قدَّم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، رؤية متقدمة قائمة على ترك الخلاف السياسي بين الفصائل والتفرغ لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الميدان.
وقال النخالة -خلال برنامج "مساحة استثنائية" الذي بثته قناة الميادين الفضائية عبر صفحتها على "تويتر" : "معركتنا مفتوحة مع العدو، ولم تتوقف طالما يمارس الاحتلال عدوانه، وطالما بقي الاحتلال على أرض فلسطين، ونحن كشعب فلسطيني نواجه تحديات وظروفًا سياسية عدة تفرض علينا الوحدة الميدانية".
وأردف النخالة "نحن في الجهاد الإسلامي جاهزون لأبعد مدى دون أي شروط، ودون أي سقف للوحدة والتعاون العسكري، وبمعزل عن أي موقف السياسي".
وأوضح أنه على المستوى السياسي لم نجد نقطة التقاء؛ بسبب تنافر البرامج والرؤى، مبينًا أن هناك طاقة أمل للتوحد في الميدان، مكملًا "سنعتبر أنفسنا في الميدان العسكري وحدة واحدة".
وتابع النخالة "نحن جميعاً أمام التهديد الصهيوني اليوم، الذي يريد السيطرة على القدس والمسجد الأقصى، ولا خيار أمام شعبنا إلا القتال، وهذا يفرض الوحدة السياسية ولا حلول سياسية مع المحتل".
وقال النخالة : "العدو يسعى لتجريد شعبنا من كل شيء (المقدسات، الأرض) ومطلوب منا المواجهة والوحدة في الميدان"، مشددًا على ألا خيار لشعبنا إلا الوحدة أمام العدوان الذي يحاول مصادرة كل حقوقنا (الأرض، والمقدسات، والإنسان).
وفيما يتعلق باستراتيجية وحدة الساحات التي تنتهجها الجهاد الإسلامي، شدد على أن حلقات المقاومة في الساحات كافة مترابطة ومتماسكة وتكمل بعضها البعض، مؤكدًا على أن المواجهة لا تتوقف مع العدو.
وجدد التأكيد على أن المقاومة في غزة أرست قواعد اشتباك مهمة أمام العدو، مشيرًا إلى أن مناورة "الركن الشديد 3" رسالة للعدو أن غزة ليست بعيدة عن المشهد.
ومضى النخالة يؤكد"المقاومة في غزة ليست بعيدة عن المشهد الميداني والقتالي في الضفة المحتلة، وستكون عند حسن ظن شعبنا"
وجدد الدعوة للتركيز على فكرة تعزيز المقاومة والوحدة الميدانية في مواجهة العدو، بدلاً من الحديث عن مواقيت زمانية للانهيار الكلي والكبير للكيان.
وشدد على أن حلقات المقاومة في الساحات كافة مترابطة ومتماسكة وتكمل بعضها البعض، والمواجهة لا تتوقف مع العدو.
وبشأن الأسرى وقضيتهم أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أنهم على سلم أولويات الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية كافة، مضيفًا "لا نكل ولا نمل من أجل أسر الجنود عبر المعارك السابقة وما هو متوقع للمعارك القادمة، وهو أمر محتمل".
في سياق آخر شدد النخالة على أن العام 2022 كان عام الصمود والتحدي لشعبنا الفلسطيني، مؤكدًا أن ما يحصل بالضفة انتفاضة مسلحة حقيقية.
ولفت النخالة إلى أن العام 2022 شهد نشأة كتائب فلسطينية مسلحة في الضفة مثل كتيبة جنين وعرين الأسود، مجددًا التأكيد على أن ما يحصل اليوم في الضفة الغربية هو بمثابة انتفاضة مسلحة حقيقية.
وأضاف: "في العام 2022 لم يتوقف العدو عن عدوانه وجرائمه بحق شعبنا، ونحن نخوض الصراع مع العدو في كافة الساحات؛ لأننا شعب واحد".
وذكر أن العام 2022 شهد الحدث الأهم وهو معركة (وحدة الساحات)، متابعًا "نستقبل عام 2023 بمعنويات وروحية أكبر على صعيد مواجهة العدو".
وقال النخالة: "لستُ مع الخطاب الكبير الذي يفترض ويحدد زماناً معيناً لزوال الكيان الصهيوني، والمطلوب منا ليس أن نحدد زماناً لزوال الكيان بقدر ما علينا أنْ نواصل مواجهة العدو ودفعه إلى الوراء وصولاً لإزالته".
وفي موضوع محور المقاومة ودوره في دعم المقاومة، قال: "محور المقاومة له دور مهم في دعم وتعزيز المقاومة في فلسطين".
ولفت إلى أن الخصوم والأعداء يصورون بأن معركتهم في الضفة وغزة مع إيران، مشددًا على أن الفلسطينيين هم من يقاتلون في الميدان، وشعبنا الفلسطيني هو الذي يدافع عن نفسه ويواجه إرهاب المحتل.
ودعا الدول العربية لتقديم التزاماتها في دعم الشعب الفلسطيني وكف الحصار عنه، ذاكرًا أن الفلسطينيين لم يجدوا حضنًا عربيًا.
وأعرب عن أسفه لهذا الأمر لما له من تأثير على أداء المقاومة، متابعًا "لا تتركونا في مواجهة الآلة الصهيونية الأمريكية التي تدعم المحتل بكل السلاح والعتاد".
ودعا النخالة شعوب الأمة العربية والإسلامية لتقديم دعمها المعنوي والاقتصادي لمساندة شعبنا للاستمرار في صموده وفي مواجهته الاحتلال الصهيوني.
وعن الشهيد سمير القنطار وعلاقته بالنخالة قال: "التقيت في فترة اعتقالي بالشهيد القائد الكبير سمير القنطار قضينا فترة في سجن عسقلان وشاركنا في نشاطات المعتقلات"، مضيفًا "سمير القنطار كان فلسطينياً مقاوماً -رغم جنسيته اللبنانية- في مواجهة المحتل الذي يريد الهيمنة على المنطقة العربية".