مع انتشار البطالة بنسبة كبيرة في قطاع غزة، لجأ أكرم العمور إلى ابتكار فكرة مميزة لتوفير عمل خاص به، عبر تحويل النفايات الورقية إلى كراتين للبيض، وتقدم في الوقت ذاته خدمة كبيرة للبيئة.

ويعمل العمور على جمع النفايات الورقية في خان يونس جنوبي القطاع، ليبدأ بعدها في مراحل الصناعة، وصولاً إلى المنتج الأخير.

يقول العمور في لقاء مع وكالة (APA) إنه يعمل بداخل ورشته برفقة 7 عاملين، بشكل يومي منذ ساعات الصباح الأولى، لتحويل كميات كبيرة من النفايات إلى كراتين (ورق مقوى)، مخصصة لبيض الدجاج.

وأوضح أن كمية النفايات الورقية المتوفرة تتحكم بشكل أساسي في الإنتاج اليومي، ونسبة الأرباح.

وأضاف العمور (45 عاماً) أن عملية التدوير يومياً تصل من 300 إلى 400 كيلوغرام من النفايات الورقية، تنتج ما يقدر بـ 3 آلاف كرتونة، يجري توريدها لمزارع البيض في غزة.

ولفت إلى أن الكتب المستهلكة هي المصدر الأساسي للنفايات الورقية، ويتم استلامها من مصادرة متعددة للتخلص منها بشكل مفيد للبيئة، وأهم مصادره وزارة التربية والتعليم.

وتحدث العمور عن آلية تدوير النفايات الورقية، حيث يتم وضعها بداخل مطحنة كبيرة لتقسيمها إلى شرائح بواسطة عدد من الشفرات، بالتزامن مع إضافة المياه بكمية محددة لمدة لا تتجاوز 10 دقائق.

وأكمل "تخرج النفايات الورقية بعد المرحلة المذكورة بقوام يشبه الحساء، ويتم سكبه في قوالب محددة وتركه للتجفيف، حتى يصبح المنتج جاهزاً على هيئة كراتين البيض التقليدية".

وأشار العمور إلى الصعوبات التي واجهته في العمل، وأهمها عدم توفر الخبرة الكافية في هذا إعادة التدوير، وعدم توفر المعدات اللازمة داخل قطاع غزة المحاصر، ما اضطره إلى استيراد قوالب جاهزة وبعض المعدات، والاستفادة من خبرة بعض الدول في هذا المجال.

واستدرك "بمساعدة شركة من الصين، استطعنا افتتاح معمل إعادة التدوير، والبدء بالعمل بجودة عالية وخبرة كافية منذ عام 2019م".

ولفت العمور إلى أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، يسبب خسائر مادية كبيرة من خلال اضطراره لاستخدام البدائل المكلفة مادياً، لتتم عملية التدوير بالوقت المناسب.

وذكر أن سعر تكلفة استهلاك الكهرباء يعد مرتفع في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مشيراً إلى أن التكلفة اليومية تتراوح من 70 إلى 80 شيكل، بالإضافة إلى تكلفة استخدام البدائل.

ونبه العمور إلى أن المنتج المحلي من كراتين البيض ذو جودة أعلى من المستورد، حيث يمتاز بالسماكة والتماسك الجيد.

وختم حديثه "أصبحنا ننتج كميات كبيرة من كراتين البيض، لتغطية حاجة الأسواق المحلية من الطلب، دون الحاجة إلى الاستيراد من الخارج".

ويعتبر قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من 2 مليون نسمة من أعلى المناطق بطالة في العالم، حيث تصل نسبة البطالة في القطاع إلى 45 في المائة، بينما في صفوف الشباب البالغ من سن 26 إلى 40 عاماً فهي تزيد عن 65 في المائة، وفقاً لأرقام مكتب الإحصاء الفلسطيني.