قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن "القدس هي جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، وأن استردادها وتحريرها واجب على كل عربي ومسلم، مشددة على أن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد لتحقيق ذلك."
جاء ذلك في بيان صحفي أصدرته حركة الجهاد الإسلامي يوم الأحد، تزامنا مع الذكرى الثالثة والخمسين لإحراق المسجد الأقصى على يد المتطرف مايكل دينس روهن، في مثل هذا التاريخ من العام 1969.
وأوضح البيان أن "سرايا القدس والمقاومة الباسلة جسدت الإرادة الوطنية وروح الصمود والتحدي للعدو الصهيوني، في معركة وحدة الساحات، وفرضت معادلة استراتيجية في الصراع مع العدو تمثلت في الربط بين ساحات المواجهة، وجعلت القدس عنواناً لكل جولات القتال والمقاومة."
وقال البيان:" لقد أصاب هذا الحادث المؤلم جسد الأمة الإسلامية كلها، وكشف ضعف كثير من الأنظمة العربية التي تقع عليها مسؤوليات حماية فلسطين والقدس، عندما مرّت تلك الجريمة دون أن تغضب لها فوهات البنادق والمدافع".
وأضاف:" لم تتوقف آثار الحريق، فها هي جراحاتنا في القدس تنكأ بشعبنا الفلسطيني وتزداد نزفاً فوق نزفها، اقتحامات مستمرة تطال قرى ومدن الضفة والقدس، إعدامات واعتقالات وملاحقات لشبابنا وشيوخنا وأطفالنا، هدم للبيوت ومصادرة للأراضي، وحفريات متواصلة أسفل الأقصى توشك أن تنتهي بنتائج كارثية".
وأوضحت الحركة أن" أخطر ما يتعرض له المسجد الأقصى اليوم، استعار حملات التهويد التي تتخذ اشكالاً متعددة، كمصادرة الأراضي وإغلاق المؤسسات وفرض الضرائب وطرد السكان من بيوتهم، إضافة إلى ارتفاع وتيرة اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد تحت حماية شرطة الاحتلال، لفرض التقسيمين الزماني والمكاني."
وأشارت الجهاد في بيانها إلى" أن هذا العدوان على القدس والأقصى،يأتي تحت غطاء التطبيع مع الاحتلال الذي كشف عورات كثير من الأنظمة العربية والإسلامية، ومثل طعنة مؤلمة في ظهر الشعب الفلسطيني، لا تقل خطورة عن إحراق المسجد الأقصى، وخيانة كبرى لمسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم."
وتابع البيان:" 53 عاماً، ولم يزل الشعب الفلسطيني يقف وحيداً في مواجهة أقذر عدو للأمة، ويصارع بما يمتلك من إمكانيات ليحافظ على ما تبقى من كرامة للمسلمين، وقد تجسد ذلك أخيراً في معركة "وحدة الساحات" التي خاضتها سرايا القدس برفقة فصائل المقاومة في غزة، وقدمت خلالها خيرة قادتها وأبطالها وعلى رأسهم الشيخ القائد تيسير الجعبري والأخ القائد المجاهد خالد منصور والقائد إبراهيم النابلسي، ومعهم ثلة من المجاهدين الأطهار، والأبرياء من المدنيين والأطفال".
وشددت الحركة على أن" مرور هذه العقود على إحراق أولى القبلتين، لا يعني أبداً أن الشعب الفلسطيني ينسى حقه بمرور السنين، بل يزداد تمسكاً بحقوقه، وترتفع عنده روح التصميم على تحرير أرضه واسترداد ما سلبه العدو."
وأوضحت أن "محاولات التهويد وصبغ المدينة المقدسة بالصبغة الصهيونية، لن تغير من الواقع شيئاً، "فالقدس ستظل عربية إسلامية، بمآذنها وقبابها وكنائسها وشوارعها وحاراتها، وبكل شبر فيها" بحسب بيان الجهاد الإسلامي."
ووجهت الحركة التحية "للمرابطين الصامدين في ربوع القدس المحتلة وفي ساحات المسجد الأقصى، ولكل شبل وشاب وشيخ وفتاة صرخوا هناك في وجه العدو ومستوطنيه معلنين أن "الأقصى لنا والقدس لنا".
ودعا بيان الجهاد الإسلامي، "جماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان إلى مواصلة الدفاع عن المسجد الأقصى، وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل إبقائه منارة للمسلمين، لا وكراً للمستوطنين المحتلين."
ووجهت الحركة التحية "للشهداء والأسرى ولكل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة والداخل المحتل في أراضي الـ 48، ومخيمات اللجوء والشتات."