.  إزالة "البؤرة" التي أقيمت على أراض جوريش في نابلس

خلافات علنية في حكومة بنيامين نتنياهو

 أجبر أهالي قرية جوريش جنوب شرق نابلس، يوم الجمعة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إزالة البؤرة الاستيطانية التي أقامها مستوطنون الليلة الماضية على إحدى التلال التابعة للقرية.

 ومنذ ساعات الصباح تجمع المواطنون قرب أراضيهم احتجاجاً على البؤرة الاستيطانية، حيث اندلعت مواجهات أصيب خلالها عدد من المواطنين بالرصاص المعدني والاختناق.

 كما أصيب عدد من المستوطنين بجراح إثر رشقهم بوابل من الحجارة من قبل أهالي جوريش الذين تصدوا للمستوطنين وأجبروهم على الرحيل من أرضهم.  

وكانت مجموعة من المستوطنين وضعوا كرفانات في منطقة وعر جمة التابعة لأراضي قرية جوريش، على التلة القريبة من مستوطنة "مجداليم" الجاثمة على أراضي المواطنين.

وتقع التلة المصادرة بين قرية قصرى وجوريش، في موقع استراتيجي يطل على الطريق الاستيطاني "عابر الضفة الغربية"، الذي يربط الأغوار وشمالي الضفة الغربية ووسطها، وستحد من التواصل الجغرافي الفلسطيني في المنطقة.

وقال الناشط ضد الاستيطان بشار القريوتي إن عربدة المستوطنين تتصاعد في كافة مناطق الضفة الغربية لإقامة البؤر الاستيطانية العشوائية وخاصة على التلال والمناطق الاستراتيجية.

ونبه إلى أن المستوطنين استهدفوا كافة التلال الواقعة في نابلس، وأي تلال فارغة يتم وضع بؤرة عليها بهذه الفترة في ظل منح الصلاحيات للمستوطنين للقيام بالسيطرة على الأراضي.

القفز بين التلال
 ووضعت المنظمات الاستيطانية ومن بينها منظمة "ناحالاه" خطة لوضع عشرات البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، وتهدف لانتزاع مليوني دونم من الأراضي التي يملكها الفلسطينيون، لنشر الاستيطان في الضفة والنقب والجليل.

 ويؤكد أعضاء "ناحالاه" أنهم يريدون الوصول إلى الجبال لبناء مستوطنات جديدة، عبر القفز بين التلال بمشاركة الشباب اليهود لخلق جيل استيطاني جديد مرتبط بأرض الضفة.

   وتقود منظمة "ناحالاه" المستوطنة "دنييلا فايس"، والتي تتطلع لوضع "الميزوزاه" (قطعة توضع على مداخل بيوت اليهود) في كل بقعة من أرض فلسطين وخاصة في نابلس والخليل وأريحا.

 وتعتنق "فايس" فكرة أن أرض فلسطين يجب أن تكون لشعب إسرائيل فقط، وأن البؤر الاستيطانية تنشأ كمقدمة لبناء مدن لليهود تتوسع على أرض الضفة.

 وإلى جانب "ناحالاه" تنشط عشرات المنظمات الاستيطانية، تمول بعضها حكومة الاحتلال مثل "الحارس ليهودا والسامرة"، و"كيدما"، و"بيت ياتير" التي تزود البؤر الاستيطانية بالمتطوعين للعمل في زراعة الأراضي الفلسطينية المصادرة لصالح المستوطنين.

وشهدت الزيادة السنوية في مخططات الاستيطان ارتفاعا بنسبة 26%، وروج في عام واحد الى بناء 7292 وحدة استيطانية.

وأشارت معطيات ميدانية إلى أن حكومة الاحتلال استولت على 22300 دونم من أراضي الضفة الغربية، في النصف الأول من العام الجاري والتي تعد الأكبر منذ عام 1997.

 كما لوحظ تسارعاً وزيادة في إنشاء البؤر الزراعية الاستيطانية خلال السنوات الماضية وبلغ عددهما في الضفة الغربية 62 بؤرة، ما يرفع عدد البؤر الاستيطانية في الضفة 176.

بن غفير وسموتريتش يطالبان غالانت بالامتناع عن إخلاء البؤرة الاستيطانيّة الجديدة

وطالب كل من وزير الأمن القومي الإسرائيليّ، إيتمار بن غفير، ورئيس حزب الصهيونية الدينية، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يوم الجمعة، وزير الجيش الإسرائيليّ، يوآف غالانت، بالامتناع عن إخلاء بؤرة استيطانيّة جديدة أقامها مستوطنون شمال الضفة الغربية.

وهاجم سموتريتش وهو كذلك وزير في وزارة الجيش الإسرائيليّة، لديه صلاحيّات بشأن إدارة إجراءات الاحتلال في الضفة، غالانت، وأصدر مكتبه بيانا مقتضبا ذكر أن "الوزير أصدر صباح اليوم (الجمعة)، وفقا لصلاحياته، تعليمات خطية... بوقف الإخلاء وعدم تنفيذه، حتى يتم إجراء مناقشة حول الأمر في بداية الأسبوع" المقبل.

وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إخلاء بؤرة "أور حاييم":"الحكومة تؤيد إقامة البؤر فقط عندما تتم بشكل قانوني وبتنسيق مسبق مع رئيس الوزراء والقوى الأمنية، وهو ما لم يتم في هذه الحالة - سيجري رئيس مجلس الوزراء نقاشاً حول الموضوع في بداية الأسبوع."

يأتي ذلك فيما قاطع وفد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، وصل إلى إسرائيل، الثلاثاء الماضي، وزراء اليمين المتطرف من حزب الصهيونية الدينية، الذي يرأسه سموتريتش، وحزب "عوتسما يهوديت"، الذي يرأسه بن غفير، وفق ما نقل موقع "واللا" الإلكتروني موظفين إسرائيليين اثنين رفيعين ومصدر أميركي.

وأفاد الموقع بأن السيناتور جاكي روزين، من الحزب الديمقراطي، أوضحت لمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أنها غير معنية بأن يلتقي وفد السيناتورات الديمقراطيين والجمهوريين برئاستها مع ممثلين عن حزبي اليمين المتطرف، الصهيونية الدينية و"عوتسما يهوديت". وهذه المرة الأولى منذ تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو التي يرفض فيها مسؤولون أميركيون لقاء ممثلين عن الحزبين الشريكين في الحكومة. وروزين هي سيناتور داعمة لإسرائيل ومررت من خلال الكونغرس قوانين كثيرة داعمة لإسرائيل على مر السنين.

وبحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية 13 اليوم، اتّهم مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية، كلا من سموتريتش وبن غفير، "بإشعال الأوضاع بشكل مقصود"، تزامنا مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الذي طلب تهدئة الأوضاع في الضفة.

وأضاف البيان أن "وزير الجيش غالانت أمر بتنفيذ الإخلاء رغم التوجيهات (التي صدرت عن سموتريتش)، دون التحدث إلى الوزير سموتريتش، وفي تناقض تام مع الاتفاقات الائتلافية، التي تشكِّل أساس وجود الحكومة".

وطلب بن غفير كذلك إجراء مناقشة في الحكومة بشأن الإدارة المدنية الإسرائيلية. وقال: " لا يُعقَل أنه عندما يبني العرب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، لا يفرض المسؤولون الإداريون القانون ضدهم. ولكن عندما يتعلق الأمر باليهود، يريدون تدمير البؤرة الاستيطانية في غضون ساعات"، على حدّ قوله.

ووصل عناصر من شرطة الاحتلال إلى مكان البؤرة الاستيطانية، وطالبوا المتواجدين بإخلائها، في حين اعتلى بعض المستوطنين على البيوت المتنقلة "الكرافانات"، رافضين ذلك، بينما لوّحت شرطة الاحتلال باستخدام القوة.

 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الضفة الغربية