- معتز خليل
مع استشهاد معظم قادتها في أعقاب عمليات الاحتلال العسكرية في نابلس ورام الله ، فضلا عن انضمام بعض من أفرادها لصفوف قوات الأمن الفلسطينية ، بات من الواضح أن هناك فراغا بالشارع الفلسطيني جراء انخفاض مستوى عمليات تنظيم عرين الأسود ، الآمر الذي بات واضحا عبر منصات ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمتعددة.
وقد نشرت جهات مسؤولة في هذا التنظيم إعلانات رسمية بصورة تكاد تكون شبه يومية من خلال قنواته على مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعت هذه الإعلانات حشد مئات الآلاف من المتابعين.
كان لافتا أن الكثير من المتابعين تفاعلوا مع هذه الإعلانات بل وخرجوا للقيام بأنشطة تفاعلية أخرى دعما لهذا التنظيم ، ومن هذه الأنشطة على سبيل المثال حرق الإطارات.
اللافت أن قوات الاحتلال طاردت أيضا هذه الإعلانات وقامت باعتقال بعض من عناصر تنظيم الأسود أو من القيادات العسكرية للتنظيم ممن رفضوا الانضمام للقوات الأمنية او وقف نشاطهم ، الأمر الذي أدى إلى صمت هذه القنوات.
ما الذي يجري
يمر تنظيم عرين الأسود ومعه بعض من أعضاء التنظيمات الأخرى بحالة من التحدي الأمني الدقيق ، حيث تشير النتائج الواقعية على الأرض إلى أن التنظيم خسر الكثير من قياداته "المؤثرة" ، وهو ما بات يمثل أزمة كبيرة له ولبقية عناصره الفعالة أو المؤثرة.
وبادرت بعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى التساؤل... أين تنظيم عرين الأسود؟
ومع تكرار هذه التساؤلات وبالأمس فقط وبعد الصمت لأكثر من أسبوع ، أصدرت عرين الأسود إعلانًا قصيرًا على قناتها الرسمية كان مفاده: ما زلنا هنا.
والواضح أن التنظيم يواجه تحديات استراتيجية مهمة ودقيقة تتمثل في :
1- غياب قائد قوي للتنظيم ....والتاريخ يشير إلى أن أي تنظيم فلسطيني تحديدا سريعا ما يفقد قوته ورونقه حال عدم وجود قائد له ، واستمرار حركة فتح او حماس او الجهاد الإسلامي أو الجبهة الشعبية تحديدا هو خير دليل على ذلك
2- غياب حاضنة قوية رسمية تستطيع احتضان النظيم عسكريا ...وبات من الواضح أن السلطة الفلسطينية ترغب في احتضان "عناصر" التنظيم في صفوفها أمنيا فقط دون أي احتضان أمني أو عسكري تمنعه قوانين التنسيق ومبادئ العمل السياسي الفلسطيني الرسمي.
3- امتلك التنظيم شعبية بارعه وكبيرة في عموم فلسطين بل والعالم العربي أيضا ، غير ان هذه الشعبية بدأت تخفت مع استمرار سكون وهدوء التنظيم
توقعات مستقبلية
بات من الواضح ان النظيم يعاني من أزمة ، ولا يمكن لنموذج فتح الثورة او حماس أن يتكرر من جديد ، خاصة وأن الظروف السياسية تعاند التنظيم كثيرا ، سواء على الصعيد العملياتي أو حتى الاستراتيجي. وكان لافتا أن الكثير من سكان نابلس تحديدا يعانون من سياسات أو تداعيات العمليات التي يقوم بها عرين الأسود ، اقتصاديا .
وقامت قوات الاحتلال بفرض إغلاق شامل كامل على المناطق الفلسطينية التي ينشط عناصر عرين الأسود بها ، الأمر الذي أدى إلى نمو غضب شعبي بصورة أو بآخري ضد عرين الأسود ، ومهما كان حجم التعاطف والتأييد لعمليات وسياسات عرين الأسود ، فإن حجم التأييد والدعم الشعبي يتأثر بصورة أو بأخرى بالاحتياجات اليومية ، وفرض سياسات الإغلاق وما يتبعها من أزمات اقتصادية تؤثر على سلوكيات الدعم الإنساني لذلك التنظيم او غيره.
عموما وحتى مع خفوت نشاط تنظيم عرين الأسود ، بات من الواضح أن هذه الشاكلة من التنظيمات وعمرها الافتراضي سيتأثر دوما بالأوضاع الاقتصادية ، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة برمتها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت