزة، قبل أسبوعين، أحدث ردعا. وبحسب تقديرات إسرائيلية، فإن الجهاد الإسلامي لن تدخل في مواجهة جديدة مع إسرائيل من دون دعم مسبق من جانب حماس.
واستعرض منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأحد الماضي، سياسة "تسهيلات" تجاه قطاع غزة، لكنها ضئيلة للغاية بالنسبة للقطاع الذي يزيد عدد سكانه عن مليوني نسمة ويعانون من أزمة إنسانية شديدة ونسبة بطالة مرتفعة، ومن أعلى نسب فقر في العالم.
وتتمثل سياسة الاحتلال الإسرائيلي بزيادة عدد العمال الذي سيحصلون على تصاريح عمل في إسرائيل وبضمن ذلك إلى نساء، زيادة حجم الصادرات من القطاع والواردات إليه، زيادة كميات المياه والأسمدة للمزارعين، تسوية مكانة 7 آلاف مواطن في غزة في السجل السكاني الفلسطيني، إدخال مخارط إلى ورشات حدادة، الموافقة على إقامة مصر لثلاثة أحياء جديدة في القطاع.
وبحسب "كان"، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي ادعى أن هذه الخطوات هي أحادية الجانب، ومن دون علاقة بأداء حماس ومن دون علاقة بالمفاوضات التي جرت مع الجهاد الإسلامي من أجل وقف إطلاق النار بوساطة مصر