- حسن عبادي/حيفا
عقدت رابطة الكتاب الأردنيين يوم الأحد 13.11.2022 ندوتها الدورية المخصصة لمناقشة الأعمال الأدبية لأسرى يكتبون خلف القضبان، وجاءت الندوة السادسة والعشرون لتناقش كتاب "حروف من ذهب" للأسير قتيبة مسلم.
أدار اللقاء الأستاذ محمد أبو علي من مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمّان، وبحضور عدد من أعضاء الرابطة، وشارك فيها نخبة من الكتاب متحدثين عن الكتاب عبر تطبيق زوم، وهم: الروائي حسن المصلوحي، والأديب وليد الهودلي، والكاتبة صفاء أبو خضرة، والناقد رائد الحواري وكلمة لشقيق الأسير نسيم مسلم والمحامي الحيفاوي حسن عبادي.
بدأ مدير الندوة كلامه وقدم شرحا موجزا عن سيرة حياة الأسير وإنجازاته الأدبية وتناول نبذة عن الكتاب مبديًا إعجابه به وأكّد أنّ الكتابة فعل إنساني وتحدّي ومواجهة حتميّة يوميّة.
بدايةً كانت مداخلة للروائي المغربي حسن المصلوحي وجاء فيها: "حروف من ذهب، ستة وستون نصا نثريا أو خاطرة اهتجس بها الكاتب فأسالها بين أنياب الأسر صريحة شفافة، صارخة وحالمة... وحسنا فعل، أن جعل من تلك الجراح والعواطف مشتركا ومشاعا، عشته أنا من هنا من المغرب ويعيشه الآخر من كل سهل وفج عميق... وههنا معجزة الكتابة؛ فهي الوحيدة الكفيلة بأن تجعل من صاحبها عابرا للحدود والجسور والمعابر البلهاء."
وفي قراءة موسعة للكاتبة صفاء أبو خضرة عنونَتها "حروف من دحنونٍ ومرمر" وجاء فيه "كيفَ يُمكن لنصّ أن يمنحنا حياةً جديدة، نصٍّ خرجَ مخبوزاً بنكهة الحُرية والأمل والشُّموس المُتطلّعةِ صوبَ الأُفقِ البَعيد..؟
ابتداءً من الإهداء نجدُ الأثر الذي يجذبنا نحوَهُ الكاتب قتيبة مسلم، ولن أقول الأسير؛ لأننا أمام كاتبٍ لهُ أجنحة أراها تخرجُ به من عتمة الزنزانة ليلاً تُحلّقُ فيه في سماءٍ عالية ليتنشق رائحة البلاد، رائحة اللوز والياسمين، يُسلّمُ على أحبتهِ من بعيد يُداعبُ أحلام أطفالهِ ويعود هانئاً بالشعر.."
وفي مداخلة للناقد رائد الحواري تناول دور المرأة في الكتاب وجاء فيها: "دائما المرأة تمثل الملاذ الذي يلتجئ إليه الكاتب، كحال الطبيعة، الكتابة، التمرد... الفكرة واضحة، لكن استخدام الكاتب لألفاظ بيضاء وناعمة: "الطالعة، نهر، الجنة، العين، ضوء، الشمس، نجمة، السماء، الياسمين، صدرك" يؤكد الأثر الناعم الذي تتركه المرأة فيه وفي القارئ على حدّ سواء".
وفي مداخلة للأديب والأسير المحرّر وليد الهودلي أكّد أنّ هناك ملاحقة ساخنة متوحّشة في السجون لأنّ القلم الفلسطيني يشكّل خطر شديد وتحدّي كبير للسجان ودحض روايته، وفي الكتاب نجد أرواحنا وعالمنا الجميل وأن السجين ليس رقمًا وانتصر في الاشتباك الثقافي وأنهى قائلًا: "لو لم يكتب قتيبة لضاعت التفاصيل"
وفي كلمة لشقيق الأسير نسيم مسلم شكر فيها رابطة الكتاب الأردنيين على جهودها المميزة في دعم الحركة الأسيرة وأدب الأسرى، كما قدّم شكره للمتحدثين في الندوة وتحدّث عن الصعوبات في رؤية الكتاب للنور.
وفي مداخلة للمحامي الحيفاوي حسن عبادي شكر رابطة الكتّاب الأردنيين على تبنّيها للمبادرة ورعايتها لها وصارت الحاضنة الرئيسة والمنبر لأدب الحريّة، وأضاف: ""ما دام هناك استيطان واحتلال فالثورة تجمعنا، يجب أن يكون انتماء، واجبنا التصالح مع الذات وأن نكون أدوات تغيير"، على حدّ قوله، ويحزّ في نفسه عقم التفكير وانهيار المنظومة. والأنكى من ذلك نمطيّة مصيدة الاحتلال الذي نجح في تشييد حاجز وهميّ داخل آذان رجال السلطة تجاه مسألة الأسرى والشهداء، وهنا تكمن الهزيمة الحقيقيّة فأصبحنا نعيش حالة حصار مؤلمة من أبناء شعبنا.
عمل الجلاد دائمًا على كسر إرادة الضحية، لكن أسرانا أصرّوا على كتابة التاريخ بطعم الحريّة، رغم ألم الخسارات، والفقد، وقهر القيد، صمّموا على أن يكسروا روح العتمة ليقولوا للتاريخ، نحن هنا باقون.
وها هو قتيبة يقول للتاريخ: أنا باقٍ رغم الجلّاد وقيوده".
هذا وشارك القاص محمد مشّة بمداخلة وأشاد بدور رابطة الكتاب الأردنيين على يبنّيها للمبادرة.