استقبل الدكتور محسن بلال عضو القيادة القطر ية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومسؤول مكتب التعليم العالي في مكتب الحزب نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر وأعضاء من المكتب السياسي ومسؤولي العلاقات الدولية والعربية.
وبحث اللقاء تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة، وضرورة تطويرها خدمةً لقضايا شعبنا وسوريا، إضافةً لاستعراض آخر التطورات الراهنة عربياً ودولياً وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.
ورحب الدكتور بلال بالوفد الجبهاوي القيادي، مستفسراً عن أحوال الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، مؤكداً بأنهم يتابعون من بوابة الشراكة مع الشعب الفلسطيني بدمع العيون وآمال الثوار الأوضاع الفلسطينية على كافة الصعد.
وأوضح الدكتور محسن بأن "قوى الاستسلام تتصاعد بالمجتمعات العربية كلما خفتت المقاومة أو ذهب الفلسطيني نحو التسويات مع العدو الصهيوني"، لافتاً أن" هذا يلقي الكثير من المسؤولية على الفلسطينيين عبر الثبات والصمود والمقاومة للتصدي لهذه القوى وفضح وجهها القميئ، داعياً للتصدي لنهج التفريط الذي يساهم في تقوية قوى الاستسلام بالمجتمعات العربية."
من جهته، شكر مزهر الدكتور بلال على حفاوة الاستقبال، مؤكداً على" مكانة سوريا التي واجهت بشجاعة وصبر حرب كونية كانت تستهدف فلسطين ومحور المقاومة، ومحاولة فرض الاستسلام على سوريا."
وأكد النائب على أن" شعبنا الفلسطيني أكثر إصراراً على المضي بالمقاومة باعتبارها أداة الدفاع عن وجودنا وفي التصدي للعدوان رغم ما يتعرض له من جرائم وعدوان صهيوني مستمر، مشيراً أن شعبنا يسير بخطى ثابتة نحو انتفاضة جديدة. "
وأشار مزهر أن "خيار ما يُسمى حل الدولتين واتفاقية أوسلو أثبت فشله وتداعياته الكارثية على شعبنا وقضيتنا، فلا يوجد على الأرض من اتفاقية أوسلو سوى الالتزامات الأمنية"، لافتاً أن" العدو الصهيوني يرى بالكيانية الفلسطينية مهدداً يجب الخلاص منه، وهو يسعى اليوم لتحويل السلطة لسبع سلطات محلية لكل سلطة حاكم."
وأضاف بأن "العدو الصهيوني يعمل على تسكين الشارع والصراع بمجموعة تسهيلات ورشاوي يقايض من خلالها الطعام بالأمن، مشيراً بأن الأوضاع الحياتية لشعبنا مأساوية ومعقدة، وهو ما يدفع قوى السلطة للقبول بالتسهيلات حفاظاً على مغانم السلطة، ومنعاً من انفجار اجتماعي يهدد تلك السلطة."
وأكد بأن "المقاومة تتنامى وتتصاعد رغم تصاعد اعتداءات وإرهاب العدو الصهيوني وتهديده باستهداف القدس والمقدسات."
وفي ختام اللقاء نقل الدكتور بلال لنائب الأمين العام ووفد الجبهة تحيات الأمانة العامة للحزب ممثلة برئيس الحكومة ورئيس البرلمان ومن خلالهم لاسرانا البواسل، مشيداً ومثمناً جولة الجبهة في حلب، مؤكدًا بأنه يتابع الجبهة وأنشطتها منذ بدء الزيارة من بوابة الصديق والشريك.
خلال مهرجان حاشد على شرف زيارته ووفد قيادي لمخيمات حلب السورية نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة: مخيماتنا عصية على الاقتلاع والتهجير وندعو لتشكيل قيادة وطنية موحّدة
ونظّمت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في مخيم النيرب بمدينة حلب السورية مهرجان استقبال على شرف زيارة نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة جميل مزهر ووفد من أعضاء المكتب السياسي للجبهة، بحضور جمهور غفير، وقادة الفصائل وممثل عن حزب البعث السوري، وعن لواء القدس، والهيئات الوطنية الفلسطينية والسورية، ووجهاء المدينة.
ووجه نائب الأمين العام للحضور كلمة حماسية، استهلها بنقل "تحيات جماهير شعبنا في غزة الصمود والمقاومة، والقدس التي تتصدى لاقتحامات العدو الصهيوني المجرم، وتحيات أهلنا في مخيمات وبلدان وقرى الضفة والداخل المحتل، إضافةً لتحيات الرفيق الأمين العام أحمد سعدات ورفاقه الأسرى."
وخاطب جماهير شعبنا في المخيمات الفلسطينية بحلب قائلاً: "جئناكم من غزة البطولة والمقاومة لنقول إن دمنا وألمنا ووجعنا واحد، وكلنا نواجه هذا العدو الصهيوني المجرم الفاشي الذي يواصل إجرامه وعدوانه على شعبنا".
وواصل: "تحية لكم وأنتم تسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء، حتماً سنعود لفلسطين وبرتقالها وأزهارها وبيوتها وجبالها ووديانها، ستظلون دوماً في القلب، ونحن فخورون بكم وبنضالكم وتضحياتكم وشهدائكم الذين قضوا على طريق التحرير والعودة".
وأشاد النائب "بجماهير شعبنا في مخيم حندرات الذي تعرض للتهجير والتجويع والاقتلاع والاستهداف من قبل الجماعات التكفيرية، إلا أنه ظل صامداً وثابتاً في وجه الإرهاب الدولي الذي استهدف المخيم، موجهاً التحية لسوريا شعباً وجيشاً وقيادةً، مؤكداً أنها ستسقط الحصار المفروض عليها وستهزم الإرهاب كما أفشلت المؤامرة الكونية عليها."
وشدد النائب على أنّ" جماهير شعبنا في مخيمات الشتات في سوريا ولبنان والأردن لن تساوم أو تقايض على حق العودة، فهذا الحق راسخ وثابت غير خاضع للمساومة، لافتاً إلى أنّ أهلنا في مخيمات الشتات تصدوا لكل أشكال التجويع والاقتلاع والتهجير، ويثبتون يوماً بعد يوم أنهم متمسكون بحقهم في العودة إلى الديار التي هجروا منها، وأنه لا يمكن أن يساوم أو يقايض على هذا الحق مهما غلت التضحيات."
وأكَّد النائب أنّ "شعبنا أثبت أنه عصي على التطويع والاقتلاع والانكسار، وما زال يقاوم ويتصدى للعدو الصهيوني، وجذوة مقاومته تتصاعد، لافتاً أن مرجل شعبنا يغلي في الضفة والقدس وغزة والداخل المحتل وكافة مخيمات الشتات، وهو يبشر بانتفاضة جديدة."
وشدد أنّ "شعبنا وقوى المقاومة ستواصل تصعيد مقاومتها ضد العدو الصهيوني والتصدي لكل مخططاته وممارساته العدوانية والتهويدية بحق شعبنا ومقدساتنا،" مخاطباً جماهير شعبنا في مخيمات سوريا قائلاً: "أهلكم وشعبكم في قطاع غزة عبر غرفة العمليات المشتركة والأذرع العسكرية لفصائل المقاومة سرايا القدس والقسام وأبو علي مصطفى وألوية الناصر صراح الدين والمقاومة الشعبية والمقاومة الوطنية، تواصل مقاومة ومواجهة العدو الصهيوني، وتواصل التجهيز والاعداد للتصدي للعدوان".
وفي الموضوع السياسي، أكَّد النائب على أنّ "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي الأداة الكفاحية لشعبنا، ولا يمكن التنازل عنها"، مستدركاً في الوقت ذاته: "لكننا نريد هذه المنظمة خالية من الهيمنة والتفرد والاقصاء والفساد والترهل، ويشارك أهلنا في مخيمات اللجوء بانتخابات مجلس وطني جديد يشارك فيه الجميع على قاعدة الشراكة الوطنية، يدافع عن أهلنا في مخيمات اللجوء والشتات، ويعيد بناء المنظمة على أسس وطنية ديمقراطية، حتى تدافع عن شعبنا وحقوقه في كل المواقع في الداخل والخارج، وتواجه وتتصدى للعدو الصهيوني، ولا تعترف به، وتعيد الاعتبار للميثاق الوطني الذي يتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية"، مؤكداً في الوقت ذاته على "رفض أي محاولة لخلق أي بديل عن هذه المنظمة".
وطالب مزهر بتشكيل قيادة وطنية موحدة كخطوة على طريق تشكيل جبهة مقاومة على امتداد الأرض الفلسطينية تتصدى وتقاوم العدو الصهيوني وتوقف عدوانه على شعبنا، وتقرر في تكتيكات المقاومة أين ومتى وكيف تقاوم انطلاقاً من مصالح شعبنا.
ودعا لضرورة مواصلة الجهود من أجل طي صفحة الانقسام السوداء، مؤكداً أن هذا الانقسام الكارثي والمدمر كانت له تداعيات وانعكاسات خطيرة طالت كل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وحتى أهلنا وشعبنا في مخيمات اللجوء والشتات.
وأشاد النائب بالجهود المبذولة من الأشقاء في الجزائر من أجل إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة، داعياً الفصائل الفلسطينية خاصة حركتي فتح وحماس لالتقاط الفرصة لإنجاح اللقاء الفصائل القادم في الجزائر لطي صفحة الانقسام السوداء.
وحول الوضع العربي، شدد النائب على أن الشعوب العربية لا يمكن أن تقبل بالتطبيع أو بوجود الكيان الصهيوني أو إقامة تحالفات معه، داعياً الشعوب العربية والأحزاب والقوى التحررية العربية إلى التصدي للأنظمة العربية المُطبّعة والمهرولة لإقامة علاقات مع الاحتلال أو تحالفات.
وأردف مزهر قائلاً: "نقول للأنظمة العربية الرجعية إن العدو الصهيوني لا يمكن أن يحمي عروشكم، لأن الشعوب العربية عينها على فلسطين والقدس، ولا يمكن أن تقبل أن يبقى الوضع على ما هو عليه".
وحول الوضع الدولي، أكَّد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية أنّ "العالم يعيش متغيرات على المستوى الدولي في ظل محاولات التصدي للتوحش الإمبريالي الصهيوني الذي يحاول ويسعى إلى الهيمنة والسيطرة على العالم ونهب خيراته وثرواته، ودعم العدو الصهيوني بكل وسائل القتل والتدمير والاقتلاع على شعبنا."
واستدرك مزهر قائلاً: "العالم لم يعد يحتمل هذا النظام العالمي الظالم الذي يحاول قهر الشعوب المظلومة والمقهورة في العالم، فهناك حراك دولي وعالمي يسعى لتغيير هذا العالم، واستبداله بعالم متعدد الأقطاب، لا تقوده الرأسمالية المجرمة".
وفي ختام كلمته، شدّد مزهر على أنّ الجبهة وشعبنا والمقاومة سيواصلون النضال والكفاح ضد هذا العدو الصهيوني حتى تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة.