سباق التطرف في إسرائيل يتطلب خطة استراتجيه برؤيا وطنيه

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله.webp
  • المحامي علي ابوحبله

الحركة الصهيونية في مفهومها  هي ظاهرة استعمارية ، قامت على الغزو والفتح  والاضطهاد كما أثبت تاريخها، وكل مفكريها المؤسسين وسياسييها اللاحقين وضعوا الاستعمار والغزو كأولوية لتحقيق أهدافهم وجنونهم في آن معا.

وإذا كان الغزو الصهيوني لفلسطين، احد مشتقات الغزو الأوربي الاستعماري لـ «القارات الثلاث» فانه أضاف للاستعمارية الكلاسيكية بعدا لاهوتيا جديدا يجعل من فلسطين الأرض التي وعد الله بها «الشعب اليهودي» فالصهيونية استعمار استيطاني خاص يقيم الغزو على أساس الدين  والسلالة وبشكل أوحد على أساس الامتياز العنصري. وهكذا تتلخص في فكرة الاستيطان عناصر الفاشية جميعها، وحدة الأرض والعرق والتمييز العنصري والإبادة.

ووفق هذا التعريف يتسابق القادة الإسرائيليون في خطاباتهم نحو التطرف بشكل دائم تجاه الفلسطينيين في محاولة لإرضاء القوى اليمينية الحريدية والصهيونية المتطرفه  التي يقودها ايتمار بن غفير  التي تسيطر على الكنيست

ولا يترك القادة الإسرائيليون في الحكومة أو المعارضة مناسبة إلا ويتحدثون فيها عن زيادة الاستيطان أو إقامة "الهيكل" أو يشنون هجوماً على العرب والفلسطينيين، كأن شعار هؤلاء الساسة "تطرف أكثر" لتنال رضا الجمهور الإسرائيلي.

فإلى أين سيقود هذا التطرف الحكومة الإسرائيلية؟ ولماذا يتسابق الساسة الإسرائيليون نحو التطرف دائماً؟ وكيف تساعد تشكيلة الحكومة الإسرائيلية  القادمة على التطرف دائماً؟

زعيم اليمين الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والذي يُرجَّح أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبلة، "سيكون أشد خطورة" على الفلسطينيين في ولايته المرتقبة، ولا سيّما أن "الضمانة الوحيدة" لحكومة مستقرة تكمِل فترة ولايتها، هي "تلبية طلبات حلفائه الطبيعيين"، لذا "سيكون من السهل ابتزازه أيضا".

وأظهرت النتائج النهائية، والتي صدرت أمس الخميس، بعد فرز 100% من الأصوات،  حصول معسكر نتنياهو، على 64 مقعدا في الكنيست الـ25، في حين أظهرت النتائج أن حزب "ميرتس" فشل نهائيا في تجاوز نسبة الحسم وبات خارج البرلمان الإسرائيلي.

وحظي التجمع الوطني الديمقراطي بثقة نحو 138 ألف ناخب عربي، غير أنه لم ينجح في تجاوز نسبة الحسم، في حين حصل تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مع الحركة العربية للتغيير على نحو 179 ألف صوت، وحصلت القائمة الموحدة - الإسلامية الجنوبية، على 194 ألف صوت. وحصل حزب ميرتس على 3.16% من أصوات الناخبين علما بأن نسبة الحسم هي 3.25%، واحتاج الحزب الذي يخسر تمثيله في الكنيست لأول مرة منذ العام 1992، إلى نحو 5 آلاف صوت لتجاوز نسبة الحسم. وحصل حزب العمل على نحو 176 ألف صوت والتي ترجمت بأربعة مقاعد.

وبلغت نسبة التصويت العامة في إسرائيل مع إغلاق صناديق الاقتراع 70.6%، بحسب المعطيات التي صدرت ، عن لجنة الانتخابات المركزية، إذ صوّت 4,793,641 ناخبا من أصل 6,788,804 أصحاب حق اقتراع. وبلغت المغلفات اللاغية نحو 30 ألفا.

 نتائج الانتخابات  للكنيست الإسرائيلي أل 25 أفرزت   معطيات جديدة تدلّ على جوهر وحقيقة إسرائيل  ، وجنوح المجتمع  الصهيوني الإسرائيلي  نحو اليمين والمواقف المتطرفة تجاه القضية الفلسطينية، ونحو المزيد من النزعات العنصرية والاستعلائية". "وهذه  النتائج تجسد بالأساس تحالف الصهيونية الدينية الذي يضم الجناح المتطرف من التيار القومي الديني وأتباع الحاخام مئير كهانا، إلى درجة فوزه بمكانة الحزب الثالث في الكنيست، ومؤثر في  تشكيل  الحكومة الإسرائيلية المقبلة". وهذا يدلل على وصول عناصر سياسية متطرفة إلى وزارات مرتبطة بالأمن والشرطة والاستخبارات، مما  ينطوي على مخاطر تتهدّد  الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية

وتتطلب رؤيا وخطة فلسطينية؟ للتعامل مع واقع إعادة إنتاج التطرف الذي أفرزته انتخابات الكنيست ، وأن الاعتماد على البعد الدولي والإقليمي "مبالغ فيه"، وعليه يجب أن يعتمد الفلسطينيون على أنفسهم من خلال خطة "في مقدمتها المحافظة على فلسطين التاريخية والعودة إلى حركة تحرر وطني تقاوم الاحتلال وتريد الحرية، وعدم القبول بالحلول المرحلية".

 

" الفلسطينيون  أمام خطر حقيقي . وقد يكون خطرًا أشدّ ممّا مثلته الحكومة الإسرائيلية السابقة. ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن بنيامين نتنياهو سيكون في ولايته الحالية كرئيس للحكومة أشد خطورة أوّلا، وثانيا؛ سيكون أكثر حاجة إلى حكومة مستقرّة تكمل كل ولايتها القانونية لو كان بإمكانها ذلك". وهذا كله على حساب أمن وسلامة الفلسطينيون الأمر الذي يتطلب خطة استراتجيه برؤيا وطنيه تستند إلى  إحداث تغيرات داخليه  من خلال ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لمواجهة التطرف الصهيوني

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت