- بقلم سفير الاعلام العربي ، دولة فلسطين،الاعلامي د. رضوان عبد الله
ربما تسرع صديقي "ابو اسعد"بلومه لي لأنني لم اكتب عن اخي المهندس الراحل الحاج محمود عوض اية كلمة، وربما لم يتسرع لانه حسب ما لامني وعاتبني (على قدر المحبة طبعا ) كان متوقعا مني ان اكتب الكثير عن اخي وصديقي" ابو صالح" بحكم علاقتي المميزة به رحمه الله.
" ابو اسعد " على حق ، ولم تقنعه شهادة التكريم التي حاولت ان اعبر بها عن قليل من الوفاء (تاج الجدارة)باسم الاتحاد العام للاعلاميين العرب، تجاه الاخ المهندس محمود عوض ، بسبب علاقتي الاخوية الكبيرة وغير المحدودة معه.
بدوري ، لم استطع ان اواجه لوم وعتب اخي "ابو اسعد" ، رغم قناعتي بمصداقية عتبه لي ورغم معاناتي القلبية والروحية بفقدان صديقنا المشترك الفقيد الراحل المناضل الكبير "ابو صالح" . حاولت ان أصمت،ليس ضعفا مني ولا خوفا من علاقتنا التاريخية المميزة، ولكن خوفا على ما يمكن ان يتأثر به جمهور القراء مما سوف اكتبه،وبكل شفافية ومصداقية.
علاقتنا لم تكن علاقة اخوة ونضال وطني فلسطيني مشترك فقط ، بل كانت علاقة مبنية على مداميك عمران اسستها ورفعتها سنين العمل الثوري على مر سنوات تعارفنا، كانت طُوبَاوِيَّةٌ بامتياز،( مَنْسُوبٌ إِلَى طُوبَى )، ومعنى رَجُلٌ طُوبَاوِيٌّ : مَنْ يُحَلِّقُ بَعِيداً وَيُنْشِئُ مُثُلاً وَيَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِهَا وَهِيَ بَعِيدَةٍ عَنِ الوَاقِعِ،فعلا حلقنا بعيدا وحاولنا إنشاء مثلا(بضم الميم)، ولكن القدر كان يتصدى لنا فرادى او مجتمعين،وهذا ما كنت احاول الا اقترب منه كي لا اثير حشرية البعض للاستفسار اكثر....والحمد لله على نعمه وعلى قدره الذي نسلم به ولا راد لقضائه.
كانت ولادتين بعام واحد مجلة " الشعلة " الطلابية ومجلة "المهندس الفلسطيني"، وبعد عدة شهور جاء قرار من قبل قيادة الساحة بوقفهما لسبب او لاخر،والتزمنا، مع ايقاف بعض النشرات الاخرى التي كانت تصدر دورية او غير دورية في زمن جميل جدا ، رغم مخاطر العدو الصهيوني والخصوم الداخلية للثورة الفلسطينية،على ان تستبدل تلك النشرات والمجلات بمجلة واحدة تغطي انشطة كل الشرائح الفلسطينية في لبنان ، وهذا ما لم يحصل بل عمل على اصدار مجلة ، فقط بالاسم انها مجلة ، وضاعت الطاسة ...وذلك موضوع اخر...!!!
انا انتظرك انت ومحمود عوض عند اول كوع.....!!! كان ذلك الانذار الاول لي ولاخي محمود...وفوجىنا بهذه الكلمات ، الاخوية الحارة ، امام اكثر من عشرين اخا حاضرين باللقاء ، عند زيارة ودية لقائد فلسطيني عريق...نحترمه ونكن له كل تقدير لانه كان يتعامل معنا كابنائه ،مثلما استدرك له بالكلام الاخ الاكبر لنا والذاهبين معه بالزيارة والذي خفف اي توتر ممكن ان يكون باتجاهنا من قبل الاخ القائد المنبه لنا بأخوية وبحب وبالاملية،وقد فهمنا لاحقا ان بعض الوشاة نقلوا كلاما زورا وبهتانا عن لساننا للاخ المسؤول الذي انزعج مننا ليس بسبب حضورنا لدارته الكريمة بل لانه فوجيء بالكلام المنقول عنا وكان غير متوقع ان نتحدث عنه بالسوء،وفعلا لم نغتابه لانها ليست من صفاتنا...ولا من عاداتنا.
وكان ما حصل للاخ محمود بسبب اشكال تم حله والحمد لله بعد ان تعرض المهندس محمود لاشكالية بسبب او لاخر وانا تعرضت لمشكلة كبيرة من مسؤول متنفذ لم يتجرأ ان يواجهني باجتماع بل "حكى بدري" من بعيد لبعيد...وحرض ضدي قيادة المنظمة في لبنان ، ولو كانت عنده الجراة لكان كلمني وجاهيا وليس غيابيا وهو يعرف اني لا احترم به جبنه ، ولا زبانيته كلهم وكلهن ، ولو وصلت عنجهيته الى قارون ،ولا اكنّ له اي مودة حتى لو وصل الى درجة رئيس لا سمح الله ولا قدر، وبالمناسبة استغربت من احد الاخوة الذين احبهم دعاني لنذهب ونسلم عليه لانه جاء من عبادة الحج....ولم اذهب طبعا لاني حين ذهب مغادرا لعرفات الله لم اسامحه بتعبي ولا بنضالاتي التي سرقها مني ومن عملي....فكيف اذهب لاقول له حج مبرور...!!!؟هل يعقل ذلك؟ لكن الله ينتقم من كل الحجاج المزيفين...وبطريقة الهية صرفة....لا يعلم جنود ربك الا هو... ولعلهم يعتبرون...فهل يعتبرون؟؟!!!
انا اثق بكلام اخي محمود رحمه الله حينما حاول على جبل عرفات الدعاء على كل متنفذ وعنجهي ومتسلط...وعلى الشلة المتبقية من الفاسدين...كما قال لنا...ولكن لا ادري لماذا لم يدع( و) عليهم رغم انه همّ بالدعاء كما اسر لي يوم زرناه وهو عائد من بيت الله الحرام...
اخي " ابو اسعد" انا اذكر كيف كنا نعمل انشطة وطنية كأطر طلابية وهندسية مع لجنة الاسرى المحررين ، من تظاهرات ولقاءات واصدار بيانات وعمل اعتصامات واضراب عن الطعام ...وبعدة مناسبات ان كانت بسبب الانطلاقة او الانتفاضة او النكبة او يوم الاسير او يوم الشهيد او حتى يوم المراة ..ولكني اذكر الى اليوم كيف سجن نفسه العزيز ابو خالد عناني ، ادامه الله بصحته والعافية، في قفص صنعه بيديه وبمهارة فائقة، تضامنا مع الاسرى وكان مضربا عن الطعام، واذكر كيف عملنا تكريما متواضعا ، بحضور قادة اخرين ، للاخ الاسير المحرر ابو صالح ابو زيد رحمه الله تعالى، ولم نكن نتنافس يوما من سيكون هو "الزعيم او القاطف للعمل" ، بل كنا نتنافس من اجل انجاح العمل،و احد الوشاة المتنفذين حين ابلغوه اني ارفع علم فلسطين وامشي وراء الاخ فلان الفلاني...غضب وقال لهم ( خلي ابو فلان ينفعه)... انا افتخر اني حملت علم فلسطين ومشيت بمعية فلان الفلاني.... وكنت اتجنب اي كوهين متآمر على شعبنا حتى لو وصل رأسه الى محراب زكريا عليه السلام،اعاذ الله نبيه من ان يصل الكوهينات او ما شابهم الى محرابه عليه السلام...
رحم الله المهندس الحاج محمود عوض "ابو صالح"...مؤسس وباني اللبنات الاولى للاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في لبنان ، ومؤسس "مجلة المهندس الفلسطيني"، التوأم الروحي لمجلة "الشعلة" الطلابية ، وافتخر اني عملت تقريرا اخباريا عن اول مؤتمر لفرع لبنان لاتحاد المهندسين ، وعملته فعلا بشغف وحب ، كما عملت تقرير ادبي للاخوة المتقاعدين بالنيابة عنهم حيث طلبوا مساعدتنا بذلك ، وكانت هناك تقارير ادبية تتم بخط يدي لمن انكروا المعروف وعقروا الودّ و الوفاء ، لا سامحهم الله ، ولكن عملنا النقابي المشترك كان لكي نثبت لكل العالم ان مخيمات اللجوء هي منبع العمل النقابي الفلسطيني ، رحم الله شهداء فلسطين والثورة الفلسطينية، واعاذنا الله من كل واشي ومتنفذ او عنجهي جبان...
يكفينا فخرا ان الاخ والصديق والزميل فقيدنا الراحل الحاج المهندس محمود عوض قد تبرع برسم الخرائط و جرف الارض وعمل القواعد لمسجد هنا في لبنان ، وبطلب مني شخصيا... ندعو الله ان بكون قد بني له بيتا في الجنة او يسكنه جنات تجري من تحتها الانهار خالدا فيها ابدا...مع الانبياء والشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا...اما "تاج الجدارة" فهو تقدمة رمزية من الاتحاد العام للاعلاميين العرب...لفقيد عزيز علينا ... سنوصله لعائلته وفاء" منا..... رحمك الله ابا صالح...
تكرم يا ابا اسعد....،هل اكتفيت؟؟؟!!!!!....على امل اللقاء قريبا بمواضيع اعلامية سياسية وادبية هادفة باذن الله
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت