- / بقلم الأستاذة وسام أبو سلطان
من المؤكد أن هموم وطموح وتطلعات المرأة الفلسطينية من المجتمع الدولى مختلفه ومكانتها التى ترنو عيونها اليها مكانة تزاحم بها الرجل رفيق دربها في مشوار الكفاح والخلاص من الاحتلال. وهو ما تدركه المرأة الفلسطينيه أنه السبب الحقيقى وراء كل اضطهاد، وسبب كل معاناه ، ليس فقط للمراه بل لكل فئات واجناس الشعب الفلسطيني. على هذه القاعده تجد المرأه الفلسطينيه بدءا من فاطمه البرناوى ومرورا بدلال المغربي ووصولا بشرين ابو عاقله . ولكل منهن حكايه تذكرنا بضعف المجتمع الدولى ومؤسساتة. والتى قد تدفعنا كنساء فلسطينيات لوضع الأولويات وترتيب الاهتمامات فى إطار النضال الوطني للمراه الفلسطينية. التى قطعت شوطا طويلا لأكثر من سبعة عقود .
وتشير الدلائل التي نتلمسها كل يوم بأن المرأة الفلسطينية ونخص هنا اسيراتنا في سجون الاحتلال تتعرض للعنف الممهنج من قبل ادارة مصلحة السجون الإسرائيلية. ويتمثل في عدة اشكال جميعها تعد انتهاك لحقوق الإنسان ، بالرغم من ان المجتمع الدولي اعتبر العنف ضد المرأة جريمة ، الا ان اسيراتنا ما زلن يعانين، في ظل غياب الرادع القانوني الدولي فمنهن القاصرات، امثال نفوذ حماد والجريحات امثال اسراء الجعابيص والمريضات والامهات والمسنات امثال الشهيدة سعدية فرج الله. حيث بلغ عدد الاسيرات 33 اسيرة يعيشون ظروف حياة غير انسانية مأساوية، يتعرضن للعنف وانتهاكات يومية مهينه ، وحرمانهن من اهم حقوق الانسان بالعيش بحرية في احضان أسرهن بالمكان الطبيعي والامن، وحرمانهن من حقهن في تلقي العلاج اللازم وترك المرض ينهش اجسادهن ، اضافة لحرماهن من الزيارة والتواصل مع الاهل، و من اكثر الاجراءات التعسفية والاستفزاية بانتهاك الخصوصية بتركيب كاميرات المراقبة ، مع استمرار سياسة العزل ، والعديد العديد من السلوكيات اللانسانية وفرض احكام عالية كوسيلة لردع وتحيد المرأة عن المشاركة في مسيرة النضال الوطني والتي دوما كانت ومازالت لها الدور البارز والاهم فيها.
ما تعايشة المرأة الفلسطينية في وجود السلطات القائمة بالاحتلال فهي كباقي ابناء الشعب الفلسطيني، تعاني من القتل العمد، والاعتقال التعسفي، والتعدي عليهن حتى اثناء تأدية عملها الوظيفي امثال الصحفية الشهيدة شيرين ابو عاقلة . والشهيدة المسعفه رزان النجار.
امام كل هذه الانتهاكات والاجراءات اللاقانونية ضد المرأة الفلسطينية وخاصة الاسيرات، والتي تعتبر جريمة حرب، وجريمة ضد الانسانية لابد من الاستمرار بالعمل الدؤوب، وعلى كافة الأصعدة، لتوفير حماية قانونية من جهة ، ومحاسبة ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم من جهة اخرى.
ومع الاستمراية في مطالبة المجتمع الدولي باحترام نصوص المواد القانونية والرافضة للعنف ضد المرأة والوقوف امام مسؤولياته اتجاه الاسيرات الاكثر تضررا من جرائم الاحتلال ، وفضح ممارساته وانتهاكه لاتفاقيات حقوق الإنسان خاصة اتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة. ونحن كحقوقيات فلسطينيات بأعتبارنا جزء من نسيج المرأة الفلسطينية الصابره المكافحة التى يتطرق لها هذا اليوم العالمى ويخصها ولديها تعريفها وفهمها المختلف لهذا اليوم فأننا نطالب المجتمع الدولى بكل مكوناته بإحقاق الحق و إلزام الإحتلال بوقف الانتهاكات ضد الاسيرات الفلسطينيات وتوفير العلاج اللازم للأسيرة اسراء الجعابيص والسماح باستكمال التعليم للطفله نفوذ حماد و العودة لمقاعد الدراسه للطفله جنات زيدات .
نؤمن أن العنف غير مقبول إنسانياً وقانونيا وحق المرأة الفلسطينية هو صلب اليوم العالمى الذى يصادف 25 من نوفمبر والذي نادت به الجمعية العامة للأمم المتحدة كيوم لإنصاف المرأة وتجريم العنف ضدها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*المختصة القانونية ومديرة الدائرة القانونية في هيئة شؤون الاسرى والمحررين بالمحافظات الجنوبية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت