تقدير موقف: الشارع الغزاوي النابض دوما بالحياة السياسية

بقلم: معتز خليل

معتز خليل.jpg
  • معتز خليل

يستطيع المتابع لبعض من منصات ومواقع وحسابات التواصل الاجتماعي في غزة أن يكتشف وجود حالة من التعاطف والتأييد لأبناء القطاع تجاه المتظاهرين الإيرانيين الغاضبين في الشوارع المختلفة ، وهو ما يمكن اكتشافه بسهولة مع حالة التعاطف الذي لا يتوقف والتفاعل الجيوسياسي للجماهير في القطاع ، فضلا عن نقطة أخرى تتمثل في علاقه بعض من الجهات في غزة  مع إيران ، وعلى رأسها حركة حماس التي ترتبط بعلاقات جيدة ومعلنة مع إيران ، وهو أمر تعترف به الحركة ولا تخفيه  .
تحليل مضمون بعض مما يكتبه النشطاء في غزة عبر الفيس بوك يشير إلى نية البعض منهم التظاهر دعمًا للشعب الإيراني، وهنك رأي آخر ينتقد أي تعاون أو محاولة لبناء الشراكة معهم ، وهو ما يعكس الحياه والتفاعل الداخلي للجماهير الفلسطينية في غزة مع الكثير من القضايا الخارجية ، الأمر الذي يؤكد أن التحليل الأكاديمي لهذه التفاعلات يوضح إن غزة دوما نابضة بالحياة السياسية التي لا تتوقف.
المتابع للأوضاع على أرض الواقع سيعرف وبسهولة إنه وبسبب هذه المؤشرات، شددت السلطة الحاكمة بالقطاع من حراستها على بعض من المواقع الرئيسية في غزة تحسبا لقيام أي مظاهرات ، وذلمبناء على هذه التوجهات الماثلة أمامهم عبر هذه المنصات.
ما الذي يجري؟
تمثل غزة بالفعل واحة فكرية وثقافية لفلسطين، وهو ما يمكن استخلاصه مع متابعة الحركة الأدبية والثقافية لشعب غزة، والتي لم تتأثر بقوة جراء التطورات التي ألمت بالقطاع منذ عام ٢٠٠٦ حتى الآن ، ويعود ذلك للأسباب التالية:
1-    الجميع يعلم ويدرك حجم القوة الفكرية والأدبية للقطاع، والذي يخرج الكثير من المفكرين والأساتذة مثل الكاتب عبد الله تايه نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، أو القاص والروائي خليل حسونة ، أو القاص والروائي محمد نصار أو الروائي عون الله أبو صفية، فضلًا عن الكاتب توفيق أبو شومر أو إبراهيم المقادمة آو غيرهم من المفكرين أو الأدباء ممن آثروا الحياة الغزاوية صحفيًا وثقافيًا.
2-       رغم الإمكانات المادية البسيطة في غزة، إلا أنها مثلًا استطاعت إثراء الحركة الصحفية بالكثير من الصحف والمواقع الإخبارية وأيضًا منصات التواصل الاجتماعي، ومثال ذلك صحيفة فلسطين التي نجحت رغم قله الإمكانات التي تتمتع بها.
3-       من الطبيعي أن يشهد الحراك السياسي والثقافي في غزة الكثير من التطورات والتحركات، سواءً التي تتعارض آو تتفق مع السلطة الحاكمة في غزة، وتعلم حركة حماس تمامًا هذا الأمر، ويمكن القول بأنها تتعامل معه بحكمة رغم المعارضة السياسية للكثير من الآراء.
تقديرات استراتيجية
من الطبيعي أن يشهد القطاع اتفاق أو اختلاف مع أي مظاهرات يشهدها العالم، وهو أمر مثير خاصة وأن السبب الرئيسي الذي أدى لاندلاع هذه المظاهرات كان الاعتداء على امرأة إيرانية بسبب عدم ارتداء الحجاب، وتواصلت المظاهرات لهذا السبب الديني الإنساني بصورة أثارت التعاطف بين الكثير من أبناء القطاع مع الشعب الغاضب، وهو أمر ليس بجديد على غزة التي يتعاطف شعبها ويؤيد الكثير من التحركات الاستراتيجية والسياسية بالكثير من دول العالم، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي الحاصل الآن.
وتابعت بعض من التقارير الغربية المتعددة التي أشارت إلى أن ما يجري من متابعة فلسطينية بالقطاع لما يجري في إيران يحمل عدد من الإشارات على رأسها:
1-    لا تزال غزة هي رئة الأمة ، ولا تزال نابضة بالحياة رغم الحصار والأزمات السياسية التي تواجهها.
2-    ان هذا التعاطف والمتابعة الفلسطينية لما يجري في إيران مثل استفتاء شعبي حول توثيق العلاقة بين حماس وإيران ، وهو أمر تناقشت فيه الكثير من القوى الفلسطينية في قلب القطاع بحرية وفي أجواء ديمقراطية سمحت بها حركة حماس.
3-    هناك بالفعل قطاع أو شريحة فلسطينية ترى أن التواصل بين المقاومة وإيران هو حق ، خاصة مع الدعم الذي تقدمه إيران للكثير من الجماعات والأحزاب والفصائل الفلسطينية ، وهو أمر أعترف به من قبل السيد زياد نخالة رئيس حركة الجهاد الإسلامي والذي أشار إلى آن ما تقدمة إيران للمقاومة يعتبر دعما عظيما ويدعم صموة المقاومة في وجه العدو.
4-    أعود وأكرر أن لحركة حماس أو الجهاد الإسلامي الحق في بناء علاقات مع  أي طرف سياسي او أمني أو دولي في العالم ، خاصة وأن كانت أي حركه ترى في هذا الطرف داعما ومساندا لها.
عمومًا فإن التعاطف الشعبي الغزاوي مع الشعب الإيراني هو أمر متوقع ، الأمر الذي يفرض على السلطات بالقطاع احترام هذه الآراء ودعمها مع التطورات التي يشهدها العالم الآن.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت