تعهد قادة المعارضة الإسرائيلية المستقبلية، بالعمل ضد الحكومة المتبلورة بقيادة رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، فيما طلب الأخير من سابقه المنتهية ولايته يائير لابيد، نقل السلطة إليه بطريقة منظمة والتوقف عن التحريض ضد حكومته.
ومساء الإثنين، اجتمع لابيد رئيس حزب "هناك مستقبل" ووزراء الجيش بيني غانتس (رئيس تحالف "المعسكر الوطني") والمالية أفيغدور ليبرمان (رئيس حزب "إسرائيل بيتنا") والمواصلات ميراف ميخائيلي (رئيسة حزب "العمل") المنتهية ولايتهم، ومنصور عباس رئيس "القائمة الموحدة"، وأصدروا بيانا مشتركا.
وجاء في بيان قادة المعارضة الذي نقلته هيئة البث الرسمية: "سنقاتل سويا ضد الحكومة المظلمة والمناهضة للديمقراطية التي تتشكل هذه الأيام والتي ستمزق إسرائيل من الداخل".
وتعهدوا عندما يعودون إلى السلطة بإلغاء "كل التشريعات المتطرفة التي تضر بالديمقراطية والأمن والاقتصاد والمجتمع الاسرائيلي".
وتتهم المعارضة الائتلاف المتبلور بقيادة نتنياهو بالسعي لتمرير قوانين "عنصرية" في الكنيست (البرلمان) بما في ذلك ضد المثليين، وأخرى ترسخ سيطرة الائتلاف ذاته على مفاصل الدولة بما في ذلك الأمنية.
ويصوّت الكنيست الإسرائيلي، الخميس 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، على منح الثقة نتنياهو (73 عاما)، وحال حدث ذلك سيصبح رئيسا للوزراء ولابيد رئيسا للمعارضة.
وللحصول على ثقة الكنيست يجب حشد أصوات ما لا يقل عن 61 عضوا من أصل 120 في الكنيست، ولدى معسكر نتنياهو 64 صوتا ما يضمن له نيل هذه الثقة.
وقبل بيان قادة المعارضة ذلك بوقت قصير، دعا نتنياهو في مقطع متلفز بثه عبر حسابه على تويتر، لابيد إلى التوقف عن تحريض الإسرائيليين ضده وتقبل قرار الناخبين، وتسليمه السلطة بطريقة منظمة.
وقال نتنياهو: "يا لابيد، إن خسارة الانتخابات ليست نهاية الديمقراطية، إنها جوهر الديمقراطية، وأنت ترفض قبول قرار الشعب، وتحرض الجمهور ضده وتبث أكاذيب لا حصر لها ضد الحكومة المنتخبة".
وأضاف نتنياهو "ما هي خطوتك المقبلة؟، هل سترسل المتظاهرين التابعين لك لتسلق أسوار الكنيست؟".
ومضى بقوله: "أدعوك إلى التصرف بمسؤولية، وأن تتقبل قرار الشعب، وتنقل السلطة بطريقة منظمة، حتى نتمكن من إصلاح كل شيء دمرتموه في العام ونصف العام الماضيين".
كلام نتنياهو جاء ردا على تصريحات أدلى لها لابيد في وقت سابق الاثنين، واعتبر فيها أن الحكومة المتبلورة ليست حكومة يمين كاملة، كما يدعى رئيس الوزراء المكلف بل "حكومة جنون كاملة".
وأضاف لابيد في تغريدات على تويتر "رأينا بالفعل حكومات تأسست في إسرائيل. ما يحدث هنا ليس حدثا طبيعيا. ما لدينا هو أضعف رئيس وزراء على الإطلاق، وحكومة في حالة فوضى".
ومضى بقوله: "ليست لدينا نية للجلوس بهدوء بينما تُفكك دولة إسرائيل من الداخل.. (هذه) حكومة متطرفة دينية وقومية".
ويصوّت الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الخميس 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، على منح الثقة لحكومة نتنياهو، حسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
يشار إلى أن نتنياهو شغل منصب رئيس الوزراء لأول مرة بين عامي 1996 و1999، ثم لمدة 12 عاما متواصلة بين 2009 و2021.