- بقلم: أحمد إبراهيم
تابعت المبادرة الإيجابية التي قامت بها حركة حماس أخيرا والتي تمثلت في إرسال خطاب بالتهنئة للسعودية بمناسبة اليوم الوطني الـــ92 للمملكة.
وبات من الواضح، أن هناك قرارا استراتيجيا لحركة حماس يدعوها إلى الاقتراب سياسيا من السعودية، وهو أمر لافت خاصة وأنه يتم في ظل الاحتجاجات التي تندلع في إيران، والأهم من هذا قوة كبيرة للمملكة تكتسبها في ظل أزمات الطاقة التي لا تتوقف حول العالم.
وقد تابعت الكثير من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية التي تابعت عن كثب هذه النقطة، مشيرة إلى أن حماس ترغب في التقارب مع السعودية في ظل تدهور الموقف في إيران، والأهم من هذا أن هذه الخطوة تتم في ظل ما تردد عن انتقادات وجهتها قيادات من الحركة للرياض، بسبب اعتقال بعض من نشطاء حركة حماس، بسبب مواقف سياسية اتخذوها خلال الفترة الأخيرة، وأدت إلى الحكم عليهم بالسجن في النهاية.
وبعيدا عن كل هذا، اعتقادي أن هناك بعض من المكونات الرئيسية التي يمكن استنتاجها من خطوة حركة حماس، أولها أن الحركة تتصرف في كثير من الأحيان بتسرع، واعتقادي أن الكثير من الأقلام والآراء الفلسطينية الوطنية حذرتها صراحة من خطورة الموقف والاندفاع في التعاون والتطبيع مع النظام الإيراني، إلا أن الحركة لم تلتفت إلى هذه الخطوة.
ثانيا: تابعت بعض من الآراء السياسية التي صدرت من قيادات من حركة حماس والتي انتقدت أيضا الاندفاع في بناء علاقات مع إيران، وحذرت هذه القيادات من دقة هذه الخطوة، غير أن الواضح أن قيادات الحركة العليا ومنظومة صنع القرار لم تكترث بهذه الخطوة ورأت أهمية وضرورة بناء علاقات مع إيران بغض النظر عن أي توجه سياسي أو استراتيجي آخر يمكن أن يؤثر على الحركة، وعموما وفي هذا الصدد أعرف أن في حركة حماس علماء وخبراء وأساتذة كبار، أنا شخصيا لي الشرف بأنني تتلمذت على أيدي بعضهم، وهؤلاء بالطبع يعرفون خطورة الاندفاع لبناء علاقات مع إيران وأهمية التروي في بناء أي علاقة مع أي منظومة.
ثالثا: بات من الواضح ضرورة ضم حركة حماس للحضن الوطني الفلسطيني، وهو أمر بات مصيريا وحتميا، ويجب أن تقتنع الحركة بمؤسسات الدولة سواء السياسية أو الأمنية، وهو أمر مهم خاصة وأن الحركة في النهاية تمثل جزءا من النسيج الوطني الفلسطيني.
رابعا: كان من المعيب أن تصدر انتقادات شرسة وقوية من الحركة ضد خطاب الرئيس محمود عباس أبو مازن، والذي ألقاه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن هذه القيادات شخصيات مسؤولية انتقدت الخطاب علانية، وللعلم انتقاد أي خطاب سياسي لأي زعيم في العالم هو أمر جيد، ويساعد على البناء الديمقراطي بالمجتمع، غير أن الانتقاد يجب أن يكون بَنّاءً لخدمة القضية، وفي النهاية عضو حركة حماس هو مواطن في منظومة سياسية يقودها الرئيس عباس.
خامسا: أليس من الحكمة أن تفكر الحركة وقياداتها في إطار المنظومة السياسية الفلسطينية ووفقا لها، وأعرف شخصيا الكثير من النماذج الفلسطينية الموهوبة المتميزة التي تستطيع أن تثري رأي الحركة، بدلا من الاندفاع "وحيدة" لبناء علاقات سياسية فردية لا جدوى منها إلاّ أنها تصب في نفع الحركة؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت