عقد مركز العودة الفلسطيني في لندن ندوة الكترونية حول إرث رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 35 لاغتياله.
واستضافت الندوة تحت عنوان "ناجي العلي: 35 عامًا من إرث أبدي"، فنانين ورسامي كاريكاتير سخروا رسوماتهم وأعمالهم الفنية في إظهار عدالة القضية الفلسطينية وفداحة الظلم الواقع على الفلسطيني منذ النكبة.
وافتتحت ياسمين حوامدة فنانة مستقلة مقيمة في تورنتو، ورسامة زيتية بارعة، الندوة بمداخلة أشارت فيها إلى القيمة الكبيرة للفن الذي قدّمه ناجي العلي والذي يعكس مأساة فلسطين والقضية الفلسطينية بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
وتحدث في الندوة سليمان منصور، أحد أعمدة الفن التشكيلي المعاصر في فلسطين، وداليا الشربيني، فنانة فلسطينية كندية معاصرة مقيمة في تورنتو، وهديل الصفدي، فنانة فلسطينية تستخدم فنها كأداة للدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وحليمة عزيز فنانة وطالبة تصميم فلسطينية مقيمة في ألمانيا، وكارلوس لطّوف رسام كاريكاتير سياسي برازيلي من أصول لبنانية.
وسلط المتحدثون في الندوة الضوء على رسومات ناجي العلي التي تمكنت من لفت الأنظار في وقت قصير لأنها تعبر عن روح القضية الفلسطينية وقد حظيت بإشادة واهتمام كبيرين.
وأشاروا إلى أن رسماته الأولى التي تعبّر عن الغربة والحنين إلى فلسطين، على جدران المخيمات، أو في المطبوعات التي، وتعكس في مجملها شعوره القوي بالانتماء لفلسطين، وأجمعوا على أن شخصيته مهمة ليس فقط بسبب فنه ولكن أيضًا بسبب قصة حياته.
وأبرزوا كيف أن حب ناجي لفلسطين وللثقافة الفلسطينية جعله يشعر بأن نكبة عام 1948 وما تلاها من تحديات، واتفقوا على أنه يمثل الحقيقة التي لا تتزعزع والشجاعة لقول الحقيقة.
ولفتوا الانتباه إلى أن حادثة اغتياله تشير إلى قوة الفن في اختراق المجتمع والتأثير على الرأي العام.
وتعرض ناجي العلي لعملية اغتيال بلندن، في 22 يوليو/ تموز 1987، وهو في طريقه إلى مكتبه، وتوفي في أحد مستشفياتها في 29 أغسطس/آب من العام ذاته، جروح خطيرة ناجمة عن عملية الاغتيال، التي لم تتمكن السلطات البريطانية حتى الآن من العثور على منفذيها.
كما سلطوا المتحدثون بالندوة الضوء على شخصية "حنظلة"، الطفلة اللاجئة الحاضرة في كل رسم كاركاتوري، والتي تحمل توقيع ناجي العلي، حيث باتت رمزا من رموز النضال الفلسطيني من أجل الحرية.
وأشاروا إلى أن تلك الرسمة يجري تداولها على نطاق واسع منذ عقود، حيث تتطابق مع وقائع كثيرة في الوقت الحالي وكأنها تحاكي أحداثها.
ولد ناجي سالم حسين العلي في قرية الشجرة في الجليل، في فلسطين الانتدابية، عام 1937، قبل قيام دولة إسرائيل. في سن العاشرة، عندما اقتحمت العصابات الصهيونية المسلحة قريته، نزح مع عائلته شمالًا إلى لبنان، حيث لجأوا إلى مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا الجنوبية.
وكتب ناجي العلي مستذكراً تجربة التهجير: "كنت طفلاً في العاشرة من العمر عندما أتينا إلى مخيم عين الحلوة للاجئين، كنا جائعين ومصابين بالدوار وحفاة، وكانت الحياة في المخيم لا تطاق ، مليئة بالإذلال اليومي، يسودها الفقر واليأس.