أزمة إسرائيل تهيمن على التغطية الإخبارية في العالم العربي

 أفردت وسائل الإعلام العربية تغطية واسعة النطاق للاحتجاجات الإسرائيلية والإضرابات والفوضى السياسية يوم الإثنين، مما لفت انتباه المشاهدين إلى الصراع الداخلي على خطط الحكومة لتعديل النظام القضائي.

وتابعت الأزمة على نطاق واسع قنوات مثل الجزيرة، التي سيطر تدفق الأنباء الواردة من إسرائيل على شريط الأخبار فيها، وقناة المنار، التي تديرها جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي تصدرت هذه الأنباء نشرتها الإخبارية المسائية.

وعبر بعض المواطنين العرب عن أملهم في أن تؤدي الأزمة إلى النهاية السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. كما تمنى آخرون حدوث عواقب وخيمة إلى مدى أبعد على إسرائيل التي خاضت حروبا عديدة مع خصوم من العرب بعد قيامها عام 1948 واحتلالها أراضي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.

وقال قصي القيصي، وهو مواطن أردني وقعت حكومته معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994 "بعتقد بالنسبة إلّي كمواطن عربي هاي بداية النهاية إن شاء الله لإسرائيل، ما بدي أحكيلك إني مبسوط مبسوط جدا من داخلي أنه في عندهم زي هيك وبتمنالهم الزوال بمعنى أصح".

وانتابت المشاعر نفسها محمد عبد اللطيف (39 عاما) في سوريا حيث احتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب عام 1967. وقال "اعطني سببا واحدا لاتعاطف مع إسرائيل، إن كانت حكومة أو ما يسمى شعب، لا يوجد شعب إسرائيلي وإنما مستوطنين يحتلون أرضا عربية هي أرض فلسطين، ما يحدث داخل حدود الكيان الإسرائيلي بالنسبة لأي مواطن عربي هو خبر إيجابي".

وقال المحلل السياسي طلال عوكل في غزة إن الأزمة جلبت شعورا بالارتياح لدى الفلسطينيين.

وذكر "نحن نتمنى الأ تهدأ أبدا وأن تتفاقم وتسوء أكثر... ولكن هناك خطر أيضا أن يقوموا بمغامرات عسكرية أو حروب ليهربوا من أزمتهم الداخلية".

وأثارت خطة الحكومة الإسرائيلية لتشديد سيطرة البرلمان على الإجراءات القضائية بعضا من أكبر الاحتجاجات الحاشدة في البلاد. ووصف المعارضون في إسرائيل الخطة بأنها تهديد للديمقراطية.

وتعرض نتنياهو لضغوط لتهدئة التوتر الناجم عن تصاعد الاحتجاجات على إقالته وزير الجيش يوآف جالانت الذي قال إن خطة الحكومة للتعديلات القضائية تهدد أمن إسرائيل.

وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، أعلن نتنياهو أنه سيجري محادثات بشأن الخطط المثيرة للخلاف بشدة وسط مخاوف من أن تؤدي الانقسامات إلى تصدع حكومته الائتلافية، والتي لم يمض على تشكيلها سوى ثلاثة أشهر، أو إلى تصاعد أعمال عنف.

  ‭‭"‬‬الانقسام صنيعتهم‭‭"‬‬

وفي قطاع غزة، قال نائل مقداد (43 عاما)، "الانقسام صنيعتهم، وها هو يرتد إليهم". وأعرب عن أمله في أن تخفف إسرائيل الضغط على الفلسطينيين وسط تصاعد العنف في الضفة الغربية التي تحتلها.

وشَبَّه بعض الفلسطينيين الانقسام في إسرائيل بالشقاق بين حركتي حماس في غزة وفتح في الضفة الغربية، وهو انقسام اتهم كثير من الفلسطينيين إسرائيل بإذكائه لأنه يعرقل قضيتهم الوطنية.

وقال هاني أبو طرابيش، وهو من سكان غزة، "اللي بيصير في إسرائيل لسة قليل عليهم".

وأضاف "زي ما عملوا الانقسام بيصير الانقسام عندهم".

وعلى موقع تلفزيون المنار على الإنترنت، والذي تديره جماعة حزب الله التي خاضت عدة حروب مع إسرائيل، ظهر عنوان يقول إن الشلل التام أصاب "العدو" بسبب الإضراب.

وواجهت إسرائيل عاصفة من التنديدات العربية هذا الشهر عندما قال عضو بارز في حكومة نتنياهو، هو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه لا يوجد تاريخ أو ثقافة فلسطينية ولا شيء اسمه الشعب الفلسطيني.

وفي الإمارات، وهي إحدى الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل في السنوات القليلة الماضية، قال المعلق السياسي عبد الخالق عبد الله يوم الاثنين إن الاضطرابات الداخلية في إسرائيل ليس لها تأثير على اتفاقيات إبراهيم، إذ لا تزال العلاقات التجارية مستمرة.

لكنه قال إن "التصريحات العنصرية" الأخيرة في إسرائيل سببت الكثير من القلق.

في مصر، التي أبرمت معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، وجه حكيم شريف، وهو من أرباب المعاشات، انتقادات للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، واصفا إسرائيل بأنها دولة فاقدة للشرعية.

لكنه أبدى أيضا احترامه لما وصفه بالديمقراطية الإسرائيلية، بينما كان يتحدث في القاهرة حيث قاد الجيش الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا للبلاد في 2013 بعد احتجاجات "الربيع العربي".

وقال شريف إن للمواطنين في إسرائيل مساحة للتعبير عن آرائهم، فهم لا يُعتقلون أو تُفرق احتجاجاتهم بعنف.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - من نضال المغربي - رويترز