- المحامي علي ابوحبله
" تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس ، إن إسرائيل ستواصل العمل بقوة في كل القطاعات القريبة والبعيدة لإحباط جهود من يسعى إلى المساس بجيشها ومواطنيها."
جاءت تصريحاته هذه في مستهل جلسة خاصة عقدتها حكومته لإقرار الميزانية العامة، وقال خلالها "نقولها دائمًا، سنغلق الحساب مع كل من يمس بمواطني إسرائيل وجنود الجيش وهذا ما قمنا بفعله هذه المرة أيضَا"."
وحول العملية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الأربعاء في نابلس والتي أسفرت عن مقتل 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين، قال نتنياهو: "دعوني أشيد بقوات المخابرات والاستخبارات العسكرية على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة, وكذلك المقاتلين الذين قاموا بتنفيذ المهمة ببطولة وهدوء تحت إطلاق للنار".
وتابع نتنياهو بالقول إننا "سنواصل العمل بقوة في القطاعات كافة القريبة والبعيدة وسنحبط جهود أعدائنا للمساس بنا, كل من يحاول المساس بنا سيقتل".
وزير الحرب في حكومة الاحتلال غالانت بعد العملية في نابلس صرح " : سيتصرف الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن بقسوة ضد المسلحين ومرسليهم، هكذا كان الحال قبل بضعة أسابيع في جنين وأريحا، وهذا الحال كان أيضًا في نابلس - وسيكون هذا هو الحال في أي منطقة سيتيعن علينا العمل فيها. "
هذه المواقف والتصريحات لحكومة اليمين الاصوليه المتطرفه تحمل دلالات وقرائن وتاكيدات على ان حكومة الكيان الصهيوني ماضيه في سياستها ضد الشعب الفلسطيني وهي لا تتقيد بقواعد القانون الدولي والمواثيق الدوليه وان سياستها ضد الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال تندرج وبموجب تصريحات وزراء الحكومه الاحتلال تحت مسمى " سياسة الارض المحروقه " التي تستهدف الانسان الفلسطيني وتستهدف الارض والحجر والشجر
ان استمرار القتل والتدمير لكل ما تطاله آلالة العسكرية الاسرائيليه ودونما اعتراض من تلك الدول على راسها امريكا والغرب وتدعي و تعتبر نفسها أنها تحمي الأمن والسلم العالمي
ان إسرائيل " دوله احتلال " وبسياسة التعامل من قبل المجتمع الدولي بسياسة الكيل بمكيالين " أعطيت الحق في استمرار ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني تحت ما تسميه أمريكا وتستظل به إسرائيل وتبرير أولئك من استظلوا بالحماية الامريكيه والنهج الأمريكي محاربة الإرهاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والحقيقه ان الارهاب هو الاحتلال وممارساته الاجراميه بحق الشعب الفلسطيني الذي هو في موقف الدفاع الشرعي عن النفس و عن حقوقه المشروعه وحق تقرير مصيره وتطلعه للتحرر من الاحتلال
ان تسويق المبررات لاسرائيل بسياسة العدوان على الشعب الفلسطيني ؟؟؟؟؟ يدفع قوات احتلالها باجتياح يكاد يكون يومي لمدن وقرى الضفة الغربية حيث الاعتقال وممارسة القتل شبه اليومي وهذا ما تشهده مدن نابلس وجنين وطولكرم وقلقليه ورام الله وكل مدن وقرى الضفة الغربية هي تحت سيطرة الاحتلال يدخلها أنا يشاء وكيف يشاء فما تبرير ذالك ؟؟ وما قيمة اتفاقات التهدئه التي تم التوصل اليها بالرعايه الامريكيه والجهود المصريه ؟؟
وما هي حقيقة وجوهر واهداف الدعوه لعقد مؤتمر للامن يعقد في العقبه تحضره امريكا ومصر والسلطه الفلسطينيه والاردن واسرائيل
يقينا أن الأهداف والغايات الاسرائيليه لاجتياحاتها اليوميه لمدن وبلدات الضفة الغربيه وممارساتها وامعانها بالقتل وسياسة الاعتقالات وهدم البيوت ومصادرة الاراضي التي تندرج تحت مفهوم سياسة " الارض المحروقه" ابعد من ذالك بكثير من الذي يظنه البعض ، لان مؤشرات ودلائل استمرار العدوان إن هو إلا بسبب محاولات الانتقاص من هيبة السلطة الوطنية وإحراجها أمام مواطنيها و إغراق المجتمع الدولي والوسطاء العرب بقضايا الأمن من اجل الاستمرار من التهرب ببحث القضايا السياسية الاساسيه كالاستيطان والاستيلاء على الأراضي وترسيم الحدود ووقف تغيير معالم القدس وعليه فان استمرار التفاوض تحت حراب إسرائيل وممارساتها العدوانية لا يجدي نفعا ولن يؤدي إلى ما تهدف لتحقيقه القيادة الفلسطينية من خلال المفاوض الفلسطيني الذي يتجاهل حقيقة بواطن القوه ومن خلالها يمكن قلب الطاوله ووضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته
ويقينا أن مجريات الأمور في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزه يجب أن لا يقودنا لسرد الأسباب والمسببات بقدر ما يتطلب الأمر من موقف حازم وحاسم لوقف الاعتداءات وجرائم القتل المستمر ه في ظل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه لتنفيذ مخطط التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وتفريغها من سكانها المقدسيين وصولا للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى
ان استمرار هذا الوضع بممارسات إسرائيل العدوانية والتسليم بسياسة الامر الواقع والقبول بما يملى امر يرفضه الشعب الفلسطيني لان محصلة اي اتفاقيات جديده ان تؤدي إلى ما وصلنا إليه من اتفاقات منذ اوسلوا ولغاية الآن وهي جميعها رهن بقبول ورفض إسرائيل بها أيا تشاء ووقت تشاء ورفضها بالوقت الذي تشاء حيث نقضت حكومة نتنياهو اتفاق التهدئه واجتاحت نابلس وارتكبت مجزره مروعه
وابدى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه من استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للأسلحة المتفجرة والذخيرة الحية خلال اقتحامها مدينة نابلس أمس الأربعاء، ما أسفر عن استشهاد 11 مواطنا بينهم طفل و3 مسنين، وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وقال تورك، في بيان صحفي، إن "استخدام المقذوفات المتفجرة التي تطلق من الكتف وأسلحة أخرى مرتبطة عادة بالأعمال العدائية في منطقة مكتظة بالسكان في وضح النهار، في وقت يتزايد فيه النشاط العام، يوحي بوجود تجاهل لأرواح المارة وأمنهم".
ودعا تورك إلى "الامتثال الكامل للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك ضمان التحقيق في جميع عمليات القتل والإصابات الخطيرة وفقًا للأعراف والمعايير الدولية"، كما دعا إلى "وقف التصعيد غير المنطقي الذي يتراكم على حساب حقوق الإنسان".
هناك من التقارير والادانات الموثقه لجرائم الكيان الاسرائيلي لم يتم استغلالها وغالبا ما تخضع للمساومات والمقايضات وتصبح من الماضي كما حصل في قرار محكمة لاهاي ٢٠٠٤ وتقرير غولدستون وقرار ٢٣٣٤ ونخشى ما نخشاه بعد سحب القرار من مجلس الامن ادانة الاستيطان ان تتم المقايضه على قرار الجمعيه العامه التوجه لمحكمة لاهاي لتوصيف احتلال اسرائيل للضفة الغربيه وقطاع غزه
جرائم اسرائيل بحق شعبنا الفلسطيني لم تتوقف وان الاستمرار بقبول المفاوضات العبثيه لن تؤدي سوى الامعان بتنفيذ المخطط الاستعماري الاحلالي وان الاستسلام للضغوط هو الضعف بعينه
فهل للجميع ان يعي خطورة ما ترمي حكومة الاحتلال لتحقيقه وأغراضها وأهدافها من استمرار الحالة الراهنة للوضع الفلسطيني وما يشكله هذا الصراع والخلاف الداخلي من انعكاس يرتد بسلبياته على الوضع الفلسطيني والقضية الفلسطينية من خلال ما نسوقه من مبررات وحجج يرى بها الاحتلال الإسرائيلي مصلحه يكرس من خلالها احتلاله وتوسعه ومواصلة مخططاته في ظل الاستمرار بسياسة العدوان على الشعب الفلسطيني والتي تندرج تحت مفهوم سياسة الارض المحروقه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت