تحدثت تقارير اعلامية عن إمكانية انخراط الصين بدور الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيرة إلى اتصالات وزير الخارجية الصيني مع نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني بخصوص المخاوف من تصعيد التوترات بين الشعبين، حيث أكد دعم بكين لعملية استئناف محادثات السلام الثنائية
وأشارت وكالات إلى إمكانية أن تلعب الصين دور الوسيط في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين لا سيما على ضوء التحركات الإقليمية الجديدة التي تعتبر إلى حد ما الحرب الأوكرانية محركا لها خصوصا أنها أفرزت تحالفا روسيا صينيا ايرانيا والآن سعوديا أيضا بإعلان التقارب السعودي الإيراني بوساطة صينية.
ووفقا لوقع "واينت" العبري، فقد تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يوم الإثنين الماضي مع وزير الخارجية الصيني تشين جانغ. ولم يذكر بيان وزير الخارجية الإسرائيلي أي نقاش مع الصينيين حول المحادثات مع الفلسطينيين، فيما تم التصريح بأن الاثنين ناقشا "الخطر الناجم عن البرنامج النووي الإيراني". وفي المقابل جاء في الإعلان الصيني، أن وزير الخارجية تحدث مع نظيره الإسرائيلي والفلسطيني رياض المالكي، بخصوص المخاوف من تصعيد التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، مبينا دعم بكين لعملية استئناف محادثات السلام بين الطرفين.
وجاء في بيان الخارجية الصينية أن الوزير أبلغ وزيري خارجية إسرائيل والسلطة الفلسطينية أن الصين مستعدة للمساعدة في المحادثات بين الطرفين، بل وشدد أمام وزير الخارجية كوهين على أن الاتفاق بين السعودية وإيران مثال جيد للتغلب على الخلافات من خلال الحوار. وبحسب بيان وزارة الخارجية الصينية، قال جانغ لكوهين إن بكين تشجع إسرائيل والفلسطينيين على إظهار "الشجاعة السياسية" والتحرك نحو استئناف الحوار بين الطرفين.
وعلى خلفية النشاط الصيني في الشرق الأوسط، سئل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ أيام في مقابلة مع قناة CNBC الأميركية حول ذلك، وقال وجهًا رسالته للسعوديين بعد الاتفاق مع إيران بوساطة الصين، "95% من مشاكل الشرق الأوسط تنبع من إيران، والدليل على ذلك البؤس التي تعيشه البلدان التي تقترب من إيران، ومنها لبنان واليمن وسوريا والعراق".
ورأى أن هذه الصفقة لها علاقة أكبر بالحرب في اليمن، وأن السعودية تفهم أن إسرائيل شريك ضروري لها، كما قال.
وأضاف: "نحن نحترم الصين، ونقوم بأعمال تجارية كبيرة معها، لكن لدينا تحالفًا ضروريًا مع صديقتنا الكبيرة الولايات المتحدة .. إسرائيل ليست وحدها، معظم دول الشرق الأوسط ترحب بمشاركة أميركية أكبر في الشرق الأوسط، ومن المهم للغاية أن تكون الولايات المتحدة واضحة بشأن التزامها تجاه قضايا المنطقة".
ويقول رون بن يشاي المعلق العسكري والأمني لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن المقلق بأن الصين تعزز قبضتها على الشرق الأوسط، نتيجة تجديد هذه العلاقات على حساب الولايات المتحدة التي تعتبر القوة الراعية لإسرائيل في المنطقة، مشيرًا إلى تراجع الدور الأميركي في المنطقة مقابل صعود المنافس الرئيسي الصيني.
ويقول تومي شتاينر هو مدير السياسات في الشبكة العالمية الصينية الإسرائيلية والقيادة الأكاديمية (سيجنال)، إن معنى تصريحات نتنياهو بأن حكومته بدأت تفهم أن التدخل الصيني في الشؤون السياسية والاستراتيجية بقضايا الشرق الأوسط يمكن أن تضر بإسرائيل التي يجب أن تتصرف بحكمة تجاه ما يحصل.