- المحامي علي ابوحبله
تدعوا إلى تشكيل محور قومي عربي إسلامي لحماية القدس والتصدي لمخطط إفراغ مدينة القدس من سكانها المقدسيين ومن مخطط " تهويد المسجد الأقصى " والمطلوب خطة عربيه .. لإنقاذ القدس ليس بالخطابات والمهرجانات والبيانات ..
نشهد كل عام من شهر رمضان احتفالات " ألجمعه اليتيمة "من شهر رمضان تحت مسمى يوم القدس العالمي حيث دأبت دول عربيه وإسلاميه بالتظاهر في هذه ألجمعه الاخيره من اجل فلسطين وإحياء لذكرى القدس في احتفاليه خطابيه تفتقد لخطه استراتجيه لتحرير القدس وإنقاذها من مخطط التهويد وتهجير المقدسيين من أماكن سكناهم في القدس قسرا
وإحياء الذكرى لهذا العام من ألجمعه الاخيره من رمضان المبارك ، يحمل في طياته مشهدين متعاكسين داخل مدينة القدس، يمثلان إرادتين متناقضتين تسعيان لرسم مستقبل مدينة القدس العربية الاسلاميه :
المشهد الأول محاولات التقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى حيث يشهد المسجد الأقصى اكبر عمليات اقتحام لباحات المسجد الأقصى، بدعوة من جماعات المعبد التهويدية وأمناء جبل الهيكل والصهيونية الصاعدة ، بذريعة وحجة "يوم القدس العبري"" وعيد الفصح اليهودي " أو ذكرى "استكمال احتلال القدس"، تعبيراً عن إرادة صهيونية تهويدية عارمة تسعى إلى طمس هوية القدس الإسلامية العربية لحساب خلق "أورشليم" التل مودية الصهيونية. وفي السياق ذاته، تحويل البلدة القديمة، بأحيائها العربية المسيحية والإسلامية، إلى مدينة "داوود" التل مودية الاستيطانية اليهودية، كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
المشهد الآخر هو إحياء الفلسطينيين والمسلمين في أرجاء العالم، ومعهم كل الأحرار، يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان؛ ، تأكيداً لموقع القدس الجوهري في قلوب كلّ المسلمين في أرجاء المعمورة، وفي عقولهم وأفعالهم. وحقيقة الأمر تشهد مدينة القدس صراعا يوميا ، وعلى مستويات مختلفة، بين إرادة الباطل الصهيونية التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها الحضارية الفلسطينية والعربية والإسلامية منذ احتلال المدينة في العام 1967، وإرادة الحق الفلسطيني العربي الإسلامي المتجذر في تاريخ القدس، والذي تشهد له حجارة المدينة المقدسة وأبنيتها العتيقة.
وما بين يوم القدس العالمي والقدس العبري، يبقى السؤال المطروح: كيف نحافظ على هوية القدس العربية الإسلامية؟ وكيف ندعم صمود المقدسيين في مجابهتهم الاحتلال والاستيطان والتهويد في المدينة المقدسة؟ وكيف ننتصر جميعا عرب ومسلمين للقدس على يوم القدس العبري؟
الأول: إستراتيجية مواجهة فلسطينية
يحتاج أهلنا في القدس في حربهم على المخطط ألتهويدي الاستيطاني إلى إستراتيجية مواجهة مقدسية تراكم محطات الانتصار المقدسية على التهويد والاستيطان، الأمر الذي ظهر جلياً في معركة البوابات الحديدية والكاميرات على باب الأسباط، مروراً بفتح مصلى الرحمة، وصولاً إلى إزالة الحواجز عن باب العمود، يضاف إلى ما تحقق من انتصار فلسطيني من محاصرة المستوطنين ومحاولات منع مسيرة الإعلام وإفشال مخطط التقسيم ألزماني والمكاني وذبح القرابين في المسجد الأقصى وإبراز ان القدس بأقصاها وكنائسها عصية على المخططات لليهود المتطرفين وغيرهم إذ إن وجود إستراتيجية تراكم تلك الانتصارات يعد شرطاً أساسياً في تحقيق الانتصار في الحرب، وضامناً لعدم ضياع محصلة الانتصارات في تلك المعارك المقدسية هباء، من دون أن تؤثر في نتيجة الحرب النهائية على التهويد والاستيطان الصهيوني في القدس.
إنَّ الفلسطينيين في مختلف مكونهم وفي مقدمتهم المقدسيين قادرون على التصدي للمخطآت الصهيونية ويقفون بصلابة في وجه الاحتلال ضد تهويد المدينة المقدسة. لذلك، على الكل الفلسطيني أن يجعل القدس عنواناً للمعركة مع الاحتلال الإسرائيلي على كل جبهات تواجده، وأن لا يتأخر في تقديم الدعم والمساندة للمقدسيين الصامدين في خط المواجهة الأول، وخصوصاً أن القدس والمقدسيين هم في خط الدفاع الأول عن القدس ، وبالتالي تمتلك القدس القدرة على تشكيل عنوان وحدة للكل الفلسطيني، فالقدس يعشقها الوطني، ويتعبّد بها الإسلامي، ويصلي فيها المسيحي، وتهفو إليها قلوب الأحرار
ثانياً: إستراتيجية مساندة عربية وإسلامية وعالمية
ينطلق الموقف الأردني الثابت من أن القدس عربيه كانت وستبقى ، السيادةُ فيها للفلسطينيين، والوصايةُ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، يتولّاها ملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبدا لله الثاني، ومسؤوليةُ حماية المدينة مسؤوليةٌ دولية وفقاً لالتزامات الدول بحسب القانون الدولي والقرارات الدولية.
وتتواصل الجهود الأردنية، السياسية والدبلوماسية والقانونية، لتأكيد أن القدس مدينةٌ محتلّة تخضع لأحكام القانون الدولي، ويجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمبدأ حلّ الدولتين. كما تتواصل الجهود للتأكيد على ضرورة تنفيذ وتقيد سلطات الاحتلال لالتزاماتها، بوصفها قوة قائمة بالاحتلال وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وبخاصة اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، واتفاقية لاهاي للعام 1954.
وكانت القدس وما زالت على رأس أولويات الهاشميين حمل أمانتها المرحوم الشريف الحسين بن علي من منطلق قومي وتوارثها الهاشميون جيلا بعد الجيل وهي اليوم بعهدة الملك عبد الله الثاني ، وتكرّست الرعاية الهاشمية للمقدسات فيها حين انعقدت له البيعة والوصاية من أهل فلسطين في عام 1924، فكان أولَ المتبرعين لإعادة أعمار المسجد الأقصى، إذ بادر مع ابنه الأمير عبدا لله، إلى تقديم مبلغ يعادل حوالي 50 ألف ليرة ذهبية لأعمار المقدّسات الطاهرة، وهو ما سُمّي "الأعمار الهاشميّ الأول".
إن الدفاع عن القدس هو الدفاع عن کل الوطن العربي والإسلامي من أجل کرامته وحريته، ولتكن القدس عنوان وحدة ألامه العربية من اجل إقرار خطة استراتجيه من خلالها يتم استنهاض كل القوه للامه العربية والاسلاميه لاسترجاع القدس وتحريرها ، يوم تكون القدس منطلق لتصويب بوصلة الصراع مع إسرائيل .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت