• بقلم : حسن قنيطة مدير عام إدارة الهيئة فى المحافظات الجنوبية.

لم أرى بهجة وفرحة رسمت على وجوه الاسرى الفلسطينيين تضاهى يوم وقوف الرئيس الراحل ياسر عرفات  فى الخامس عشر من نوفمبر عام 1988 وهو يعلن عن قيام دولة فلسطين من على أرض الجزائر الحبيب وعاصمتها القدس الشريف بصوت كالرعد يحمل فى ثناياه التصميم والاندفاع بكل قناعة على تحقيق هدف الاستقلال وفق رؤية  سياسية وكفاحية واضحة.

  هذا الاعلان وهو يخرج من حنجرة الزعيم الخالد حمل قدرا كبيرا من العزيمة والوفاء للشهداء الابرار والقادة الاوائل الذين سبقوا  على درب الحرية والكرامة لتستمر المسيرة وهو إعلان الوفاء لحلم الشهداء والاحرار وانحيازا صريحا لضرورة أن يتوج هذا الاعلان بقيام الدوله الفلسطينية التى لايسمح فراعنة هذا العصر بوجودها على الخارطة السياسية والجغرافية كدولة طبيعية وعلى رأسهم الولايات الأمريكية وربيبتها اسرائيل كدوله احتلال .

الاسرى الفلسطينيين كانوا الاكثر قراءة لمعنى ومضمون وثيقه الاستقلال التى صيغت كل حروفها بعناية وانتقاء لتعطى مدلولها السياسي والوطنى والقومي لذا هى تخاطب ملايين الفلسطينيين فى الوطن والمهجر والشتات ، فالخامس عشر من نوفمبر كان ولازال يعنى  ارتقاء بالمواجهة والتحدى مع الاحتلال وصمت وتخاذل المجتمع الدولى والعربى عن نصرة الشعب الفلسطيني التواق لقيام دولته المستقلة ، فكان التماهى والانسجام فى فهم متطلبات الفعل والعمل بين نضال الارض المحتلة التى شكل طليعتها الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال ، حيث كانوا نواة لحراك وديمومة الانتفاضة الشعبية الأولى التى تتوج هذا الكم من التضحيات بإنشاء أول نواة سياسية على الأرض الفلسطينية المحتلة التى خونها أصحاب الرؤية القصيرة وانقلب عليها الرافضين ودمرها شارون اللعين وفتح حرب شعواء على الكيانية الفلسطنية  واغتال راس شرعيتها فى محاولة منه اعادة الشتات والضياع بقضيه شعبنا فكان المدد من الاسرى فى سجون الاحتلال الذين شكلوا نواة الفعل المقاوم لانتفاضة الأقصى وللحظة بقى الاسرى وساحات السجون فى حالة اشتباك دائم مع الاحتلال وتثبيت الهوية الوطنية الفلسطينيه بإظهار دولة الاحتلال انها دولة تمثل كارثة فى التاريخ وان الشعب الفلسطيني لازال يمتلك من العناوين مايؤهله ليستمر بمسيرة الاستقلال والحرية والكرامة الإنسانية مهما عظمت التضحيات وتنكر الاشقاء وصمت كل الوان مؤسسات المجتمع الدولى لأننا نؤمن بأن حرية شعبنا تخطى الطمس وحقوق شعبنا حاضرة رغم محاولات التغييب  ورغم كل مراحل احتدام الصراع  .

لازال اسرانا عنوان لكل الحقب الزمنية الماضية فطالما اجتمع ناصر ابو حميد و كريم يونس مع ضياء الاغا  ومحمود عيسي مع وليد دقة والتحم رائد السعدى مع ابراهيم بيادسة ومحمد الطوس ونائل البرغوتى مع حسن سلامة ستبقى شمس استقلال دولتنا التى أعلن عنها شهيدنا حفظ وصايا الشهداء وعلى دربه احفاد وأجيال لازالوا يحفظون العهد حتما سيكون موعدنا مع فجر الحق والقوة ، فهذا هو وعدنا مع الشهداء ومع القران ومع  شعبنا الذي لم يطمس هويته الحصار ويرفض حاله الهذيان السياسي التى يحاول أطراف عده أن يجعلها قدر شعبنا ليرفع الراية البيضاء ولكننا نقول إن ياسر عرفات مؤسس دولة فلسطين الحديثة وضع مداميك ارسائها ، ولن يستطيع أحد تغيير حقيقة الخامس عشر من نوفمبر كيوم لولاده دولة فلسطين العربيه فوق الأرض الفلسطينية وفق القوانيين الدولية وقرارات المجالس الوطنيه الفلسطينية المتعاقب

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت