الطهي في الهواء الطلق.. تجربة جديدة ينقلها قديح إلى مدينة غزة

ما أن تطأ قدمك غرب مدينة غزة حتى تجذبك رائحة الشواء المنبعثة من شاطئ بحر غزة والأغاني التراثية الجميلة، لترى خلف ذلك الشاب يوسف قديح (27 عاماً) يبدع في ممارسة هوايته في طهي الطعام بالهواء الطلق.

يمارس قديح هوايته في الطهي بالهواء الطلق بالأماكن الطبيعية، حيث يخصص يوماً واحداً من كل أسبوع ليستمتع بوقته، بعيداً عن الأماكن المغلقة التي تعتبر تقليدية للطهي.

وتعلم قديح فن الطهي في قبرص خلال رحلة تعليمه، ليطور مهاراته ويبدع في ممارسة شغفه، ونجح في نقل أطباق جديدة من الطعام وبطريقة تقديم مبتكرة إلى قطاع غزة المحاصر.

يقول قديح في مقابلة لوكالة (APA) "درست في قبرص مجال التسويق، واستغليت وقت الفراغ بتعلم مهارات الطهي، وكانت الأطباق التي أعدها تنال إعجاب زملائي وأصدقائي في السكن الجامعي".

وبين أنه مارس مهنة شيف بداخل أحد المطاعم في بريطانيا خلال مسيرته الدراسية، ليؤمن مصدر رزق له، ويضيف خبرات جديدة لمهاراته في الطهي.

وأضاف "عندما عدت إلى أرض الوطن استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي لأنشر عليه فيديوهات طهي الطعام وسط الطبيعة، ووجدت تشجيع كبير من المتابعين حول هذه الفكرة التي تعد الأولى من نوعها في غزة".

وأشار قديح إلى أن أصدقائه كان لهم دوراً كبيراً في بداية مسيرته المهنية، حيث عملوا على مساعدته وتشجيعه لتطوير فكرته وتطبيقها على أرض الواقع.

ويعد أصناف مختلفة من الأطباق، مثل الشيش طاووق والوجبات السريعة وغيرها من الوجبات المحببة للجمهور المحلي في غزة.

ولفت إلى الاقبال الكبير من الزبائن على الشراء، خاصة أنهم يشاهدون وجباتهم المضلة تُعد أمام نظرهم وسط أجواء تراثية ووطنية.

واستدرك قديح "اعتاد الزبائن على تناول الطعام في المطاعم والأماكن المغلقة دون رؤية طهيه، فكانت تجربة طهي الطعام أمام الجمهور ناجحة".

ويرى أن فكرته ساعدت الزبائن على الإحساس بالثقة أثناء تناول الوجبات السريعة من الخارج، ليكونوا مطمئنين ومستمتعين بالوجبة التي أُعدت أمامهم.

وأوضح أن اختياره للاماكن المفتوحة سواء في الشارع أو البحر للابتعاد عن فكرة المطاعم التقليدية الرسمية حيث يكون التعامل مع الزبائن بشكل مباشر وسط أجواء البهجة والفرح.

ونوه إلى مساعدة أصدقائه له خلال عمله، كداعمين ومشجعين للفكرة التي وفرت لهم مصدر رزق، وسط انتشار البطالة في غزة.

ويطمح قديح أن ينشأ مطعم غير تقليدي وسط الطبيعة والهواء الطلق، ليستمر في العمل طوال أيام الأسبوع، ويساعد أعداداً من الشباب في إيجاد فرصة عمل لهم.

ومن جانبه قال حسام أبو العوف، أحد المساعدين لقديح، إنه يعمل في هذه المهنة لمساعدة صديقة في إنجاح فكرته المميزة.

وتابع أبو العوف "أن المساعدة في طهي الطعام وسط أجواء تعمها البهجة والسرور أمر ممتع، يجعلنا نستمر في هذه الفكرة ونعمل جاهدين للحفاظ عليها وتطويرها".

وأكمل أن أقبال الناس في كل مرة يزداد أكثر، عدى عن طلب بعض الزبائن لتوصيل الطعام لهم الى أماكن تواجدهم".

واستدرك أنه لا يوجد ايدي عاملة خارجية، فجميعهم أصدقاء وهدفهم الأول تقديم المساعدة لقديح ودعمه.

ويمزج قديح بين الطبيعة والموسيقى كنوع من الترفيه للاستمتاع في الأجواء البسيطة والغير تقليدية بعيداً عن صخب الحياة اليومية.

من جانبها تقول ديما الكيلاني (24 عاماً) وهي إحدى الزبائن "حرصت على خوض تجربة أجواء الطهي في الهواء الطلق بعد مشاهدة الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي".

وتابعت، أن التجربة نالت إعجابها، وجعلتها تشجع صديقاتها لخوضها، للاستمتاع في مشاهدة طهي الطعام، وتناوله وسط أجواء جميلة.

ونوهت إلى أن أكثر ما يميز التجربة، وجود العازفين في المكان، حيث أضافوا رونقاً مميزاً للأجواء.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - APA - وفا