يوضح تقرير جديد صدر بأن قوات الأمن الإسرائيلية قد واصلت، بل وفاقمت، خلال العام الماضي من استخدامها للاعتقالات الليلية بوصفها الأسلوب الأوّل لأقتياد الأطفال الفلسطينيين للتحقيق. ويضيف التقرير إلى أنّه من ضمن الـ125 حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين المخطط لها مسبقا التي وثقها "هموكيد" في عام 2022، لم تتلق أيا من العائلات، استدعاء يسبق الاعتقال الليلي لطفلها.
ويخلص التقرير الصادر بالإنجليزية تحت عنوان "على أسس واهية: الاعتقالات الإسرائيلية الليلية السائدة للأطفال الفلسطينيين" إلى أن "الاعتقالات الليلية تستخدم كخيار أوّل حتى في الحالات التي تم فيها احتجاز الطفل لفترة قصيرة لا غير، ومن ثم إطلاق سراحه من دون توجيه تهم إليه. ويؤدي رفض السلطات الاسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات جوهرية للحد من هذا الشكل غير الضروري من الاعتقالات إلى الاستنتاج بأنه وسيلة ترهيب لا أكثر".
وتستند البيانات إلى توجهات من 294 عائلة تواصلت مع هموكيد في العام 2022 لطلب المساعدة في تحديد مكان طفلها القاصر بعد اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية، ومن بين هؤلاء، كانت هنالك 125 حالة اعتقال مخطط لها مسبقا، جرت في منتصف الليل. يذكر أن الجيش الإسرائيلي قد قدّم في آب (أغسطس) 2021 تعهدا، ردا على الالتماس الذي قدمه مركز هموكيد للمحكمة ضد الاعتقالات الليلية التزم فيه بممارسة "إجراء استدعاء القاصرين المشتبه بهم قبل إجراء الاعتقال المخطط له مسبقا". ومع ذلك، فلم يتم استدعاء أي من الأطفال في الحالات الـ 125 المسجلة في العام 2022.
إلى ذلك، يوضح تقرير هموكيد بأن الاعتقالات الليلية تُمارس حتى عندما يُشتبه في ارتكاب هؤلاء الأطفال جنحا بسيطة. فمن عيّنة يبلغ قوامها 58 طفلا هم الأطفال الذين تم اعتقالهم في الفترة الممتدة ما بين شهري أيار (مايو) حتى تشرين أول (أكتوبر)، جرى تسريح الغالبية العظمى من الأطفال - 36 طفلا- إلى منازلهم وعائلاتهم حتى شهر تشرين ثاني (نوفمبر)، حيث لم يتم تقديم أية اتهامات بحقهم. وقد تم احتجاز العديد من الأطفال لفترات لا تتعدى بضعة أيام، وفي بعض الحالات: لساعات قليلة.
من جهتها، صرّحت جيسيكا مونتيل، المديرة العامة لمركز هموكيد قائلة : "هذه الاعتقالات الليلية هي تجربة مؤلمة للغاية لجميع أفراد الأسرة، وهي لا تتسبب بالندبات النفسية للطفل الذي يتم القبض عليه فحسب، ولكنها تمتد لتصيب أيضا ذويه وإخوته الذين يشاهدونه وهو يحتجز احتجازا غالبا ما يكون عنيفا، حيث يقاد الأطفال مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين. وتظهر البيانات بوضوح أنه قد اتضح في الغالبية العظمى من هذه الحالات عدم وجود مبرر لهذا الاعتقال العنيف، لكن الجيش الإسرائيلي لم يبذل أي جهد لجلب هؤلاء الصبية للاستجواب عبر أمر استدعاء."
هذا، ومن المقرر أن تستمع المحكمة العليا إلى التماس هموكيد ضد الاعتقالات الليلية للأطفال في شهر آذار (مارس) 2023. ويخلص التقرير إلى أن "سلوك إسرائيل تجاه الأطفال الفلسطينيين المطلوبين للاستجواب يشكل انتهاكا صارخا لالتزاماتها القانونية الدولية".