تقدير موقف: زيارة بن غفير الاستفزازية للأقصى...وماذا بعد؟

بقلم: معتز خليل

زيارة بن غفير الاستفزازية للأقصى.jpg
  • معتز خليل

أقدم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بن غفير على زيارة المسجد الأقصى ، رغم التحذيرات من هذه الخطوة الاستفزازية وتأثيرها السلبي على المشاعر الفلسطينية .
وفي هذا الصدد أصدر الناطق باسم حماس ، عبد اللطيف القانوع بيانا قال فيه إن إعلان بن غفير المجرم عن نيته اقتحام المسجد الأقصى ، يعبر عن غطرسة الحكومة الاستيطانية الفاشية ونواياها بمزيد من الغارات على الأقصى وتقسيمه ، وستتحمل حكومة الاحتلال الصهيوني تبعاتها ، وعلى شعبنا. ستواجه هذه الاعمال الغبية والاستفزازية بشجاعة وعدم السماح بمرور خطط الاحتلال ".
ما الذي يجري
بات من الواضح أن زيارة بن غفير سيكون لها كثير من التداعيات الاستفزازية ليس فقط على الساحة الفلسطينية ، ولكن أيضا على الساحة الإقليمية بصورة عامة.
والحاصل فإن بيان حركة المقاومة الأخير كان واضحا واتسم بالمعقولية إلى حد كبير ، حيث لم يذكر البيان بأن حماس سترد على هذه الزيارة ، والحديث هنا عن بيان القانوع تحديدا خاصة وان موقف بعض من قيادات الحركة كان يدعو إلى الرد على هذه الزيارة بقوة وحزم وتصعيد.
والحاصل فإن حركة حماس كان لها موقفا سياسيا واضحا يتمثل في انها سترد على هذه الزيارة ، غير أن الحسابات الإقليمية والسياسية بالتأكيد سيكون لها اعتبار للحركة ، خاصة وأن الحركة تعرف أن أي تصعيد عسكري او استراتيجي سيكون له ثمنا استراتيجيا يتطلب اشراك بعض من الأطراف العربية به ، بداية من مصر وقطر وحتى الإمارات التي تعرف حدود تداعيات هذا التصعيد رغم الحركة الصبيانية بزيارة الأقصى من بن غفير .
ما الذي يجري
الحاصل فإن تكتيك تعامل المقاومة مع هذه الخطوة حمل برغماتية واضحة وتعاطي بذكاء سياسي واضح حيث هدفت إلى:
1-    انتهاج سياسة تكتيكية واضحة ، وقبل زيارة بن غفير للمسجد الأقصى تعهدت بالتصدي له ولزيارته حال القيام بها
2-    الآن وعقب القيام بها بات من الواضح إن حماس تتصرف بجماعية وليس بفردية ، وهو ما وضح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته بعض من الفصائل عقب هذا الاقتحام وإعلانها :
أ‌-    إن اقتحام بن غفير للأقصى يمثل تصعيدا خطيرا واستفزازا لشعبنا الفلسطيني وينذر بحرب دينية بالمنطقة
ب‌-    دعوة الفصائل لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى.
ج‌-    دعوة السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال
والواضح فإن المقاومة تعاملت بذكاء مع هذه الأزمة ، وكان غالبا عليها التعاطي سياسيا بحكمة مع هذه التهديدات خاصة وإنها تعرف أن الاستفزازات الإسرائيلية لحكومة نتنياهو لن تتوقف ، وستتواصل خاصة وإنها تمتلك اجندات سياسية تسعى إلى استفزاز الفلسطينيين لكسب تأييد الشارع الإسرائيلي اليميني بقوة هذه الأيام.    
بالإضافة إلى ذلك تعرف حركة حماس تماما آن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالضفة الغربية صعبة للغاية ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة ويدفع حماس إلى التفكير قبل الخروج بأي جولة عسكرية مقبلة ضد إسرائيل .   
تقدير استراتيجي
عموما ومع هذه التطورات فإن هناك استنتاجا استراتيجيا واضحا وهي أن وقت اشتداد الأزمات والجدال يدفعنا إلى ضرورة التفات حماس أو أي فصيل آخر إلى حقيقة مهمة ودقيقة وهي أن هناك حكومة ، ودوله فلسطينية ، ورئيس ، ورئيس للمخابرات ، ومؤسسات ، جميعها لها تقديرات استراتيجية تصب في صالح الوطن ، ومن الممكن الاختلاف في السياسات أو حتى القرارات ، لكن هناك مصلحة عليا للوطن يجب للجميع أن يرتهن بها ، خاصة وأن الكثير من التقديرات الاستراتيجية تشير إلى القادم يمكن زن يكون دقيقا وهناك توقعات بمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة  .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت