تحقيق اتحاد عياد... أول فلسطينية تحصل على رخصة قيادة جرار زراعي في الضفة الغربية

الفلسطينية اتحاد عياد من مدينة أريحا

 تمكنت الفلسطينية اتحاد عياد من مدينة أريحا، من الحصول على رخصة قيادة جرار زراعي (تراكتور) هي الأولى من نوعها في الضفة الغربية، الأمر الذي مكنها من فلاحة وزراعة أرضها بمختلف المحاصيل الزراعية.

وقالت السيدة الفلسطينية التي حصلت على الرخصة في يوليو الماضي وهي أم لستة أبناء، لوكالة أنباء "شينخوا"، إن حصولها على الرخصة خطوة ضرورية باعتبارها وسيلة رئيسية للعمل داخل أرضها الزراعية التي تبلغ مساحتها 30 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع) وفي التنقل خارجها.

وكان زوج اتحاد عياد يتولى سابقا قيادة الجرار ونقل الخضروات والفواكه التي يتم حصادها إلى السوق المركزي في أريحا، لكن بسبب الإجراءات الإسرائيلية وقلة العائد المادي من وراء ذلك اضطر لترك الزراعة والعمل في مجال آخر.

وأضافت اتحاد عياد التي تبلغ من العمر (50 عاما) بينما كانت ترتدي البنطلون الجينز والجاكيت الطويل وتضع الكوفية الفلسطينية على رأسها، أن قرار زوجها أثر سلبا على عملها في الأرض التي "لا تعرف غيرها" خاصة في ظل قلة عدد المزارعين الذين يعملون بنظام المياومة في مناطق السلطة الفلسطينية.

وأوضحت بينما كانت تجلس على كرسي القيادة وتمسك بالمقود في يديها، "للأسف غالبية المزارعين قاموا بهجر أرضهم لأنهم لا يستطيعون جني المال الكافي لإعالة أسرهم وأصبحوا يفضلون العمل في مجالات أخرى غير الزراعة أو التوجه للعمل داخل إسرائيل".

وتشرح اتحاد عياد التي تعتز وتفخر بعملها في مجال الزراعة تجربتها قائلة "بين ليلة وضحاها ودون أي سابق إنذار، وجدت أرضي خالية تماما من العاملين بها وشعرت بأنني سأخسر ثمرة تعب عقود".

ولفتت إلى أنها قررت أن تأخذ بزمام المبادرة وأن تعمل في مزرعتها وفلاحة وحراثة وري وجني محاصيلها بنفسها دون أي مساعدة في بداية الأمر، إلا أن عقبة واجهتها وهي نقل محاصيلها إلى السوق المحلي.

وتقول "لم أستطع أن أقود الجرار الزراعي بين المدن خشية أن أتعرض لأي مخالفات مرورية لعدم حيازتي على رخصة قيادة، ولذلك قررت الحصول عليها كي أتمكن من نقل المحاصيل إلى السوق".

وكان سكان المدينة ينظرون في بادئ الأمر إلي اتحاد عياد باستغراب كونها أول امرأة تتجرأ وتقود الجرار الزراعي في الشوارع العامة لكن سرعان ما رحبوا بالفكرة وشجعوها ودعموا عملها التي تقوم به.

وبعد عدة أشهر فقط، استطاعت السيدة الخمسينية أن تصبح أيقونة ونموذجا للنساء خاصة وأنها نجحت في إنقاذ مهنتها وأرضها من الخسارة، وجنت الأموال التي تكفيها لمساعدة زوجها في إعالة أسرتهما.

وترى اتحاد عياد أنه لا توجد مهنة تمثل حكرا على الرجال دون النساء، مؤكدة قدرة المرأة الفلسطينية على العمل في المجالات المهنية كافة "دون أن نتورط في إخفاقات قد تؤذينا أو تؤذي مهنتنا".

وتعد مدينة أريحا والأغوار الفلسطينية مكانا جاذبا للزراعة لجودة تربتها ووفرة مياهها، غير أن الفلسطينيين يقولون إن السلطات الإسرائيلية تضع عقبات أمام استغلالهم أراضيهم ومياههم.

وتواجه اتحاد عياد والمزارعات الأخريات صعوبات أثناء فلاحة الأرض، من بينها الإجراءات الإسرائيلية التي تحول دون وصول المياه إلى أرضها، بالإضافة إلى عرقلة وصولها إلى الأسواق المحلية.

وتقول إن "إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لتهجيرنا من أرضنا من خلال منعنا من الزراعة واستثمار أرضنا، لكن بالنسبة لي، فإن المزارع هو الجندي الأول لحماية أرضه من المحاولات الإسرائيلية للسيطرة عليها".

ونجحت اتحاد عياد في استقطاب عدد من المزارعات للعمل معها بدلا من المزارعين الذين فضلوا ترك العمل، وحاليا يعمل لديها أكثر من 15 مزارعة يقمن بكافة المهام التي كان من المفترض أن ينفذها الرجال.

وتقول نجاح محمد وهي واحدة منهن لـ"شينخوا" إن النساء قادرات على حماية أنفسهن وأرضهن التي ورثنها عن أجدادهن وتمثل تاريخهن ومستقبلهن.

وأضافت نجاح (44 عاما) بينما كانت تسقي المحاصيل الزراعية أن الفلسطينيين باستطاعهم تطوير وضعهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنهوض بدولتهم في حال تمكنوا من استنهاض المجال الزراعي كونه أساس التطور والتقدم.

ولاقت خطوة عياد قبولا وترحيبا من قبل مؤسسات فلسطينية رسمية وأهلية.

وأشاد وزير الزراعة الفلسطيني رياض العطاري بمبادرة اتحاد عياد في تشغيل عدد من النساء في مجال الزراعة، معتبرا أن النساء الفلسطينيات قادرات على خوض المجالات العملية كافة دون استثناء.

وقال العطاري لـ"شينخوا" إن المرأة الفلسطينية "ريادية بطبعها، وهي شريك أساسي للرجل في بناء وتطوير المجتمع الفلسطيني"، مشيرا إلى تشجيع وزارته للمبادرات النسوية التي تهدف إلى خلق فرص عمل للنساء.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - أريحا (شينخوا)