قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، يوم الجمعة، إنّ "موضوع الحدود البحرية وحقل كاريش والنفط والغاز والحقوق اللبنانية لا علاقة له بالاتفاق النووي"، فيما كشفت قناة "الجزيرة" نقلا عن مصادر مطلعة أن "المقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي مع إيران يتضمن 4 مراحل، وفترتين زمنيتين تستغرق كل منهما 60 يوما"، في حين تتوجه الأنظار نحو واشنطن لمعرفة موقفها النهائي من الردّ الإيراني على المقترح الأوروبي.
أضاف نصر الله في كلمةٍ ألقاها ضمن احتفالية وضع حجر الأساس لمعلم "جنتا" في إطار فعاليات "الأربعون ربيعاً"، : "سواء وُقّع الاتفاق النووي أو لم يوقع، إذا قُدم للدولة اللبنانية ما تطالب به، فنحن ذاهبون إلى الهدوء".
وشدّد على أنّه "في حال لم يحصل لبنان على حقوقه التي تطالب بها الدولة اللبنانية، فنحن ذاهبون للتصعيد، سواء وقع الاتفاق النووي أم لا".
وبحسب نصر الله، فإنّ "العين في لبنان يجب أن تكون على كاريش والحدود اللبنانية، والوسيط الأميركي الذي ما زال يضيّع الوقت الذي بات ضيقاً".
وفي ما يتعلّق برفع الدولار الجمركي، لفت نصر الله إلى أنّ "ما يتم الحديث عنه قفزة كبيرة ومضرة"، مشدداً على "ضرورة مواصلة الجهد لتأليف الحكومة في لبنان".
وكان نصر الله حذّر، في الـ 9 من آب/أغسطس الجاري، من أنّ "اليد التي ستمتدّ إلى أي ثروة من ثروات لبنان ستُقطع كما قطعت عندما امتدت إلى أرضه"، مضيفاً: "نحن في الأيام المقبلة ننتظر أجوبة العدو حول مطالب لبنان بشأن ترسيم الحدود".
وأوضح أنّ من الواجب "الاستعداد لكل الاحتمالات"، مردفاً: "نحن في هذا الملف جادون إلى أقصى درجات الجدية". وتوجّه نصر الله إلى الاحتلال الإسرائيلي بالقول إنّ "لبنان وشعبه لن يقبلوا بعد الآن بنهب ثرواته"، محذراً الاحتلال من ارتكاب أي خطأ في لبنان.
ويذكر أنّ الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في لبنان نشر في 31 تموز/يوليو الفائت مقطعاً مصوراً لإحداثيات منصات استخراج الغاز على ساحل فلسطين المحتلة، في رسالة واضحة إلى الاحتلال الإسرائيلي. وحملت المشاهد التي بثها الإعلام الحربي عنوان: "في المرمى… واللعب بالوقت غير مفيد".
وفي سياقٍ منفصل، أشاد نصر الله بموقف اللبناني شربل أبو ضاهر الذي انسحب من مواجهة لاعب إسرائيلي في أبو ظبي، مشيراً إلى أنّ هذه الخطوة تؤكّد أنّ "المقاومة عابرة للطوائف".
وأضاف: "نعبر للشاب شربل وعائلته عن افتخارنا بموقفه الوطني والإنساني والأخلاقي الشريف".
ويأتي ذلك بعد أن أعلن اللاعب اللبناني شربل أبو ضاهر، انسحابه من بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة، "أم أم أيه"، في أبو ظبي، رفضاً لمواجهة لاعب إسرائيلي.
نصر الله يوضح أسباب اختيار قرية جنتا لإقامة معلم سياحي
وفي شأن اختيار قرية جنتا لإقامة معلم سياحي، أوضح نصر الله أنّ حزب الله "وضع حجر الأساس لـمعلم للسياحة الجهادية في أول معسكر أسسه الحرس الثوري الإيراني في لبنان لتدريب مقاتلين من الحزب في منطقة جنتا".
وبيّن الأمين العام لحزب الله أنّه في "عام 1982، وفي إثر الاجتياح الإسرائيلي، كانت هناك احتمالات قوية بإكمال الاجتياح إلى كل المناطق اللبنانية ومحاصرة دمشق، وفي تلك الأيام اتخذ الامام الخميني قراراً تاريخياً كبيراً وأرسل طليعة قوات إلى سوريا".
وتابع: "كان تواجد القوى الأساسي في منطقة الزبداني ومن هناك تقرر أن يدخلوا إلى لبنان إلى جنتا، وكانت أول منطقة لبنانية يصل إليها الأخوة في الحرس هي هذه الأرض التي نقيم فيها احتفالنا".
وأشار نصر الله إلى أنّ "الدورة الأولى انتهت، وأصبح شائعاً معسكر جنتا، وأصبحت تهفو إليه القلوب والأفئدة ويتنافس العشاق للالتحاق به"، مضيفاً أنّ "المعسكرات توسّعت في جنتا ومحيطها وأصبح هناك معسكرات جنتا في الوديان والتلال".
ولفت إلى أنّه "في جنتا أيضاً كان أول معسكر تدريب للمقاومة الإسلامية في لبنان وأول دورة عسكرية لتخريج مقاومين في المقاومة الإسلامية".
وأكّد نصر الله أنّ "لهذا المكان موقع وجداني وروحي كبير في مسيرتنا، ولذلك وقع الاختيار عليه"، وأنّه "نطمح إلى أن تحضر في هذا المعلم كل ذاكرة هذه المعسكرات في جنتا وما مر عليها ومن مر عليها".
وأضاف: "نطمح إلى أن تحضر في هذا المعلم أيضاً كل ذاكرة بقية المعسكرات في البقاع والبدايات ووصول الحرس إلى بلدات البقاع، وتشكيل المقرات ونشاطهم التعبوي وكل ذاكرة تبني أهل البقاع للمقاومة".
المقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي
وحسب "الجزيرة" ، فانه وفقا للمقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، اليوم الأول بعد توقيع الاتفاق سيشهد رفع العقوبات عن 17 بنكا و150 مؤسسة اقتصادية، على أن تبدأ إيران من اليوم الأول لتنفيذ الاتفاق بالتراجع التدريجي عن خطواتها النووية.
وأوضحت المصادر لقنا ة" الجزيرة" أن تنفيذ الاتفاق سيتزامن مع الإفراج عن 7 مليارات دولار من أموال إيران المجمدة في كوريا الجنوبية.
كما يتضمن الاتفاق المقترح تصدير طهران 2.5 مليون برميل نفط يوميا، بعد 120 يوما من التوقيع.
وخلال فترة الـ120 يوما، تصدّر إيران 50 مليون برميل كجزء من آلية التحقق.
كما ينصّ على دفع واشنطن غرامة مالية في حال انسحبت مجددا من الاتفاق النووي.
وكان الاتحاد الأوروبي -منسّق مفاوضات إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا قبل 4 أعوام- قدّم الأسبوع الماضي اقتراح تسوية "نهائيا"، داعيا طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر، للرد عليه أملا في تتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف.
وقدّمت إيران -يوم الاثنين الماضي- "ردّها خطيا على النص المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي"، وقالت إنه "سيتم التوصل إلى اتفاق إذا كان الردّ الأميركي يتسم بالواقعية والمرونة".
وأكد كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن الردّ يخضع للتقويم.
وبالرغم من أن إيران لم تكشف تفاصيل ردها على المقترح الأوروبي، فإن وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أفادت بأن نقاط التباين المتبقية "تدور حول 3 قضايا، أعربت فيها أميركا عن مرونتها اللفظية في حالتين، لكن يجب إدراجها في النص"، وتتعلق الثالثة "بضمان استمرار تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة التي تعتمد على واقعية أميركا" لتلبية مطالب إيران.
وعلى هامش المباحثات الأخيرة في فيينا، أكد مسؤول أوروبي أن طلب طهران إزالة اسم الحرس الثوري من قائمة واشنطن للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية لم يعد مطروحا حاليا.
وبحسب مسؤولين إيرانيين، فقد كان من النقاط الأساسية التي طالبت بها طهران: إنهاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم تصرّح إيران أنها شهدت أنشطة نووية، وهي مسألة أثارت توترا مؤخرا بين الطرفين.
كما شددت طهران مرارا على ضرورة الحصول على ضمانات بتحقيق فوائد اقتصادية كاملة من الاتفاق النووي، خصوصا في مجال رفع العقوبات، وعدم تكرار الانسحاب الأميركي منه.