التصعيد الإسرائيلي بالضفة يتجه نحو سقوط المزيد من الضحايا

بقلم: بشرى حفيظ

متظاهرون يحملون الأعلام الفلسطينية ويحرقون الإطارات على حاجز حوارة احتجاجا على استمرار الحصار الإسرائيلي على مدينة نابلس.jpg
  • بشرى حفيظ

 تتصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة حملات اعتقال يومية تستهدف الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، في وقت تزايدت فيه وتيرة الاعتداءات التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة والتي يقوم بها مستوطنون بشكل يومي.

تدهور الوضع الأمني

وفي خضم هذا التصعيد في الضفة الغربية أعلنت الأمم المتحدة مقتل مالا يقل عن 100 فلسطيني في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري وسط تصاعد العمليات العسكرية في المنطقة.


وفي هذا الصدد قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط  تور وينيسلاند في بيان: أنا منزعج من تدهور الوضع الأمني بما في ذلك تصاعد الاشتباكات المسلحة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية .


وأضاف: منذ بداية العام قُتل ما لا يقل عن 100 فلسطيني بينهم أطفال وسط زيادة كبيرة في العمليات العسكرية للاحتلال في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك المنطقة (أ) خاضعة لسلطة فلسطينية .


وأوضح المنسق الخاص أن تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة يغذي مناخا من الخوف والكراهية والغضب .
ودعا إلى ضرورة الحد من التوترات على الفور لفتح المجال للمبادرات الحاسمة التي تهدف إلى إنشاء أفق سياسي قابل للحياة حسب تعبيره.


وحث وينيسلاند السلطات على إعادة الهدوء وتجنب المزيد من التصعيد مشيرا أن هشاشة الوضع تؤكد الحاجة الملحة لتغيير الديناميكيات على الأرض مع معالجة القضايا الأمنية والسياسية الكامنة التي تغذي عدم الاستقرار الحالي .
 

Haut du formulaire

تسلسل الأحداث

بدأت الأحداث الأخيرة تتدهور في الضفة الغربية عقب اقتحام قوات الاحتلال لقرية أبو شخيدم وحاصرت منزل الأسير المحرر موسى قنداح وفجرت مدخل أحد البنايات، وخلال العملية أطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي صوب الطواقم الصحفية خلال تغطيتها اقتحام القرية.

في السياق ذاته شهد مخيم شعفاط مواجهات عنيفة  خلال التصدي لاعتداءات الاحتلال المتواصلة على السكان بعد مقتل المجندة الصهيونية على يد مقاوم فلسطيني.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب البيوت والمحال التجارية فيما انتشرت وحدات المستعربين أزقة المخيم، فيمات أعلنت مساجد المخيم تعليق الدوام في مدارس المخيم ومدارس عناتا الحكومية والخاصة حرصا على الطلبة.

وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق وخلال هذا اعتقلت قوات الاحتلال قرابة 20 مواطنا من المخيم.

وفي سلوان اندلعت مواجهات عنيفة في حي بئر أيوب بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال المكان ونشرت قواتها في المنطقة وسط تصد كبير من الفلسطينيين هناك.

من جهته، ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن 66 شخصا أصيبوا في مدينة نابلس ومحيطها خلال عمليات جيش الاحتلال.

وشنت القوات الإسرائيلية غارات شبه يومية في الأشهر الأخيرة ، تركزت بشكل كبير على بلدتي جنين ونابلس في الضفة الغربية ، حيث بدأت موجة جديدة من المقاومة الفلسطينية المسلحة بالظهور.

منذ بداية العام ، قتل ما لا يقل عن 160 فلسطينيا على أيدي القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، من بينهم 51 فلسطينيا خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي استمر ثلاثة أيام في أغسطس ، وفقا لوزارة الصحة.

استهداف المدنيين

الطبيب أبو التين كان يلبي واجبه الإنساني عندما أصابته رصاصة قناصة الاحتلال، ليكون ضمن المستهدفين العديدين من الطواقم الطبية الذين طالتهم اعتداءات الاحتلال خلال هذا الأسبوع. وفي تصريحات صحافية قال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، وائل الشيخ، إن هناك إطلاق نار متعمداً نلاحظه بشكل قوي خلال الفترة الأخيرة يستهدف أفراد الطواقم الطبية الذين يؤدون واجبهم الإنساني، والطبيب أبو التين هو أحدهم. وأضاف أن القوات الإسرائيلية تصر على خرق كل المعاهدات الدولية والاتفاقيات، التي تدعو إلى حماية المسعفين والطواقم الطبية أوقات النزاعات. وطالب الشيخ كل المؤسسات والمنظمات الدولية الحقوقية والمجتمع الدولي، بالتحرك العاجل لحماية الطواقم الطبية من جهة، والمواطنين الذين يتعرضون لمختلف أشكال الانتهاكات من القوات الإسرائيلية والمستوطنين، من جهة أخرى. وأكد «الهلال الأحمر» الفلسطيني حقيقة تعرض طواقمه الطبية للاعتداءات الاحتلالية.

حصار على نابلس

من جهة اخرى تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، منذ نحو أسبوع، ضمن سياسة العقاب الجماعي، بعد عملية إطلاق النار التي نفذتها مجموعة "عرين الأسود" وقتل فيها جندي إسرائيلي قرب مستوطنة "شافي شمرون"، المقامة على أراضي شمال غرب نابلس.

حيث أغلقت أن قوات الاحتلال جميع الحواجز المحيطة بمدينة نابلس، وأخرى على مداخل بعض القرى والبلدات، ووضعت سواتر ترابية على مدخل بلدة دير شرف شمال غرب نابلس، وحاجز بيت فوريك شرق نابلس، وحاجزي صرة والمربعة غرب نابلس، بالتوازي مع تشديد الإجراءات أو تخفيفها، بل وربما إغلاق كامل لبعض الحواجز، وهو ما يضطر الأهالي إلى سلوك طرق بديلة تكبدهم معاناة أخرى وتكاليف أكبر بأجرة المواصلات.

اعتداءات المستوطنين

وبالتزامن مع تصعيد جيش الاحتلال يقتحم المستوطنون بصفة يومية باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وإلى ذلك زادت اعتداءات المستوطنين حيث أوضح التقرير الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض، أن الضفة الغربية المحتلة شهدت هجمات واسعة شنها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال في محافظات عدة، أحرقوا خلالها متنزهاًت وشاحنات وحطموا زجاج منازل ومركبات واقتحموا مواقع أثرية، فقد استباح المستوطنون بلدة حوارة، جنوب نابلس، وأحرقوا فيها متنزها وشاحنات وحطموا زجاج عشرات المركبات والمحال التجارية، في الوقت الذي أمنت فيه قوات الاحتلال الحماية للمستوطنين.

الممرضة هلا حليمة التي تعمل في مستشفى «سلفيت» الحكومي تعرضت هي أيضاً، إلى اعتداء من قبل المستوطنين في حوارة جنوب نابلس، عندما كانت متجهة إلى مكان عملها في سلفيت. وقد أصيبت برضوض في الوجه بعد اعتداء المستوطنين عليها بالحجارة وغاز الفلفل. وقالت حليمة إنها عاشت حالة من الرعب والقلق النفسي فاق ما تعرضت له من اعتداء جسدي، خصوصاً أنها كانت عالقة هي ومن معها لا يستطيعون العودة لنابلس أو إكمال الطريق، إلى أن بحثوا عن طريق بديل أوصلهم إلى مستشفى سلفيت. وآثرت حليمة الاستمرار في التوجه إلى مكان عملها لتقديم واجبها الإنساني في قسم الولادة بمستشفى سلفيت الحكومي، رغم إصابتها.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت