أوصى مشاركون في لقاء نظمته وزارة الإعلام في مدينة رام الله، اليوم الخميس، بضرورة تحمل الإعلام المسؤولية في تغطية الأخبار المتعلقة بالانتحار، عبر تجنب اللغة التي تطبع الانتحار أو تقدمه كحل للمشاكل، وتجنب صياغة عناوين بارزة أو تكرار الخبر بطريقة غير مبررة، وتجنب إضفاء الرومانسية أو الإثارة أو المديح لمن يقدم على الانتحار.
وشدد اللقاء، الذي شارك فيه عدد من الصحفيين وممثلين عن وزارة الصحة، على ضرورة تجنب تقديم تفاصيل حول طريقة الانتحار أو الأداة المستخدمة أو موقعه، وتجنب وصف محاولات الانتحار بناجحة وفاشلة، وتوخي الحذر الشديد في اختيار الصور والفيديوهات المرافقة، ومراعاة العائلات التي فجعت بانتحار أحد أبنائها، وعدم لومهم أو اتهامهم بالتقصير، وزيادة وعي الجمهور حول كيفية التعاطي مع الأخبار المتعلقة بالانتحار.
وقالت مديرة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة سماح جبر، إن المعلومات المتوفرة لدى الوزارة تظهر وقوع عشرات حالات الانتحار بشكل سنوي، لكن من يحاولون الانتحار هم أضعاف ما هو معلن، فالأرقام المعلنة لا تعكس الحقيقة.
وأشارت إلى أن بعض الحالات المسجلة على أنها حوادث سير أو غرق أو ما شابه هي في الحقيقة انتحار، نتيجة أن المجتمع لا يتعاطى مع موضوع الانتحار بصراحة، وهناك العديد من أســاليب التعتيم على الموضوع.
وأضافت أن الأطباء وصانعي السياسة في مجال الصحة، يهمهم معرفة حقيقة تلك الأرقام، لأن ذلك يساعدهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من حالات الانتحار.
وأشارت جبر إلى أن الوزارة وضعت استراتيجية وطنية للحد من الانتحار، وتم تكليف لجنة وزارية بعمل الخطة التنفيذية لذلك، موضحة أن الوزارة حددت عدة جهات للعمل بشكل حثيث على التوعية بخصوص الانتحار، بينهم أطباء وممرضون في أقسام الطوارئ، إذ تم تدريب جزء منهم في خمس مستشفيات حكومية، وكذلك رجال دين وخطباء، إضافة إلى طواقم صحية عاملة في مراكز تأهيل وإصلاح.