حاول وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش التنصل من تصريح دعا فيه إلى محو بلدة حوارة الفلسطينية شمالي الضفة الغربية المحتلة، معتبرا أنه لم يكن مقصودا.
جاء ذلك في تغريدة بحسابه على "تويتر" مساء السبت، في ظل إدانات دولية وعربية لتصريح أدلى به الأربعاء، بالإضافة إلى تقارير إعلامية إسرائيلية عن مقاطعة الإدارة الأمريكية لزيارته المرتقبة لواشنطن.
سموتريتش قال : "لست غاضبا من السفير الأمريكي لدى إسرائيل (توم نيدس). أنا مقتنع أنه لم يقصد التحريض على قتلي عندما قال إنه يجب إلقائي من الطائرة، تماما كما لم أقصد إيذاء الأبرياء عندما قلت إنه يجب محو حوارة".
وأضاف سموتريتش، رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "يستخدم الناس أحيانا تعبيرات قاسية لا يقصدونها لنقل رسالة حادة. يحدث ذلك للجميع".
ومعلقا على زيارة سموتريتش إلى واشنطن الأحد في ظل تصريحه بشأن حوارة، قال نيدس السبت: "أنا حقا غاضب من سموتريتش، هو أحمق. سيقوم برحلة إلى واشنطن، وإذا كنت قادرا لألقيت به من الطائرة".
ونقلت هذا التصريح وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "يسرائيل هيوم" والقناة "12" التي اعتبرته "نصف مزحة" لكنها تعكس المزاج السائد داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ودعما لوزير ماليته، قال نتنياهو في بيان الأحد: "من المهم أن وزير المالية سموتريتش أوضح أنه لا ينوي إيذاء الأبرياء أو العقاب الجماعي. أعرف مواقفه وقد انعكست في توضيحه"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأضاف نتنياهو ملمحا إلى تصريح السفير الأمريكي: "لا أحد منا يخلو من الأخطاء، بما في ذلك الدبلوماسيون الأجانب".
ومن المقرر أن يصل سموتريتش إلى واشنطن الأحد في أول زيارة منذ تعيينه في حكومة نتنياهو، وسيلقي كلمة أمام مؤتمر "البوندس"، وهي منظمة تعمل على بيع سندات الحكومة الإسرائيلية لمستثمرين أجانب، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
والسبت، نقلت القناة "12" عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه قوله إن سموتريتش "أصبح شخصية غير مرغوب فيها لدى الإدارة الأمريكية".
وأضاف: "حتى قبل هذه التصريحات، لم تكن الإدارة متحمسة له، ولكن الآن أصبح الأمر واضحا تماما بعد دعوته لمحو حوارة.. لن يلتقي به أي مسؤول أمريكي".
وإلى جانب الولايات المتحدة، أدانت دول ومنظمات عديدة دعوة سموتريتش إلى محو بلدة حوارة بينها: فرنسا ومصر والسعودية والإمارات والأردن والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.
والأربعاء، قال سموتريتش إن بلدة حوارة "يجب أن تُمحى"، مضيفا "أعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك وليس أشخاصا عاديين".
وجاء هذا التصريح بعد يومين من شن مئات المستوطنين الإسرائيليين هجمات على حوارة وبلدات فلسطينية أخرى؛ مما أسفر عن مقتل فلسطيني وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية.
وتلك الهجمات أعقبت مقتل إسرائيليين في إطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها بالقرب من البلدة، وذلك بعد أيام من قتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينيا خلال اقتحامه مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية في 22 فبراير/ شباط الماضي.
وتتصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية منذ أن منح الكنيست في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي الثقة لحكومة جديدة برئاسة نتنياهو توصف بأنها "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، لاسيما على مستوى سياساتها المتطرفة تجاه الشعب الفلسطيني .