كشف تقرير لصحيفة "الأيام" الفلسطينية عن طرق جديدة وغريبة لتهريب المواد المخدرة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري ،جنوب قطاع غزة.
وذكر التقرير الذي كتبه محمد الجمل: "تحوّل معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، إلى أحد أبرز البوابات لتهريب المخدرات إلى القطاع خلال الفترة الماضية، وذلك بعد إغلاق أنفاق التهريب، التي كانت تربط القطاع مع مصر."
وابتكر تجار ومروجون طرقاً جديدة وغريبة في تهريب المواد المخدرة، عبر إخفائها داخل بضائع واردة للقطاع، وبطرق تجعل عمليات اكتشافها صعبة.
ووفق تقرير "الأيام"، فقد جرى خلال الفترة الماضية ضبط مخدرات مخفية داخل أحشاء حيوانات "كرشة"، وكميات كبيرة مخبأة داخل حبوب "بقوليات"، كما جرى ضبط كميات أكبر وصلت إلى 35 ألف حبة من نوع "كبتاغون"، مخفية بطريقة احترافية داخل ملابس، وحبوب مخدرة جرى إخفاؤها وسط أثاث خشبي.
ونجحت شرطة مكافحة المخدرات العاملة على معبر كرم أبو سالم بضبط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة خاصة من نوع "كبتاغون"، وإحباط عمليات تهريب كبيرة، وتوقيف عدد من المروجين الضالعين في عمليات التهريب، وبعضهم تجار ينقلون بضائع وسلعاً من خلال المعبر المذكور.
وقال مدير شرطة مكافحة المخدرات على المعابر في قطاع غزة، أحمد الشاعر، إن معبر كرم أبو سالم يشكل تحديا كبيرا لشرطة المكافحة، نظرا لكميات البضائع الكبيرة التي تدخل من خلاله بصورة يومية، وفي وقت قصير إذ يتراوح عدد الشاحنات اليومية بين ٤٠٠ و٦٠٠ شاحنة، على متنها مئات الأطنان من البضائع، التي يستحيل تفتيشها بصورة كاملة.
ومنذ بداية العام 2020 ارتفعت كميات الحبوب المخدرة المضبوطة وسط بضائع على معبر كرم أبو سالم إلى نحو ربع مليون حبة من مختلف الأنواع، إضافة للمئات من "فروش الحشيش"، وكميات كبيرة من مخدر "ماريغوانا"، وغيرها من الأنواع، ويحال الموقوفون على قضايا تهريب مخدرات إلى القضاء العسكري كون المعابر تعتبر مناطق عسكرية مغلقة.
وأكد الشاعر أن الاحتلال شريك أساسي ومتواطئ في جريمة تهريب المخدرات إلى قطاع غزة، وذلك عبر أمرين؛ الأول أن الجانب الإسرائيلي على معبر كرم أبو سالم يمتلك أجهزة تفتيش متطورة للغاية، تستطيع رؤية كل شيء، فحتى قطع ملابس ضمن ماركات معينة يُمنع دخولها للقطاع، يتم اكتشافها وإخراجها من وسط الملابس، ورغم ذلك يتم غض الطرف عن المخدرات الموجودة داخل البضائع ويسمح بمرورها للقطاع، والثاني عبر منع الاحتلال وصول أجهزة تفتيش للبضائع، وهي أجهزة موجودة على كافة المنافذ التجارية في العالم، ويتم الاستعانة بها على المعابر، والاحتلال يُصر على منع وصولها، رغم تبرع دول بها، ما يجعل التفتيش مهمة صعبة.
وتستعين شرطة مكافحة المخدرات على المعبر المذكور بعدد من الكلاب البوليسية المدربة على شم روائح المخدرات، وقد أسهمت تلك الكلاب في ضبط مخدرات مخبأة داخل سلع.
وآخر الضبطيات كانت أول من أمس، إذ جرى ضبط 4000 حبة مخدرة، مخبأة داخل "حبكة ملابس"، قادمة من الخارج عبر المعبر المذكور، وقد تمت حياكتها بصورة محكمة، حيث جرى تتبع الشحنة حتى وصولها لإحدى الشركات، ومن ثم دهم المكان، وضبط الكمية واعتقال الشخص المسؤول عنها.
من جهته، حذر الطبيب والمعالج النفسي يوسف عوض الله من حبوب "كبتاغون"، التي انتشرت بصورة كبيرة في قطاع غزة، وهي عقاقير يتم تصنيعها في الخارج، مؤكداً أنها تتعدى خطورة كونها حبوباً مخدرة، فهي تندرج ضمن عقاقير الهلوسة العقلية، وتعتبر من المواد شديدة الخطورة.
ووفق عوض الله فإن هذه العقاقير تتسبب بشعور من يتعاطاها بما يسمى "رحلات خيال"، يعايشها المتعاطي في عقله، وقد تكون سبباً لارتكاب جرائم قتل، أو إقدامه على أفعال مشينة، كما أن هذا العقار يسبب تلفاً سريعاً في خلايا المخ لدى مدمنها، ويؤدي إلى ما يسمى "ذهان مُحدث بمادة مخدرة"، داعياً إلى محاربتها على أوسع نطاق