ماذا يريد الفلسطينيون من التقارب السعودي الإيراني

بقلم: طلال الشريف

طلال الشريف
  • د. طلال الشريف

حافظ الفلسطينيون بطرفيهم المتنازعين على علاقاتهم مع السعودية وايران طوال العقدين الماضيين دون تشنجات إلا أن التيار الوطني المركزي فتح والسلطة الوطنية كان لهم أن يغضبوا ويتخذوا مواقف مناويئة لإيران اولا بسبب مساندة حماس في الموضوع الداخلي الفلسطيني وغياب محاولاتهم لإنهاء الإنقسام بما لإيران من علاقات فوق العادة مع حركة حماس.
 يحسب للرئيس عباس انه حافظ على  التواصل مع ايران وحلفائها كالحفاظ على العلاقة الجيدة مع الرئيس حافظ الأسد حتى حين الخلاف السوري الحمساوي وخروج قيادة حماس من سوريا وكذلك حين محاولتهم الأخيرة العودة إلى سوريا دون أن  تغير السلطة وفتح والرئيس  نهج عرفات في عدم القطع مع أي دولة أو التدخل في شؤون الدول الداخلية ومواقفها إلا ما يبتعد عن مساندة قضيتنا الوطنية ولم تحرض فتح سوريا على حماس.

على الجانب الآخر لم تتغير العلاقات المتواصلة بين الرسمية الفلسطينية والمملكة العربية السعودية حتى حين خلافها مع حماس وسجن أعضائها في الرياض تماما كما وقفت مع سوريا دون التحريض على حركة حماس.

حماس غيرت علاقاتها مع سوريا وعادت لتقيم علاقات من جديد ولم تنجح حتى الآن ولكن العلاقات مع إيران كانت علاقة تفاخرية بالدعم والإسناد لحماس، والآن بعد الاتفاق السعودي الايراني قبل أن تنقشع علامات الخلاف السعودي الحمساوي الذي يحتاج عمل جديد وعلاقات جديدة.

هكذا هي الصورة الآن لدى حزبي إشكالية الإنقسام السيئ السمعة والأثر على الفلسطينيين، ولذلك يظهر السؤال واضحا بعد ترميم العلاقات السعودية الايرانية، ماذا يريد الفلسطينيون من نتائج هذا الاتفاق ؟

أنا أرى أن الفلسطينيين يريدون دعم قضيتهم بكل المجالات، ولكن عليهم أي الفلسطينيون أن يتقدموا خطوة للأمام وينهوا خلافاتهم قبل كل شيء، والمطلوب وبسرعة من أصحاب هذا الاتفاق أن يستدعوا حماس وفتح ودون مواربة أو عودة لمحاولات المصالحة العقيمة التي جرت خلال عقدين من الزمن بأن تتدخل السعودية وإيران وتفرضان مصالحة في فلسطين ودون تأخير او تلعثم هذه المرة، وتوقعاتي أن كلا الدولتان تستطيعان فرض المصالحة على الطرفين بقوة إذا أرادا ذلك لما تحظى به الدولتان من نفوذ على التنظيمين.  

هذا كل ما نريده منهما، فهل تنجح السعودية وايران في فرض المصالحة؟ وليس استجدائها بعيدا عما جرى من محاولات إنهاء هذا الانقسام بطرق غير فاعلة وبمواقف غير حاسمة ..ننتظر الإجابة السريعة  من السعودية وإيران ولتكن أولى الخطوات الإيجابية لهذا الاتفاق بينهما هو إنهاء الإنقسام الفلسطيني فورا.. فهل تفعلان؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت