خشية فلسطينية من عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة

انطلاق أعمال القمة العربية الـ31 في الجزائر 3.jpg

عبر مسؤولون فلسطينيون عن خشيتهم من عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة على رأس واحد من أكثر الائتلافات ميلا إلى اليمين في تاريخ إسرائيل، حيث يمهد ذلك لمزيد من التصعيد في الصراع مع إسرائيل.

ويأتي فوز نتنياهو المرجح في الانتخابات التي أجريت يوم الثلاثاء في ظل أعنف موجة عنف منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين، الذين تبدو آمالهم في إقامة دولة أبعد عن تحقيقها من أي وقت مضى وسط تعثر مساعي السلام في الشرق الأوسط.

وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من مئة فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة هذا العام، بينما أدت سلسلة من الهجمات القاتلة نفذها فلسطينيون في الشوارع إلى مقتل 20 في إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية.

وقال مسؤولون فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة إن الاتجاه القومي المتطرف لائتلاف نتنياهو المحتمل، والذي يضم إيتمار بن غفير الذي دعا ذات مرة لطرد الفلسطينيين، أثار مخاوف من تصاعد التوتر.

وقال بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لرويترز "لا شك أن النتائج التي ستأتي بمثل هذا الائتلاف ستزيد من السلوك العدائي حيال الشعب الفلسطيني وستضيف المزيد من التطرف على إجراءات الاحتلال".

وأضاف "الانتخابات تعكس الواقع الحقيقي في إسرائيل وهي تذكية (زيادة) الاتجاه اليميني الأكثر فاشية في إسرائيل".

وقال "ستكون حكومة مستوطنين بشكل كبير وبدون شك نتيجة هذا التشكيل الحكومي ستزداد الحالة  العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والتطرف في الإجراءات التي يمارسها الاحتلال. نحن نعتقد على المجتمع الدولي أن يتدخل من أجل مقاطعة هذه الحكومة التي فيها إرهابيين لا يقلوا عن أي تنظيمات إرهابية موجودة في أماكن أخرى في العالم".

وأشار إلى أن "الوحدة الفلسطينية مطلوبة لمواجه مخاطر العدوان الإسرائيلي".

وتوقعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي خاضت عدة معارك أمام إسرائيل على مدى العقد الماضي، أن تعني النتائج المزيد من العنف المحتمل.

وقال حازم قاسم المتحدث باسم حماس لرويترز "واضح أنه هناك مزيد من الانزياح نحو اليمين الأكثر تطرفا في المشهد الإسرائيلي، وهو ما يعني تصعيد في العدوان ضد شعبنا".

وأضاف "نتنياهو تزعم حكومات شنت أكثر من حرب على شعبنا الفلسطيني .. وجود الشخصيات الأشد تطرفا يعني أننا سنواجه مزيدا من الإرهاب الصهيوني".

"لا سلام"

رفض متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تمارس سلطته الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا على البلدات والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية، التعليق على النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية، قائلا إنهم سينتظرون النتيجة النهائية.

ومع توقف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، أجرى الجانبان اتصالات هذا العام، حيث التقى عباس وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس لتهدئة التوترات وتنسيق الإجراءات الأمنية.

وفي سبتمبر أيلول، رحب الرئيس عباس بدعوة رئيس الوزراء يائير لابيد لحل الدولتين ووصفه بأنه تطور إيجابي. وعلى النقيض من ذلك، عارض نتنياهو دوما إقامة دولة فلسطينية.

وقالت ريهام عودة، المحللة السياسية الفلسطينية في غزة، إن عملية السلام والسلطة الفلسطينية، على وجه الخصوص، سيكونا أول الخاسرين بسبب عودة نتنياهو، مشيرة إلى "العداء الشخصي (من جانب نتنياهو) لرئيس السلطة محمود عباس ومعارضته لحل الدولتين".

وأضافت "مع نتنياهو الشعار سيكون، لا سلام، لا لحل الدولتين، مزيد من الاستيطان، والتركيز سيكون على إيران".

وقالت لرويترز "التحدي الأكبر لنتنياهو سيكون استعادة الهدوء في الضفة الغربية ومواجهة المقاومة الفلسطينية المتصاعدة وحماية المستوطنات والمستوطنين".

قال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون إن القوات الاسرائيلية قتلت يوم الأربعاء فلسطينيا بالرصاص بعدما يشتبه بأنه حادث دهس عند نقطة تفتيش بالضفة الغربية المحتلة أدى إلى إصابة جندي بجروح بالغة.

وقال يوسف خطاب، وهو مخرج تلفزيوني وإعلامي في غزة "لن يجني الفلسطينيون شيئا من هذه الحكومة إلا الحرب والدمار والقتل وسفك الدماء وتدمير البيوت وتجريف الأراضي ومزيدا من المستوطنات على حساب الفلسطينيين".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - من نضال المغربي وعلي صوافطة (رويترز)