كلف الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، بشكل رسمي، يوم الأحد، رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة المقبلة، بعد حصوله على دعم 64 من أعضاء الكنيست.
وقال هرتسوغ إنه "لا يستهين حيال المحاكمة بمخالفات فساد الجارية ضد نتنياهو". مضيفا " أعلم أن هناك قضايا جنائية لكن المحكمة العليا أعطت رأيًا قانونيًا لا يمنعه من تشكيل حكومة".
وقال نتنياهو إن "الشعب حسب بوضوح أنه يريد حكومة برئاستي".
وأضاف " بعون الله ستكون هذه حكومة ناجحة ومسؤولة ومتفانية ومستقرة تعمل لصالح مواطني إسرائيل". وفق تعبيره
وتابع نتنياهو:" نحتاج لمزيد من اتفاقيات السلام لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي .. أؤكد ليست إسرائيلية - فلسطينية لكن ستكون جزءًا منها".
وقال " انهاء الصراع مع العرب سيكون مقدمة لإنهاءه مع الفلسطينيين".
كما قال نتنياهو: "أنا متحمس جدًا وكأنني استلم الحكومة كما أول مرة قبل 26 عامًا".
وسيكون أمام نتنياهو 28 يوما لتشكيل الحكومة، وفي حال لم يتمكن من ذلك خلال هذه الفترة، سيتم هذه المهلة بـ14 يوما آخر، وذلك بموجب القانون.
وقرر نتنياهو، تأجيل تنصيب حكومته السادسة، وسط خلافات بين كتلة اليمين والأحزاب المشاركة في الائتلاف على العديد من الملفات والقضايا.
والخلافات المركزية في المفاوضات الائتلافية بين نتنياهو وبين رئيس الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، ورئيس حزب شاس، أرييه درعي، يتعلق بالحقائب الوزارية التي سيحصل عليها الأخيران. لكن في هذه الأثناء، جرى الاتفاق فيما بينهم على شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية وتشديد "إنفاذ القانون" على البناء الفلسطيني في المناطق ج في الضفة الغربية ، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس".
وأضافت الصحيفة أنه تمت الموافقة على مطلب سموتريتش بتزويد بنية تحتية للعديد من البؤر الاستيطانية، وذلك بواسطة تشريعات قانونية.
وطالب رئيس حزب "عوتسما يهوديت" الفاشي، إيتمار بن غفير، الذي يتوقع أن يتولى حقيبة الأمن الداخلي، بتوسيع صلاحياته الوزارية، وبضمن ذلك نقل المسؤولية عن القرى البدوية مسلوبة الاعتراف في النقب من وزارة الداخلية إلى وزارته. ويتوقع أن تؤدي خطوة كهذه إلى تزايد التوتر في القرى مسلوبة الاعتراف، ما يطرح احتمال نقل هذه المسؤولية إلى مكتب رئيس الحكومة.
وأبلغ حزب شاس نتنياهو، اليوم، بأن رئيسه أرييه درعي، المدان بمخالفات فساد خطيرة، معنيّ بتولي حقيبة المالية. وليس واضحا بعد إذا كان نتنياهو سيستجيب لطلب درعي، بسبب إمكانية تعيين سموتريتش في هذه الحقيبة.
وفي أعقاب قرار درعي، قالت مصادر في الصهيونية الدينية إن "سموتريتش هو وزير الجيش الإسرائيلي القادم"، وفقا لموقع "واينت" الإلكتروني.
وأضافت المصادر نفسها أن الصهيونية الدينية ستطالب بحقيبتي التربية والتعليم والأديان، إلى جانب "اتفاقيات ائتلافية مفصلة"، خلافا لموقف نتنياهو. "وتابعوا أنه "سنطالب باتفاقيات تتعلق بالميزانية من أجل ضمان إعادة الأمن الشخصي، إصلاحات في جهاز القضاء، تسوية (أي شرعنة) الاستيطان وتعزيز الهوية اليهودية للدولة".
وأوصى 64 عضو كنيست من أحزاب اليمين والحريديين – الليكود والصهيونية الدينية وشاس و"يهدوت هتوراة" – بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، بيد أنهم شككوا في إمكانية تنصيب الحكومة وعرضها على الكنيست يوم الأربعاء المقبل، وذلك بسبب الخلافات بين الأحزاب التي ستشكل الائتلاف.
وأفادت الإذاعة العبرية الرسمية "كان"، بأن نتنياهو قرر تأجيل موعد تنصيب الحكومة الذي كان مقررا إلى نهاية الأسبوع الحالي، على أن يكون الموعد الجديد في الأسبوع المقبل.
وعزت الإذاعة هذا التأجيل إلى الخلافات داخل الأحزاب التي ستشكل الائتلاف في قضايا تتعلق، بالجهاز القضائي والمحكمة العليا، وتوزيع الحقائب الوزارية، وقضايا الدين والدولة، والميزانيات للمدارس الحريدية.
وبسبب هذه الصعوبات والخلافات وتباين المواقف بالمفاوضات الائتلافية تخلى نتنياهو عن توجهه عرض الحكومة الجديدة على الكنيست هذا الأسبوع، على أن تعرض حكومته على الكنيست في الأسبوع المقبل في حال تم تجاوز النقاط الخلافية بين مركبات الائتلاف الحكومي.
يأتي ذلك، فيما وجهت مصادر في حزب "الصهيونية الدينية" الذي يطالب باتفاق ائتلاف مفصل، انتقادات إلى نتنياهو، وذلك بزعم أنه يعاملهم باستهزاء واستخفاف، حيث يسعى لاعتماد سياسة "فرق تسد"، بحسب تعبيرهم.
وفي المقابل، أعلن رئيس حزب "يهدوت هتوراة"، يستحاق غولدكنوبف عن تقدم ملموس في المفاوضات مع الليكود، لكنه أكد أن الحزب متمسك بمطالبه في الأمور المبدئية من بينها "فقرة التغلب" التي تسمح المضي في تطبيق قانون ما حتى وإن اعتبرته المحكمة العليا غير دستوري، ومساواة ظروف العمل لموظفي سلك التعليم بالمدارس الحريدية مع الموظفين في سلك التعليم الرسمي الحكومي.
وتتمحور الخلافات بين مركبات الائتلاف الحكومي حول توزيع الوزارات الحكومية، حيث تشير التقديرات إلى أن حزب الليكود يتجه للاحتفاظ بوزارة الأمن لديه، وذلك في ظل إصرار تحالف "الصهيونية الدينية"، على تولي بتسلئيل سموتريتش، حقيبة الجيش، فيما يطالب حزب "شاس" بالحصول على وزارات المالية، والداخلة، والأديان.
وفي وقت الذي يكلف هرتسوغ نتنياهو تشكيل الحكومة، يتوقع أن يعقد، هذا الأسبوع، لقاء بين قادة أحزاب المعارضة المستقبلية، بدعوة من رئيس حزب "يش عتيد"، يائيرلبيد.
ويتوقع أن يشارك في هذا اللقاء كل من رئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، ورئيس "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، ورئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، ورئيس القائمة الموحدة، منصور عباس. علما أنه لم توج دعوة إلى تحالف الجبهة والتغيير برئاسة أيمن عودة.