- عبد الرحمن القاسم
اريحا مدينة القمر وذات التاريخ العريق الضارب في القدم وشيخة المدن وبوابة فلسطين الشرقية وفلسطين المصغرة بتنوعها وموطنا لعائلات وعشائر فلسطين من مختلف مناطق فلسطين التاريخية. ومدينة السلم الاهلي بمسلميها ومسيحيها. ومحجا للزوار والسياح من مختلف دول العالم والنساك والحجاج القاصدين حيث صام يوحنا المعمدان اربعين يوما في جبل التجربة "قرنطل" ونهر الاردن مكان عماد المسيح عليه السلام, وشجرة الجميزة حيث استظل المسيح تحتها من اشعة الشمس سالكا درب الالام تجاه القدس الشريف ليتامر عليه اليهود.
تعيش هذه الايام الام الحصار والاغلاق الخانق ومزاجية جنود الاحتلال والذين اعلقوا كافة مداخل ومخارج المدينة ويتفرس جنود الاحتلال وجوه وهويات المواطنين الى جانب تفتيش السيارات وانزال الركاب وتعمد تأخيرهم وتستغرق رحلة مدينة رام الله او السفر الى اي مدينة اخرى عدة ساعات من الانتظار والوقوف واحيانا الاعادة من حيث اتت. وتاخر او عدم قدرة الطلبة والموظفين والمسافرين الى الوصول الى جامعاتهم او وظائفهم او بيوتهم.
وشلل في الحركة الاقتصادية كون اريحا والاغوار تعتمد بشكل كبير على السياحة ومستخدمي معبر الكرامة الحدودي وعلى اهلنا القادمين من القدس الشريف ومدن الداخل المحتل.
وكما اسلفنا بانها اي اريحا فلسطين المصغرة ودرب الام السيد المسيح في صورة لدرب الالام الفلسطيني ونموذجا لمعظم المدن الفلسطينية والتي تخضع بين الفترة والاخرى لعمليات اغلاق مداخل المدن تارة ليتدرب الاغرار في جيش الاحتلال غلى التفتيش والفحص والتدقيق بحجج البحث عن "مطلوب" او اجراءات امنية جوفاء.
وهي كلها حجج واهية وكاذبة وتعكس سادية وفاشية الاحتلال ومحاولاته الفاشلة لإذلال وتركيع الشعب الفلسطيني, ورسالة فجة من الاحتلال وحكومته بان لهم اليد الطولى في فرض العقاب الجماعي للمواطنين وانهم اي المواطنين يدفعون ثمن اي محاولة نضالية ومقاومة لدحر الاحتلال
لانهم امييون في قراءة التاريخ ومقاومة الشعوب وصمود وتكييف وتغلب الشعب الفلسطيني على كل اشكال العقاب والحصار.
وان والد الشهيد المقدسي خيري علقم عندما ابلغ بهدم المنزل قال...اذا الغالي راح "استشهد" راح واحد وعندي ثلاث غيره يقصد ابناءه.. فداء لفلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت