أجّل معهد "غوته" الثقافي الألماني في تل أبيب فعالية كان يعتزم إقامتها الأربعاء 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إثر انتقادات وجهتها الخارجية الإسرائيلية اعتبرت فيها أن مقارنة "الهولوكوست" بـ"النكبة" تمثل "إهانة صارخة" تهدف إلى "تشويه سمعة إسرائيل".
هذه الفعالية تنظمها مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" التابعة لحزب اليسار الألماني "دي لينك"، وكان المعهد يعتزم إقامتها لإحياء ذكرى "ليلة البلور" بعنوان "فهم ألم الجانب الآخر: الهولوكوست والنكبة وثقافة الذاكرة الألمانية"، وفق قناة "كان" العبرية الرسمية مساء الثلاثاء.
و"ليلة البلور" (ليلة الزجاج المكسور) مصطلح يستعمل للإشارة إلى اعتداءات نفذها النازيون ضد مصالح ومنازل يهود في ألمانيا يومي 9 و 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1938.
وأعربت الخارجية الإسرائيلية، في بيان، عن "صدمتها واشمئزازها" مما اعتبرت أنه "ازدراء المحرقة (الهولوكوست) وإهانتها الصارخة لتشويه سمعة إسرائيل"، وطالبت جميع الأطراف المعنية بـ"إلغاء الحدث المشين"، على حد قولها.
كما هاجم مركز "شمعون فيزنتال" الحقوقي اليهودي (غير حكومي مقره الولايات المتحدة) بشدة أمسية إحياء ذكرى "ليلة البلور" في معهد "غوته"، وفق قناة "كان".
وقال الحاخام أفراهام كوبر من المركز، الثلاثاء، إنه "من المخزي أن يتحدث أي ألماني عن الهولوكوست والنكبة في الوقت نفسه".
وتابع: "لا حرج في دراسة مشاعر الفلسطينيين، لكن ربط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال بـ"الحل النهائي" لألمانيا النازية، التي قتلت 6 ملايين يهودي بريء، بينهم 1.5 مليون طفل، هو إهانة فظيعة لذكرى الهولوكوست ولدولة إسرائيل وللناجين من الهولوكوست".
ومصطلح "الحل النهائي للمسألة اليهودية" هو تعبير استخدمه قادة ألمانيا النازية في إشارة إلى القتل الجماعي لليهود في أوروبا.
وقال معهد "غوته" على موقعه الإلكتروني إنه "بعد 75 عاما تقريبا من إنشائه (عام 1951)، لا تزال الذاكرة في إسرائيل منطقة مثيرة للجدل سياسيا".
وأضاف: "يركز اليهود على الهولوكوست، بينما يركز الفلسطينيون على العام المصيري عام 1948، عندما فر مئات الآلاف من الضحايا وطردوا على يد مقاتلين يهود- المعروف بالعربية بالنكبة".
وفي 1948 أقيمت دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.
وأفاد المعهد وهو (حكومي) بأنه "بعد التشاور مع المتحدثين (في الفعالية) تقرر تأجيل الأمسية إلى الأحد 13 نوفمبر 2022".