قارب الـ90 عاما.. فلسطيني يشيد المساكن

يؤمن بأن العمل يريح النفس ويخلص الجسد من المرض 1.jpg

- شيد في مسيرته المهنية آلاف المنازل الفلسطينية ويحظى بزبائن كثر شمالي الضفة الغربية.
- يرجع المسن الفلسطيني سر نجاحه إلى الأمانة وإنجاز الأعمال في وقتها بطريقة حرفية.
- يعمل بين 8 إلى 10 ساعات في ورشة لتزيين الحجارة بجانب أعمال البناء.
- لا يستقل المركبات لقضاء مشاويره ويتطوع لمساعدة المسنين.

يعمل الثمانيني الفلسطيني يوسف الشيخ حسين بجد الشباب في مهنة البناء متحديا ظروفها الصعبة رغم وصوله سن الـ89، مضيفا إلى ذلك نشاطا تطوعيا لدعم المسنين.

وكالة "الأناضول" التقت الشيخ حسين بينما كان يقوم بهمة عمل منشغلا بأدوات البناء في مدينته سلفيت شمالي الضفة الغربية، مؤمنا بأن العمر ليس عائقا للعمل ما دام الإنسان قادرا.

قال الشيخ حسين إنه ظل يعمل في مهنة البناء منذ نحو 70 عاما، وبات مشهورا في مدينته والبلدات المجاورة، مشيرا إلى أنه يشرف بنفسه على أعماله ويتابع أدق التفاصيل ويدرب أبناءه على مهنته.

 مهنة العمر
بينما كان يعمل على وضع بعض اللمسات بسقف الطابق الثاني من عمارة سكنية بمساحة 500 متر مربع، تبادل معنا الشيخ حسين الحديث وقال إنه عاش وكبر وربى تسعة من أبنائه من مهنة البناء التي لم يمارس غيرها طيلة حياته.

ورغم تقدمه في العمر، ذكر الشيخ حسين: "لا أريد أن أكون عالة على أحد وأكسب رزقي من عرق جبيني وأتناول طعامي بكسبي وأرفض التقاعد لأنه بداية نهاية الصحة".

للعجوز الفلسطيني ورشة يعمل بها يوميا بين 8 إلى 10 ساعات، فهو بجانب إشرافه على أشغال البناء وتنفيذها، يتقن تزيين حجارة البناء من الخارج.

تطورت تفاصيل مهنة البناء عند الشيخ حسين من مصدر رزق إلى علاقة شغف ممتدة عبر الوقت حتى قال: "أحب عملي لدرجة أنه بات جزءا لا يمكن أن أتخيل نفسي دونه".

مصدر الصحة
يتبادر سؤال القدرة كل من التقى البنّاء الفلسطيني ليسأله عن سر صموده في مهنة شاقة كل هذه السنوات الطويلة، فيرد الشيخ حسين: "وهبني الله الصحة الجيدة".

وأشار إلى أنه لم يتناول السجائر والمشروبات الكحولية طيلة حياته، ويكتفي بتناول الطعام الصحي في المنزل، ويواظب على عادة النوم والاستيقاظ في ساعة مبكرة.

ولافتا إلى أن طعامه الصحي وإيمانه بأن الروح لا تشيخ مصدر قوته وعزيمته، قال الشيخ حسين حكمته: "الوقت كنز ثمين والعمل لا عمر له".

ومواصلة في نمط الحياة الصحي، يقوم الشيخ في الإجازات وعطلات المناسبات الدينية بممارسة رياضة المشي لمسافة 5 كيلو مترات، بجانب اهتمامه بزراعة الأشجار والخضروات والفاكهة داخل منزله الذي شيده بنفسه على قطعة أرض مساحتها دونمين اثنين (الدونم يعادل 1000 متر مربع).

ناشط اجتماعي
لا يستقل المسن الفلسطيني المركبات لقضاء مشاويره، يقول: "أزور كل مريض، وأشارك في المناسبات الاجتماعية وأنا عضو في جمعية الوفاء للمسنين".

وأشار الشيخ حسين إلى أنه شيد في مسيرته المهنية آلاف المنازل الفلسطينية، ويحظى بزبائن كثر، موضحا أن سر نجاحه الوفاء والأمانة وإنجاز الأعمال في وقتها وبطريقة حرفية.

يقارن نفسه بكبار السن قائلا: "كثيرا ما ألتقي بمن هم أصغر مني سنا لكنهم لا يقوون حتى على المشي بسبب استسلامهم فالوهن مرض يهدم القلب والجسد".

وكثيرا ما يعمل الشيح حسين رغم شعوره بالتعب والمرض، ويقول: "العمل يريح النفس ويخلص الجسد من المرض".


يؤمن بأن العمل يريح النفس ويخلص الجسد من المرض.jpg
يؤمن بأن العمل يريح النفس ويخلص الجسد من المرض 5.jpg
يؤمن بأن العمل يريح النفس ويخلص الجسد من المرض 4.jpg
يؤمن بأن العمل يريح النفس ويخلص الجسد من المرض 1.jpg
thumbs_b2_ca1569c080dfadc3c0650dd34199f26c.jpg
thumbs_b2_be4cac55b4c2d15edfe8918da1473274.jpg
thumbs_b2_b833f009ac7a4baba6a809b9b0467096.jpg
thumbs_b2_42f19d63dc6b3a691b4a1312000a9c81.jpg
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قيس أبو سمرة/ الأناضول