- د. طلال الشريف
دول العالم في غالبيتها كمثال دول الاتحاد الاوروبي وانسحاب بريطانيا المبكر منها، وليس فقط العرب وأسيا وافريقيا كمثال أيضا مجالس مثل التعاون الخليجي وحالة قطر في العقد الماضي والاتحادات الاسيوية والافريقية وهلم جرا.. كانت كعوامل استقرار وتعاون، وتعاني الآن من أنواع شتى من الانقسامات الداخلية والبينية وتصدع الاتحادات التي نتجت عن حالة الاستقرار أيام الحرب الباردة .
ظهور عامل التشظي والفوضى بعد الفجوة الرقمية وظهور مضاعفات مركزة رأس المال أي العولمة (خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وغياب الإتزان الدولي الذي استمر بوجود ثنائية القطبية بعد الحرب العالمية الثانية) هذا العنصر أي انتصار الرأسمالية وتعميم العولمة كان سببا رىيسيا للفوضى الدولية وتفكك مشروعات الوحدويات الأقليمية والدولية وبهتان دور الوحدات الدولية كالأمم المتحدة وسيطرة ركائز العولمة كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية التي جذبت أيضا الفيفا والأمم المتحدة لمراكز وركائز سيطرة الولايات المتحدة في الحقبة الماضية قبل الحرب الأوكرانية... أي
رأينا في العقدين الماضيين نتيجة العولمة حالة تفكك مشاريع الوحدة والمساندة بين دول في شكل منظمات واتحادات ميزت حقبة الحرب الباردة ..
ما بعد الحرب الباردة دخلت كثير من الدول في حروب أهلية وخلافات إثنية وعرقية ودينية كان مظهرها الأوضح في الشرق الأوسط العراق وأمريكا اللاتينية وحروب داخلية لدول نتجت عن تفكك الاتحاد السوفييتي والاتحاد اليوغسلافي في اوروبا كالبوسنة والهرسك وصربيا وأذربيجان وأرمينيا.
رأينا وقبل الحرب الأوكرانية مباشرة صراعات على مناطق الغاز المكتشفة في البحر الأبيض ومحاولات تركيا واسرائيل الهيمنة والاستيلاء عليها عبر تدخلات القوة والسيادة والسيطرة وتوتر علاقات المتوسط.
رأينا أجندة إيران العقائدية العاملة منذ أكثر من عقدين في دول الوطن العربي وتمكن نفوذها في دول خمس على الأقل والقائمة مستمرة بعلاقات مع دول عربية أخرى وبعض دول أفريقيا.
الآن نحن، أي العالم كله في حالة أو مرحلة "هز غربال العولمة" التي بدأت نظريا كمقدمة في الربيع العربي الشرس والتدخلات الخارجية في منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية والتي بها مخزون هائل للطاقة والغاز والبترول وهي مرحلة دموية حادة دمرت دول مثل سوريا واليمن وليبيا ومازالت ذيولها قائمة في تلك الدول، وبعدها دخلنا عمليا وهو الأهم في مرحلة " هز الغربال" بحرب اوكرانيا التي هي في طريقها للتوسع كحرب عالمية ثالثةسولء كانت تقليدية أو نووية وسينتج عنها نظاما جديدا لا ندري ماهيته، وهل تعيد تلك الحرب الثنائية أو الثلاثية القطبية أم ستؤدي إلى حالة جديدة لا نعرفها بعد، ولا ندري أين سيذهب العالم بعدها، وكيف سيصبح نمط تلك العلاقات الدولية الناتجة عنها وهل ستبقى حالة عدم الاستقرار لدى الجميع بعد مرحلة هز الغربال....
في آسيا لازالت الحالة غامضة في افغانستان ودخول الفوضى قبل أيام في باكستان بعد محاولة اغتيال عمران خان على خلفية العلاقة مع الصين، وخلط الاوراق مازال في أوله مع الحرب الأوكرانية في الكوريتين وخشية الولايات المتحدة من إستعادة الصين لجزر تايوان .
- مؤشرات أولية في البرازيل بعودة دي سيلفا للحكم وانتخابه من جديد نقطة بارزة للتغيير الدولي.
- البريكست تتطور وتتقدم وتنضم او تطلب الانضمام لها دول هامة في المنطقة وهي نواة قوية تشكل محور هام في التغيرات القادمة.
- الملاحظ الهامة التي يجب الانتباه إليها أن حرب أوكرانيا حتى الآن بخسائرها ودمار منشآتها وخسائرها البشرية والعسكرية مازالت في حيز الإتحاد السوفييتي السابق جغرافيا وعسكريا وأوروبا تدفع ثمن كبير دون قصف أي دولة أوربية أخرى أو دول من تحالف الناتو ولم يقتل عسكري واحد أو يصاب من هذه الحرب الدائرة ونجد أن أوروبا أصبحت على حافة الهاوية وهزمت اقتصاديا فما بالك لو تم قصف دولها ومدنها ومنشآتها وجيوشها بتطور الحرب.
- في ايطاليا تغير بارز بتقلد اليمين للحكم .
- خلاقات تتعمق بين دول أوروبا ومؤشرات تغيير المواقف وقد تصل لتغيير تحالفات حرب أوكرانيا إذا ما توسعت لحرب عالمية، وهل سنرى تحالف ألماني أو فرنسي أو كليهما أو آخرين مع روسيا والصين وكوريا الشمالية في حرب عالمية ثالثة؟!!
العرب وخاصة القضية الفلسطينية الأكثر تضررا دائما عند أي تغيير في السياسات الدولية، فهل ستبقى الخسارة متواصلة حتى في هذه التغيرات الدولية وهذا الانتفاض الفلسطيني المتواصل في الضفة الغربية؟ سؤال وتحدي لكل الفلسطينيين وخاصة المنقسمين كيف تديرون السياسة في بلادكم وقضيتكم؟ وكذلك كيف تدير اسرائيل السياسة وعلاقاتها بأطراف النزاعات ومرحلة هز الغربال؟ قراءات مستمرة يجب على الفلسطينيين فهمها لتغيير حالة الخسارة الدائمة مع كل تغيير في السياسة الدولية إلى مكاسب فلسطينية ولو مرة واحدة، فهل من ذكاء وعبقرة ووحدة هذه المرة ؟؟؟ ...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت