- الجزائر قادرة على أن تكون دولة محورية في الساحة الفلسطينية
- الانقسام أصبح المدخل لتحقيق المشروع الصهيوني
- المؤتمر الثامن هو الحل الحاسم لقضايا الحركة
أكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، الفريق جبريل الرجوب، أن خطاب رئيس وزراء الاحتلال، يائير لابيد، "هو ذر للرماد في العيون، ومحاولة لكسب المزيد من الوقت لإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية"، مشرا إلى أنه لو كان لابيد صادقا لأرفق ذلك بقرارات بوقف كافة السياسات الإسرائيلية الميدانية التي تستهدف الأرض من خلال الاستيطان، والتاريخ من خلال الأسرلة، والفلسطينيين ومحاولة كسر ارادتهم، واستهدافه للقدس والمقدسات لقتل أي فكرة لإقامة دولة فلسطينية كاملة وفق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أن هذا الخطاب موجه للعالم، والفلسطينيون أكثر وعيا وذكاء لمثل هذه التصريحات .
جاء ذلك في لقاء مع قناة "الشرق" الإخبارية، أكد خلاله أنه "في ظل انسداد الأفق مع الاحتلال وفي ظل العزلة مع الإقليم والتجاهل الدولي لجرائم الاحتلال وتنكره للشرعية الدولية فنحن أمام فرصة تاريخية لبناء رافعة وطنية فلسطينية ترتكز على برنامج الدولة ووحدة مفهوم لمقاومة الاحتلال وعلى شكل الدولة وبناء الشراكة مستقبلا وتهيئة واعداد الشعب الفلسطيني لبناء شراكة وطنية من خلال عملية ديمقراطية. "
وأشار الرجوب إلى أن الجزائر قادرة على أن تكون دولة محورية في الساحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن إنهاء الانقسام خارج النوايا والنصوص سواء بين الأطراف أو الوسطاء وعلى رأسهم الجزائر وقبلها مصر، مؤكدا أن هناك خمس قضايا يجب أن يكون لها فهما فلسطينيا موحدا لتمهيد الطريق أمام أي طرف لإنهاء الانقسام وهي تحديد المشكلة بين أطراف الانقسام، مشيرا إلى أن المشكلة تدور حول النظام السياسي والشراكة الوطنية، والمطلوب في هذه القضية طرح اليات لبناء هذه الشراكة بين جميع الأطراف.
وأشار الرجوب إلى أن القضية الثانية تدور حول إذا كان لدى ممثلي حركتي فتح وحماس في الحوار تفويضا كاملا يؤدي إلى حالة التزام وإلزام بما يتم الاتفاق عليه، وإذا كان الطرفان خلال الحوار يجمعان على فهم واحد ورؤية استراتيجية واحدة ولديهم القدرة في الالتزام، لافتا إلى أنه وقّعت اتفاقات سابقة ولكن كانت بعض الأطراف تتعمد تعطيل تنفيذها.
والقضية الثالثة حول قدرة الحركتان على تجاوز الترسبات السياسية والأيديولوجية والاجتماعية التي تكرست على مدار سنوات الانقسام، والقضية الرابعة فهي إلى أي مدى يعبر موقف كلا الحركتين عن الطموح الوطني لكافة أطياف الشعب الفلسطيني، ومدى قدرة الحركتين على ضبط الإيقاع عند بقية مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية.
أما القضية الخامسة والمتعلق بأصحاب المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية في الجوار وعلى رأسهم الاحتلال، وإلى أي مدى نحن مستعدين وقادرين على مواجهة أي محاولات إقليمية للضغط ووقف إنهاء الانقسام، مشيرا إلى أنه إذا لم تذهب كافة الأطراف برؤية موحدة لمواجهة كافة القضايا لن يكون هناك فرصة لنجاح تحقيق الوحدة الوطنية، لافتا إلى أنه حتى الان لا يوجد أساس يشجع على تحقيق النجاح في إنهاء الانقسام.
وأكد الرجوب إلى أن الانقسام أصبح هو المدخل والضمان الوحيد للمشروع الاستعماري الصهيوني الهادف لدفن الهوية الوطنية الفلسطينية والقضاء على مشروع الدولة الفلسطينية.
وأشار الرجوب إلى أن الأسئلة حول الدولة والمنظمة والقرار الوطني ودور السلطة بحاجة لإجابة، وإما أن يتم تفعيلها وبناء الشراكة على أساسها، أو نوفر لها شبكة أمان، مشيرا إلى أنه إذا لم يكن لدينا القدرة على انهاء الانقسام فيجب بناء استراتيجية وطنية موحدة على عناصر التقاطع والتي يمكن أن توفر بيئة لبناء الشراكة.
وحول الوضع الداخلي لحركة فتح، أكد الرجوب وجود العديد من التباينات داخل الحركة، والتي جاءت نتيجة للحالة العامة، آملا من الجميع، فلسطينيين وغير فلسطينيين، أن يثقوا بفتح والتي كانت ومازالت وستبقى بعقيدتها الوطنية وبفكرها الواقعي قادرة على اجتياز كل المنعطفات التاريخية بسلام، لافتا إلى أن وجود الحركة مصلحة وضرورة وطينة.
وأكد أن العقيدة الوطنية لحركة فتح أصبحت اليوم هي السمة العامة لكافة القوى الوطنية، بما فيها الإسلام السياسي الذي بدأ يتصرف بفكر سياسي وفي صياغة علاقته مع الإقليم والعالم على أنه جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني ببعد إسلامي.
وأشار الرجوب إلى أنه على كافة الفتحاويين الاعتزاز بإرث الحركة الذي يشكل مصدر طمأنينة واستقرار للجميع، وأن يكون هذا الإرث محفزا لعمل مراجعة تؤدي للحفاظ على دور الحركة في الحاضر والمستقبل.
وأشار الرجوب إلى أنه في ظل تقديم كافة القوى الوطنية نفسها من ذات الأرضية الوطنية والنضالية فمن حقها أن تقود الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن شعبنا سيختار قيادته من خلال صناديق الاقتراع.
وأشار إلى أن عقد المؤتمر الثامن هو الحل لحسم كافة القضايا السياسية والتنظيمية والقانونية ذات العلاقة بنظام الحركة والذي يعتبر إطارا ناظما للعلاقة داخلها، لافتا إلى أن خمس قضايا يجب أن تحسم في المؤتمر وهي دور حركة فتح في المستقبل، وقضية الدولة وتثبيتها على جدول اعمال العالم، والمنظمة ودورها، وتوريث الأجيال القادمة استقلالية القرار والإرادة الفلسطينية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلطة ودورها في توفير الرعاية والعدالة لكافة أبناء شعبنا.
وفي سياق متصل، أشار أمين سر اللجنة المركزية إلى أن "فتح" حركة جاذبة ومتسامحة، مؤكدا على أن طريق العودة مفتوحة للجميع ولكل من لم يرتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني، ولم يكن امتدادا لأي طرف خارج فلسطين.
ولفت الرجوب إلى أن الديمقراطية في فتح عالية، وأن فتح تحتمل التعددية في الآراء والمواقف، شريطة أن يبقى القرار واحدا يتخذ من خلال الأطر التنظيمية، آملا من كافة فصائل العمل الوطني الاقتداء بحالة الحرية والديمقراطية داخل حركة فتح.