غادر وزير المالية الإسرائيلي المتشدد بتسلئيل سموتريتش الليلة الماضية إلى واشنطن في أول زيارة له منذ توليه مهام منصبه، وفي ظل مقاطعة رسمية أمريكية على خلفية دعوته إلى محو بلدة حوارة الفلسطينية، بحسب إعلام عبري الأحد.
ووفق القناة السابعة العبرية القريبة من المستوطنين، يوم الأحد، فإن سموتريتش (رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف)، سيخطب مساء اليوم أمام مؤتمر "البوندس"، وهي منظمة تعمل على بيع سندات الحكومة الإسرائيلية لمستثمرين أجانب.
وأضافت أنه سيعقد لاحقا لقاءات مع رؤساء الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة.
كما سيخصص سموتريتش جزءا من اجتماعاته في واشنطن لشرح خطة "الإصلاح القضائي" التي تروج لها الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو وتثير القلق داخل وخارج إسرائيل، كونها تحد من دور القضاء، بحسب القناة.
وقيبل مغادرته مطار ديفيد بن غوريون في تل أبيب، قال سموتريتش: "سأزور الولايات المتحدة. منظمة البوندس ترمز أكثر من أي شيء آخر إلى الشراكة بين يهود العالم وإسرائيل".
وتابع أن "البوندس جمعت أكثر من 50 مليار دولار لإسرائيل منذ إنشائها.. سألتقي بمجموعة متنوعة من المستثمرين الدوليين واللاعبين الاقتصاديين المهتمين بتعميق الاستثمار في إسرائيل".
والخميس، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على طلب سموتريتش الحصول على "تأشيرة دبلوماسية" قبيل زيارته للبلاد، وفق موقع "والا" الإخباري العبري الأحد.
ونقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يسمه، قال الموقع إن مسؤولي الخارجية الأمريكية قالوا في محادثات مع دبلوماسيين إسرائيليين "إنهم سيكونون سعداء إذا لم يقم سموتريتش بزيارة واشنطن".
وتابع: "علاوة على ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون كبار أنه على أي حال لن يلتقي أي مسؤول أمريكي رسمي بسموتريتش".
وفي 5 مارس/آذار الجاري، تناقلت وسائل إعلام عبرية تصريحات للسفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نيدس علق فيها على زيارة سموتريتش (المرتقبة آنذاك) إلى واشنطن في ظل تصريحه بشأن بلدة حوارة الفلسطينية.
ووقتها قال نيدس: "أنا حقا غاضب من سموتريتش، هو أحمق. سيقوم برحلة إلى واشنطن، وإذا كنت قادرا لألقيت به من الطائرة".
ورد سموتريتش آنذاك عبر تغريدة: "لست غاضبا من السفير الأمريكي لدى إسرائيل. أنا مقتنع أنه لم يقصد التحريض على قتلي عندما قال إنه يجب إلقائي من الطائرة، تماما كما لم أقصد إيذاء الأبرياء عندما قلت إنه يجب محو حوارة".
ومحاولا التنصل من تصريح دعا فيه إلى محو بلدة حوارة شمالي الضفة الغربية، قال سموتريتش: "يستخدم الناس أحيانا تعبيرات قاسية لا يقصدونها لنقل رسالة حادة. يحدث ذلك للجميع".
ومطلع الشهر الجاري، قال سموتريتش إن بلدة حوارة "يجب أن تُمحى"، مضيفا "أعتقد أن على إسرائيل أن تفعل ذلك وليس أشخاصا عاديين"، مما أثار ردود أفعال عربية ودولية منددة.
وجاء هذا التصريح بعد يومين من شن مئات المستوطنين الإسرائيليين هجمات على حوارة وبلدات فلسطينية أخرى، مما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية.
وتلك الهجمات أعقبت مقتل مستوطنين إسرائيليين في إطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها بالقرب من البلدة، وذلك بعد أيام من قتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينيا خلال اقتحامه مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية في 22 فبراير/ شباط الماضي.
وتوصف حكومة نتنياهو، التي نالت ثقة الكنيست في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأنها "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، لاسيما على صعيد سياساتها المتطرفة تجاه الشعب الفلسطيني