ذكرت تقارير عبرية بأن الأوامر التي صدرت عن القيادة السياسية الإسرائيلية بشأن العملية العسكرية في مدينة نابلس الليلة الماضية، كانت تقضي باغتيال القيادي في مجموعة "عرين الأسود"، الشهيد وديع الحوح (31 عاما)، وليس اعتقاله.
وكشفت التقارير بأن قناصة وحدة النخبة في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي (سييرت متكال)، شاركت في العملية العسكرية فى البلدة القديمة في نابلس، وذلك إلى جانب 140 جنديا في الجيش الإسرائيلي، ووحدة العمليات الخاصة في الشرطة والشاباك.
وأكد مسؤولون رفيعو المستوى في أجهزة الأمن الإسرائيلية أن الهدف الرئيسي للعملية العسكرية العدوانية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في نابلس، الليلة الماضية، كان اغتيال الشهيد الحوح، الذي تصفه إسرائيل بأنه قائد مجموعة "عرين الأسود" التي تتخذ من البلدة القديمة في نابلس معقلا لها.
وادعت أجهزة الأمن الإسرائيلية ، بحسب هيئة البث الإسرائيلي "كان 11"، أن الشهيد الحوح كان مسؤولا عن التسليح وتصنيع عبوات ناسفة لاستخدامها في عمليات تستهدف القوات الإسرائيلية والمستوطنين في منطقة نابلس، كما زعمت أن العملية في نابلس أسفرت كذلك عن تصفية قائد ميداني في مجموعة "عرين الأسود" (لم تسمه).
وقتل الجيش الإسرائيي خلال العملية العسكرية كل من مشعل زاهي أحمد بغدادي (27 عاما) وحمدي صبيح رمزي قيم (30 عاما) وعلي خالد عمر عنتر (26 عاما) وحمدي محمد صبري حامد شرف (35 عاما)، بالإضافة إلى الشهيد الحوح القيادي البارز في مجموعة "عرين الأسود".
وقالت القناة إن الجيش الإسرائيلي نجح في تصفية خمسة من قيادات المجموعة، هم بالإضافة إلى الحوح، كل من الشهيد محمد العزيزي (22 عاما)، والشهيد عبد الرحمن صبح (29 عاما)، والشهيد إبراهيم النابلس (22 عاما)، والشهيد تامر الكيلاني (33 عاما)، علما بأن التقارير تؤكد بأن المجموعة التي تكوّنت مؤخرًا في نابلس تضم ما يتراوح بين 25 و30 ناشطا.
ونقلت "كان 11" عن مصادر في أجهزة الأمن قولها إن منطقة القصبة في البلدة القديمة في نابلس أصبحت منطقة مهملة وأن الاعتقالات التي قامت بها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة استهدفت مقاتلين في "عرين الأسود" "لم تكن كافية بالنسبة لإسرائيل".
وأشارت تقديرات أجهزة الأمن إلى أن شبانا فلسطينيين سيحاولون تنفيذ عمليات "انتقامية" تستهدف عناصر إسرائيلية ومستوطنين في الضفة، ردا على التصعيد الإسرائيلي الأخير والهجوم الأخير على نابلس، معتبرة أن "الساعات القليلة القادمة تعتبر حساسة" في هذا الإطار.
وشددت أجهزة الأمن على أنه لم يتم تبادل إطلاق نار بين جنود إسرائييلين وأجهزة أمن السلطة الفلسطنية في نابلس أمس، خلافا لما تم تداوله بعد بدء الهجوم على نابلس والذي استمر نحو 4 ساعات، استخدمت خلال قوات الجيش الإسرائيلي صاروخ "ميتادور" لتدمير المنزل الذي تواجد فيه الشهيد الحوح، بالإضافة إلى مُسيرات هجومية.
وظهرت جماعة "عرين الأسود" منذ حوالي عام في نابلس حيث يتم وضع ملصقات للشهداء من مقاتلي المجموعة في جميع الشوارع الضيقة للبلدة القديمة وسوقها، وجميعهم تقريبا شبان يحملون أسلحتهم الآلية ومعداتهم القتالية؛ ويحظى أعضاء المجموعة بمكانة كبيرة في الشارع الفلسطيني.
وجماعة "عرين الأسود" ليست مرتبطة بالفصائل الفلسطينية الرئيسية أو السلطة الفلسطينية التي حاولت "احتواءها"، وليس لدى المجموعة أي أهداف سياسية بخلاف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بما ذلك مواجهة اعتداءات المستوطنين ومواجهة قوات الاحتلال.
ولا توجد معلومات موثوقة عن عدد أفراد المجموعة، غير أن مصادر في البلدة القديمة في نابلس، تشير إلى أنها ربما تضم 25 أو 30 مقاتلا، علما بأن المجموعة تشكل مصدر إلهام في جميع أنحاء الضفة وتحظى بعدد كبير من المؤيدين والمناصرين، وانتشرت شعبيتها بسرعة كبيرة خلال الأشهر الماضية.
وفي ظل الدعم الشعبي الواسع لـ"عرين الأسود" في نابلس، حاولت السلطة الفلسطينية، التي تبذل جهودا للتحرك بهدف ما تقول إنها "مساع للحفاظ على الاستقرار"، شراء أسلحة "عرين الأسود" أو دمجها في القوات الأمنية التابعة للسلطة، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز"، لكن دون أن تحقق نجاحا يذكر، وفقا لما ذكره محافظ نابلس، إبراهيم رمضان.