حقق ليونيل ميسي حلما طال انتظاره وقاد الأرجنتين لحصد لقب كأس العالم لكرة القدم بالفوز بركلات الترجيح 4-2 على فرنسا بعد انتهاء الوقتين الأصلي ثم الإضافي بالتعادل 3-3 في مباراة مثيرة ومجنونة باستاد لوسيل في قطر يوم الأحد.
وأكمل ميسي (35 عاما) اللقب الكبير الوحيد الذي كان ينقص خزائنه، وعادل إنجاز الراحل دييجو مارادونا لدى الجماهير الأرجنتينية.
وأنهت الأرجنتين الشوط الأول بالتقدم 2-صفر بهدفي ميسي من ركلة جزاء وأنخيل دي ماريا في الدقيقتين 23 و36.
وجاءت مشاركة كينجسلي كومان في الدقيقة 71 لتقلب كفة المباراة لصالح فرنسا حيث حصل راندال كولو مواني على ركلة جزاء نفذها كيليان مبابي بنجاح ليقلص الفارق في الدقيقة 80.
وفي الدقيقة التالية مباشرة، بدأ كومان هجمة انتهت بتسديدة مباشرة مذهلة من مبابي ليدرك التعادل.
وبدا أن ميسي حسم اللقب للأرجنتين في الدقيقة 108 عندما تابع تسديدة البديل لاوتارو مارتينيز المرتدة من الحارس هوجو لوريس.
لكن البديل لياندرو باريديس تسبب في ركلة جزاء عندما اصطدمت تسديدة مبابي بمرفقه.
وانبرى مبابي ليهز الشباك في الدقيقة 118 ويصبح اللاعب الثاني في التاريخ الذي يحرز ثلاثية في نهائي كأس العالم بعد الإنجليزي جيف هيرست في شباك ألمانيا الغربية في 1966.
وقال إميليانو مارتينيز حارس الأرجنتين "كانت مباراة صعبة وعانينا وكان علينا أن نعاني، هذا ما حلمت به.
وأضاف "سجلوا هدفين متتاليين ثم أحرزنا الثالث قبل أن يتعادلوا من ركلة جزاء، وكان من الممكن أن يسجلوا الرابع ونحمد الله أن هذا لم يحدث".
* استحواذ أرجنتيني
وضع ليونيل سكالوني مدرب الأرجنتين الجناح أنخيل دي ماريا في التشكيلة الأساسية بشكل مفاجئ مع اعتماده على خطة 4-3-3.
أما ديدييه ديشان مدرب فرنسا ففضل العودة إلى التشكيلة المفضلة له بعد شفاء المدافع دايو أوباميكانو ولاعب الوسط أدريان رابيو من المرض الذي أبعدهما عن الدور قبل النهائي أمام المغرب.
واستحوذت الأرجنتين على الكرة في البداية وكانت الطرف الأخطر في ظل فشل فرنسا في التعامل مع خطورة دي ماريا في الناحية اليسرى.
وأرسل رودريجو دي باول تمريرة عرضية إلى دي ماريا الذي سدد الكرة فوق العارضة في الدقيقة 17.
وبعد ذلك بأربع دقائق احتسب الحكم سيمون مارشينياك ركلة جزاء لصالح دي ماريا بعد تدخل من ديمبلي.
ونفذ القائد ميسي ركلة الجزاء بهدوء على عكس اتجاه هوجو لوريس حارس وقائد فرنسا ليشعل احتفالات صاخبة في استاد لوسيل الذي كان أغلبه من مشجعي الأرجنتين.
وتوج دي ماريا جهده بإضافة الهدف الثاني عقب هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 36.
ومن هجمة مرتدة سريعة بدأها ميسي، وصلت الكرة إلى أليكسيس ماك أليستر في الجانب الأيمن وأرسل تمريرة إلى دي ماريا الذي كان في وضع انفراد بالحارس لوريس وهز الشباك بلمسة بارعة.
وقبل الاستراحة بقليل، أجرى ديدييه ديشان مدرب فرنسا تغييرين بخروج المهاجم أوليفييه جيرو والجناح ديمبلي، وأشرك الجناحين راندال كولو مواني وماركوس تورام، بينما انتقل مبابي إلى مركز رأس الحربة على أمل تحقيق انتفاضة.
* نقطة التحول
استمرت معاناة فرنسا أمام دي ماريا الخطير والذي أرسل تمريرة إلى ألفاريز ليسدد كرة قوية أبعدها الحارس هوجو لوريس بصعوبة.
وعاد الحارس الفرنسي لينقذ مرماه عندما بدأ ميسي هجمة مرتدة ومرر الكرة إلى ألفاريز ليضع ماك أليستر في مواجهة لوريس لكن حارس توتنهام هوتسبير أنقذ الموقف.
وجاء النصف الأول من نقطة تحول المباراة عندما أجرى سكالوني تغييرات بنزعة دفاعية واشرك لاعب الوسط ماركوس أكونيا بدلا من دي ماريا في الدقيقة 64.
ويتعلق النصف الثاني من نقطة التحول عندما أشرك ديشان الثنائي كينجسلي كومان وإدواردو كامافينجا بدلا من أنطوان جريزمان وهرنانديز في الدقيقة 71.
وحصل كولو مواني على ركلة جزاء بعد تدخل من نيكولاس أوتامندي عندما استغل سرعته ليخطف الكرة من المدافع الأرجنتيني ولم يتردد الحكم في احتسابها، وانبرى مبابي ليعيد فرنسا إلى النهائي.
وأشعل مبابي النهائي عندما أدرك التعادل بهدف مذهل، حيث بدأت الهجمة عندما قطع البديل كومان الكرة من ميسي ومررها إلى تورام الذي هيأها إلى مهاجم باريس سان جيرمان ليسددها مباشرة في مرمى الحارس مارتينيز.
وأنقذ لوريس آمال فرنسا بعدما أبعد تسديدة هائلة من ميسي في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع.
* إثارة وتاريخ
نشط سكالوني هجومه بإشراك لاوتارو مارتينيز ولياندرو باريديس على حساب دي باول وألفاريز.
وكانت الأرجنتين قريبة من انتزاع التقدم عندما وصلت الكرة إلى لاوتارو مارتينيز لكن المدافع دايو أوباميكانو ألقى بجسده أمامه لتصطدم به الكرة وترتد إلى جونزالو مونتييل الذي سددها قوية باتجاه المرمى لكن رافائيل فاران أبعدها بضربة رأس في الدقيقة 105.
وسنحت فرصة أخرى لمارتينيز الذي انفرد بالمرمى لكن أوباميكانو أبعدها في الوقت المناسب.
وبدا أن ميسي أكمل قصته الخيالية عندما أعاد التقدم للأرجنتين في الدقيقة 108، حيث وصلت الكرة إلى مارتينيز في الناحية اليمنى وسددها بقوة لكن لوريس أبعدها لتتهيأ أمام ميسي الذي وضعها في المرمى، ليصل إلى هدفه السابع في البطولة.
ولم تستسلم فرنسا وسدد مبابي كرة اصطدمت بمرفق لياندرو باريديس ليحتسب الحكم ركلة جزاء في الدقيقة 118.
وانبرى مبابي ليسددها بهدوء في الشباك ويصل إلى ثمانية أهداف في البطولة الجارية وينتزع لقب الهداف من ميسي.
وأنقذ إميليانو مارتينيز أحلام أكثر من 45 مليون أرجنتيني في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع للوقت الإضافي عندما تصدى بصعوبة لتسديدة كولو مواني المنفرد بالمرمى.
ومع اللجوء لركلات الترجيح كانت آمال الأرجنتين بين أيدي مارتينيز الذي تصدى للركلة الثانية من كومان فيما أطاح تشواميني بركلته خارج الملعب.
وسجل ميسي وباولو ديبالا وباريديس ثلاث ركلات قبل أن يحسم مونتييل اللقب الثالث للأرجنتين.